حرية – (11/8/2022)
قوات النظام تعلن تصديها لمجموعة “انغماسية” من جنسيات مختلفة
تتوالى الضربات الموجعة التي يتلقاها أفراد تنظيم “داعش” المتشدد في سوريا يوماً بعد يوم، عقب فقدان أبرز قياداته من الصف الأول والقيادات السابقين للدولة المزعومة التي أسسوها (2014 -2019). وفي وقت لم يستفق فيه المتشددون بعد من فاجعة مقتل زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري بغارة جوية أميركية في العاصمة الأفغانية كابول أخيراً، حتى جاء نبأ مصرع زعيم “داعش” في درعا أبو سالم العراقي كـ”لطمة على الخد الثاني”.
وشنت الأجهزة الأمنية في سوريا عملية خاطفة في بلدة يطلق عليها اسم “عدوان” بريف درعا الغربي، جنوب البلاد، بعد محاصرة زعيم التنظيم فيها “أبو سالم العراقي” والاشتباك معه، إثر محاولته التسلل. ولم يفلح من الإفلات بعد ملاحقته ومتابعته إلى أن وجد نفسه محاصراً ولا يمكنه الفرار فقرر إنهاء حياته بتفجير نفسه بحزام ناسف كان بحوزته.
سقوط ضحايا
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا (سانا) صوراً للعملية أظهرت فيها جثثاً ممددة على الأرض، ومعدات تفجير، فيما لفت مصدر عسكري إلى أن ملاحقة “العراقي” جاءت بعد تسلله من بلدة “طفس” في ريف درعا الجنوبي ثم تمت محاصرته، ولم تتهاون القوة الأمنية بالاشتباك معه وتصفيته بالتزامن مع تفجيره نفسه.
وكشف المصدر ذاته عن مصرع شخصين آخرين غير “العراقي” في العملية هما: أحد عناصر القوات الأمنية، وأحد الرهائن المدنيين المحتجزين، إثر تفجير الحزام الناسف.
في المقابل، جاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن “العراقي كان طوال الفترة الماضية متوارياً عن الأنظار في المنطقة ذاتها منذ عام 2018 وشارك في الاغتيالات والفوضى التي تشهدها منطقة الجنوب السوري، بعد محاصرته في منزل ببلدة عدوان التي تبعد 15 كيلومتراً عن الجولان المحتل”.
وتحدث بيان المرصد السوري ومقره بريطانيا عن “مغادرة أعداد من المطلوبين مدينة طفس إلى جهة مجهولة بعد توتر الأجواء وتجنباً للتصعيد، بعد مقتل زعيم داعش في درعا، الذي يحمل الجنسية العراقية”.
مجموعة انغماسية
في موازاة ذلك، نفذ جيش النظام السوري عملية تصد لمجموعة انغماسية من جنسيات مختلفة يقدر عدد أفرادها بـ25 شخصاً من عناصر “داعش” تسللوا من منطقة النيرب باتجاه قرية جوباس في ريف إدلب الشرقي بهدف تنفيذ عمليات ضد المدنيين، وفق مصادر ميدانية. وأدت العملية إلى تصفية عدد كبير منهم وتفكيك أحزمتهم الناسفة.
وإزاء ذلك، يتوقع متابعون للشأن السوري أن تتصاعد العمليات أكثر في الأيام المقبلة كرد فعل على مقتل أيمن الظواهري، في حين يبدو أن هناك تركيزاً على ضرب قيادات المجموعات وهي نقطة ضعف التنظيم إذ إن “داعش” سيصاب بالشلل من دون زعماء وقيادات روحية وميدانية، بالتالي سيفقد العقول المدبرة، بينما يتهاوى الأفراد العاديون مع الوقت.
وتتصاعد حدة العمليات على جبهات عدة، من قبل الجيش النظامي و”قسد” و”التحالف الدولي” لدرء خطر فلوله لا سيما تلك المتمركزة على امتداد البادية، بعد سحق قوة التنظيم في عام 2019 وسقوط وأبرز قياداته بين قتلى وأسرى.