حرية -(6/8/2022)
في واحدة من أغرب القرارات التي تتنافى مع التقاليد المعروفة عن جذب السياحة اتخذ عمدة بلدة فرنسية قرارًا بدفع من يرغبون في تسلع جبال “مونت بلانك” تكاليف جنازتهم مقدمًا قبل عملية التسلق والتي تقدر بـ 15 ألف يورو.
جبال مونت بلانك بفرنسا
وقال جان مارك بيليكس عمدة بلدة سان جيرفيه الفرنسية إن الأوضاع في جبل “مونت بلانك” من الخطورة بحيث يترتب على مَن يرغبون في تسلق الجبل دفع مبلغ 15 ألف يورو مقدمًا لتغطية تكاليف إنقاذهم حال تعرضهم لمصاعب، بالإضافة إلى تكاليف الجنازة في حال موتهم.
وأكد عمدة البلدة التي تقع عند سفح الجبل الذي يتجاوز ارتفاع قمته 4800 متر، أن الذين يتجاهلون التحذير كمن يلعبون “الروليت الروسي”.
وزادت موجة الحر من احتمالات سقوط الصخور.
وأشار العمدة بيليكس إلى أن معدل تكاليف عملية الإنقاذ يبلغ 10 آلاف يورو وتكاليف الجنازة والدفن تصل إلى 5 آلاف يورو؛ وأضاف أنه لا يمكن الانتظار من دافع الضرائب الفرنسي تغطية تلك التكاليف.
وورد في بيانه المنشور على موقع القرية على الإنترنت أن المرشدين السياحيين يرفضون الآن اصطحاب المتسلقين على طريق “جوتيه”، والمعروف بالطريق الملكي والذي يصل إلى منتجع شامونيه؛ ويسري مفعول الإجراء الجديد حتى منتصف أغسطس على الأقل.
وانتقد العمدة بعض المتسلقين المغامرين الذين يصعدون غير آبهين باحتمال الموت.
وقال إنه عثر على مجموعة من المتسلقين الرومانيين يوم 30 يوليو يرتدون السراويل القصيرة والأحذية الرياضية؛ وحلقت مروحيات فوقهم وطالبتهم عبر مكبرات الصوت بالعودة، لكنهم قالوا إنهم ينوون العودة والمحاولة مرة أخرى في اليوم التالي.
وأغلق عمدة البلدة الفرنسية الملاجئ في المنطقة إلى إشعار آخر بسبب سقوط الصخور.
موجة الحر
وأدت ندرة الثلوج وموجة الحر الاستثنائية إلى زيادة مخاطر سقوط الصخور وجعل التسلق أكثر خطرا؛ كما زادت الحرارة مخاطر الانهيارات الثلجية.
ونسبت وكالة أنباء فرانس برس إلى أوليفييه جريبير، وهو دليل مجرب في منطقة شامونيه القول إن حوالي عشر متسلقين ذوي تجربة فقط تمكنوا من الوصول إلى قمة الجبل كل يوم، مقارنة بالرقم المعتاد سابقا والذي كان يتراوح بين 100 و120 متسلقًا.
وتوجد في سلسلة جبال مونت بلانك 11 قمة يتجاوز ارتفاعها 4 آلاف متر في فرنسا وإيطاليا، وتجذب مئات آلاف السياح كل عام.