حرية – (13/8/2022)
عثر طاقم من المتطوعين على زجاجة مثيرة للاهتمام بينما كانوا يشقون طريقهم على طول شاطئ بايو في جنوب ولاية تكساس الأمريكية، لتنظيفه من القمامة، عندما انحنى أحدهم لسحب تلك الزجاجة من الطين، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية،
واتَّضح من شكل الزجاجة أنها احتوت في ما مضى على مياه غازية، لكن وجدوا بداخلها رسالة مكتوبة على قطعة من الورق المقوى بها أربعة توقيعات ورقم هاتف لم يعد يعمل.
كان أربعة أطفال في سن العاشرة قد بعثوا بالرسالة الموجودة في الزجاجة. لكنها لم تسافر عبر المحيط إلى شاطئ بعيد، بل على بُعد أميال قليلة، لتستقر في جزء موحل آخر من بلدة لامارك بولاية تكساس.
لكن منذ إرسالها، تلاشى عصر الهواتف الأرضية، وترك أربعة رؤساء أمريكيين مناصبهم، كما تُوفِّي أحد الأصدقاء الذين وقَّعوا الرسالة.
بدوره، قال بريان ستاندفر، لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه ورفاقه ألقوا الزجاجة برسالتها في الماء في عام 1995، على أمل أن تنقلها المياه إلى خليج المكسيك. وأردف: “لم تسافر لمسافة 2000 ميل (3218 كيلومتراً)، لكنني شعرت بسعادة غامرة للعثور عليها”.
الرجاء تلك رسالة!
أما رسالتهم ببساطة فتقول: “إذا وجدتَ هذه، يرجى الاتصال”، مرفقةً برقمَي هاتف، بجانب إرشادات بأنه “إذا لم يكن بالمنزل، فالرجاء ترك رسالة على جهاز الرد وترك رقم الهاتف”.
وأسفل الملاحظة المكتوبة بالقلم الأزرق، وقّع الأولاد الأربعة أسماءهم رسمياً: ترافيس كاسلر، وبراين ستاندفر، ودرو بلاسيك، ولانس كاسلر.
بينما قال ستاندفر إنه بمجرد وضع الرسالة في قنينة زجاجية ورميها بالمياه، نسيها الأربعة على الفور.
شعور سريالي وعاطفي!
وظل الأولاد الأربعة أصدقاء في السنوات التي تلت ذلك. وقال ستاندفر إنه قبل عام ونصف العام توفي ترافيس كاسلر، الاسم الأول في الرسالة؛ بسبب نوبة قلبية.
وأضاف: “عندما يحدث شيء من هذا القبيل، فإنك تفكر كثيراً في الأوقات الممتعة التي قضيتموها معاً. رؤية خط يدي وأسماء أصدقائي كان شيئاً سريالياً وعاطفياً، خاصة بعدما فقدنا ترافيس”.
وعثر على الزجاجة تيري بيتجون، وهو متطوع محلي يساعد في حملة جمع القمامة، بين الوحل.
وقال لمحطة تلفزيون محلية: “لقد دُفنت في منتصف الطريق من مكان إرسالها تقريباً”. وبعد أن حاول العديد من المتطوعين فتح الغطاء وفشلوا في ذلك، حطموا الزجاج لاستعادة الملاحظة.