حرية – (11/8/2022)
تناول الفن التشكيلي المعاصر واقعة كربلاء عبر لوحات من زوايا شتى، ومن خلال العديد من التشكيليين المنتمين لمدراس مختلفة من الفن. وخلال السنوات القليلة الماضية لم يكن هنالك الكثير من الاهتمام بالبحث عن هذه اللوحات، ويكاد يكون تناولها ونشرها عبر الإنترنت منحصرًا ضمن فئة معينة، إلا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في تزايد الاهتمام والبحث عن اللوحات والأعمال الفنية التي تحاكي ذكرى واقعة كربلاء، فضلًا عن إعادة نشر هذه الأعمال في كل عام بالتزامن مع حلول شهر محرم.
يتم إعادة نشر الكثير من اللوحات التي تتناول واقعة كربلاء في مواقع التواصل الاجتماعي
وفي عرض سريع لأبرز اللوحات، فإنّ “ملحمة الشهيد” للتشكيلي العراقي كاظم حيدر (1932-1985) تتصدر دائمًا، وهي مجموعة من اللوحات عرضت في متحف بغداد الوطني للفن الحديث في بغداد عام 1965.
وقع التشكيلي كاظم حيدر في هذه السلسلة تحت تأثير الخيال الشعبي وطقوس محرم وشعائره في شوارع بغداد في ذلك الوقت.
وصوّر “كاظم حيدر” قاتل الحسين بهيئة مستلهمة من طقوس تمثيل مقتل الحسين والمعروفة باسم (التشابيه) ونفس الأمر في لوحاته التي جسدت خيول الحسين وصحبه.
أما الفنان الإيطالي فاوستو زونارو (1854 – 1929) فقد نحى منحى آخر في التعاطي مع واقعة كربلاء، إذ ركزت لوحته الشهيرة بعنوان “العاشر من محرم” على واحد من الطقوس التي تقام في ليلة العاشر من محرم “عاشوراء” ورسمت بدقة متناهية مشهدًا لطقوس “التطبير” في جو مشبع بالحزن والسواد.
وعلى جانب آخر، تقف لوحات الفنان الإيراني الشهير محمود فرشجيان المنتشرة بشكل كبير جدًا في التواصل الاجتماعي، حيث تنتمي إلى “فن المنمنمات” التقليدي والمنهمك في التفاصيل بألوان جذابة، خاصةً في لوحته المعروفة باسم “أمسية عاشوراء”.
أما التشكيلي العراقي المعاصر، أسامة حمدي، ففي لوحاته التي جسدت معركة كربلاء يمنح الرائي انطباع النهاية المأساوية للحادثة عبر تركيزه على النهاية، خصوصًا في لوحته الشهيرة “الرأس المقطوع” والمتفردة بألوانها القاتمة المتقنة.
ولعلّ الفنان الإيراني حسن روح الأمين واحدًا من أكثر التشكيليين المعاصرين انتشارًا عبر الإنترنت، فقد جسدت لوحاته معركة كربلاء بكل تفاصيلها وشخوصها، معتمدًا على السرد التاريخي جاعلًا منه الأرضية الرئيسية لكل لوحاته، كما تعد لوحته المسماة “دماء على شرعة الزيتون” الأكثر انتشارًا من بين لوحاته الكثيرة.
في حين نجد التشكيلي التركي المعاصر “إيرول أكيافاس” عبر سلسلة من اللوحات التي تناولت كربلاء تقتصر على موضوعة الخيام، جاعلًا منها العنصر الأساسي في كل لوحاته.
لكنّ التشكيلي اللبناني المعاصر علي نجدي، نجد أنّ لوحاته بالغت في السواد لدرجة يصعب معها تمييز مكوناتها، وتعد لوحته “العباس” واحدة من اللوحات التي لاقت رواجًا واسعًا في التواصل الاجتماعي.