حرية – (7/8/2022)
يمسح فاندرليه ويراكسونو، وهو زعيم من السكان الأصليين، حاملا منجلا وهاتفا خلويا، الأرض التي ستقيم فيها جماعته قريتها الجديدة، وهي مساحة شاسعة من الغابات المدارية المطيرة في شمال ريو دي جانيرو حيث سيتمكنون أخيرا من الوصول إلى المياه والأراضي الصالحة للزراعة.
ويراكسونو هو واحد من قرابة 50 فردا من شعب “مبيا غواراني”، سيؤسسون قرية جديدة وسط ما سيكون أول محمية طبيعية بلدية في البرازيل، حيث يخططون للعيش وفقا لأسلوب حياتهم الموروث من أجدادهم.
ومن المفترض أن يحسن هذا المشروع حياة أفراد المجتمع الأصلي الذين كانوا يعيشون في مكان لا تصله مياه الشرب في مقاطعة ماريكا في ولاية ريو دي جانيرو.
وانتقل مجتمع مبيا غواراني الذي يتحدر أفراده من مناطق مختلفة من البرازيل، إلى ماريكا قبل عقد وأسس قرية سو أزول (سماء زرقاء) على قطعة أرض تبرع بها رجل أعمال.
لكن الأرض التي كانت مزرعة بن في السابق، متدهورة جدا بحيث لا يمكن زراعة المحاصيل فيها كما أنها محرومة من المياه التي يحصل عليها السكان فقط من خلال صهاريج ترسلها إليهم الحكومة البلدية.
ويقول ويراكسونو “كان هناك نهر يمر عبرها قبل 150 عاما، لكن المالك السابق حولها إلى مزرعة بن وذلك أدى إلى تدميرها، قطعوا الأشجار ما تسبب في جفاف النهر”.
وتعتبر أميركا الجنوبية موطنا لما يقدر بـ280 ألفا من مجتمع غواراني مقسمين إلى مجموعات فرعية بمن فيهم مبيا.
ولديهم تاريخ طويل من النزاعات مع المزارعين الذين لا ينتمون إلى شعوب أصلية والذين أجبروهم في كثير من الأحيان على ترك أراضي أجدادهم.
حراس الطبيعة
بعد سنوات من المفاوضات مع الحكومة، يفترض أن تنتقل جماعة ويراكسونو في الأشهر المقبلة إلى قطعة أرض مساحتها 50 هكتارا من الأراضي العامة تبعد عن أرضهم الحالية 35 كيلومترا، تبرعت بها البلدية.
ويوضح ويراكسونو “سيكون لدينا المزيد من الموارد وسنكون قادرين على زراعة (المنيهوت والبطاطا الحلوة) وجمع الأعشاب الطبية”.
وهم يخططون أيضا لإعادة المحاصيل المحلية مثل ذرة الغواراني التي يعتبرونها مقدسة، وكذلك الخيزران المستخدم للحرف اليدوية التي تشكل مصدرا مهما لدخل المجتمع.
وتقول ماريا هيلينا جاكسوكا وهي زعيمة أصلية “حتى الآن، كان علينا إحضار الخيزران من أماكن أخرى” لصنع السلال التقليدية.
وتعهدت الحكومة المحلية بتوفير منازل ومدرسة والرعاية الصحية ومركز ثقافي للقرية الجديدة، بالإضافة إلى الملكية الرسمية للأرض.
ويشير ويراكسونو إلى أن ذلك “سيسمح لنا بالحفاظ على الطبيعة، وعلى ثقافتنا وأسلوب حياتنا” مضيفا “الغواراني وجميع الشعوب الأصلية هم حراس الطبيعة التي تمنحنا الحياة”.