حرية -(6/8/2022)
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشن ضربات قرب مفاعل في محطة زابوريجيا النووية التي تعد الأكبر في أوروبا، بينما تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية من “مغبة الوضع غير المستقر” في المحطة.
وتقاذفت كييف وموسكو مسؤولية “ثلاث ضربات” قرب أحد مفاعلات المحطة النووية التي تحتلها القوات الروسية منذ مطلع مارس، وفقا لـ”فرانس برس”.
وتسببت “مبارزات مدفعية بين روسيا وأوكرانيا”، بالقرب من محطة طاقة نووية عملاقة على نهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا في مخاطر جديدة تتعلق بالسلامة، في ظل تحذير من “كارثة نووية”، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ويقع المجمع النووي في مدينة إنرهودار، جنوب شرق أوكرانيا على طول الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية “إنرغواتوم”، الجمعة، إن الضربات دمرت خطوط نقل الكهرباء وشكلت مخاطر على المحطة، مما أجبر المهندسين على خفض طاقة أحد مفاعلات المحطة النووية الستة، وفقا لما نقلته “نيويورك تايمز”.
وأشارت الشركة إلى وقوع انفجار بالقرب من أحد المفاعلات النووية، مما زاد من مخاطر تسرب الهيدروجين، مضيفة “رغم الاستفزازات الروسية تستمر المحطة بالعمل وبتوفير الكهرباء لنظام الطاقة الأوكراني”.
وأكدت الشركة النووية الحكومية عدم إطلاق أي إشعاع بعد الانفجارات الأولى، لكنها حذرت من “التغيير القسري في تشغيل المفاعل” والذي يسلط الضوء على الخطر النووي المتزايد، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
اتهامات متبادلة
وفي أعقاب الانفجارات تبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول “مسؤولية قصف المجمع النووي العملاق”.
ألقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ومسؤولون أوكرانيون آخرون باللوم على روسيا في الهجمات، وقال إنه ينبغي لروسيا أن “تتحمل المسؤولية” عن “العمل الإرهابي” في محطة زابوريجيا.
وأضاف في كلمته المسائية اليومية، الجمعة، “اليوم، أحدث المحتلون وضعا عالي المخاطر بالنسبة إلى أوروبا جمعاء، فهم ضربوا مرّتين محطة زابوريجيا النووية، أكبر محطة من هذا القبيل في قارتنا”.
وأردف “كل قصف من هذا النوع هو جريمة مشينة، عمل إرهابي… وينبغي لروسيا أن تتحمل مسؤولية قيامها بتهديد محطة نووية”، وفقا لـ”فرانس برس”.
وأدانت وزارة الخارجية الأوكرانية، الهجمات الروسية على محطة الطاقة النووية، محذرة من “العواقب المحتملة لضرب المفاعل والتي تعادل استخدام قنبلة ذرية”، وفقا لما ذكرته في بيان.
أما الجيش الروسي فتحدث عن “قصف مدفعي” من “تشكيلات مسلحة أوكرانية” على “منطقة محطة زابوريجيا ومدينة انيرغودار” منددا بما اسماه بـ”أعمال إرهاب نووي”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية هي التي قصفت المحطة متهمة إياها بارتكاب عمل “إرهابي نووي”، وفقا لوكالة “أنترفاكس”.
تحذير من “خطر نووي”
وفي وقت سابق، حذرت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، “من المخاطر غير العادية في المحطة النووية الأوكرانية”.
وقالت الوكالة التي تواصل مساعيها لإرسال بعثة إلى المكان، إن الوضع “غير مستقر” في محطة زابوريجيا.
وعندما استولت القوات الروسية على المحطة في مطلع مارس، أطلقت النار على بعض المباني متسببة في اشتعال حريق داخلها، ما أثار مخاوف من وقوع “حادث نووي كبير”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وفي أواخر يوليو، اتهمت أوكرانيا روسيا بتخزين أسلحة ثقيلة وذخائر في الموقع، حسب “فرانس برس”.
وفي الشهر نفسه، قالت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية إنها استخدمت طائرة بدون طيار من طراز “كاميكازي” دقيقة التوجيه، لتدمير قاذفة صواريخ روسية ونظام دفاع جوي يقع على بعد حوالي 150 ياردة من المفاعل، دون الإضرار به.
ودق المسؤولون الغربيون “ناقوس الخطر بشأن التكتيكات الروسية المستخدمة في الاستفادة من التواجد بالمحطة النووية”، مؤكدين أن أي حادث في محطة الطاقة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، وفقا لـ”بي بي سي”.
وفي الأسابيع الأخيرة اشتد القتال بالقرب من المجمع النووي، الذي يسيطر عليه الجيش الروسي ويستخدمه كحصن، حتى مع استمرار المهندسين الأوكرانيين في تشغيله، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
ولمدة شهر تقريبا، استخدمت روسيا الموقع لشن ضربات مدفعية على أهداف أوكرانية دون الخوف من “رد أوكراني”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وتشير الصحيفة إلى “عدم قدرة الجيش الأوكراني على الرد دون تعريض المحطة لخطر إصابة معدات السلامة أو المفاعلات أو مرافق التخزين للوقود المستهلك”، ما يدفع أوكرانيا لـ”تحمل القصف الروسي”.
وخلال الأيام الماضية، نقلت القوات الروسية شاحنات عسكرية وسيارات دفع رباعي مليئة بالأسلحة إلى مباني داخل المحطة، واستخدمت نيران المدفعية لقصف المنطقة القريبة منها، وفقا لتقرير لموقع “بريفادا”.
وفي سياق متصل، كشفت وزارة الدفاع البريطانية، “استخدام القوات الروسية للمحطة في استهداف الأراضي الأوكرانية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو”.
وقالت الوزارة في بيان على موقع “تويتر”، إن القوات الروسية تستغل تواجدها في المحطة النووية لـ”تقليل مخاطر استهداف معداتها وقواتها من قبل الجيش الأوكراني”.