حرية – (16/8/2022)
تستعد بغداد لتضييف المؤتمر الثالث لحوار الأديان في شهر تشرين الأول من العام الحالي، وأكدت مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الخارجية أن هدف المؤتمر تعزيز السلام والتعاون الدولي، مشيرة إلى انه سيشهد حضور أحد المؤسسات الرسمية للفاتيكان.و
وأفاد تقرير لموقع (المونيتر)، بأن “وزارة الخارجية العراقية ذكرت في بيان لها بتاريخ 5 آب انها أكملت الاستعدادات لمؤتمر حوار الأديان الثالث الذي من المقرر عقده في شهر تشرين الأول القادم”.
وأضاف التقرير، أن “ذلك بالتنسيق مع دواوين الأوقاف الدينية المختلفة في العراق وبالأخص الوقف السني والشيعي والمسيحي والصابئي والايزيدي، وبمشاركة المجلس البابوي للفاتيكان ايضاً”.
وأشار، إلى أن “البابا فرانسيس كان قد دعا من بغداد خلال زيارته الأخيرة للعراق الى استقرار وامن المنطقة وتعزيز حوار الأديان”.
وبين التقرير، أن “اهتمام العراق بحوار الديان هو ليس بأمر جديد”، مؤكداً أن “الحكومة المحلية لمحافظة ذي قار شرعت في 10 تموز الماضي بتنفيذ مشروع مركز حوار الأديان”.
وأوضح، أن “المركز يضم دور عبادة للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية والصابئية، وكذلك قاعة ومنتدى لحوار الأديان في مدينة أور الاثرية في المحافظة”.
ولفت التقرير، إلى أن “موضوع حوار الاديان كسب أهمية قصوى بعد الحرب على تنظيم داعش الإرهابي للفترة ما بين 2014 و2017 وإلحاق الهزيمة به وما خلفته المعارك من نزوح أكثر من 6 ملايين شخص من مناطق سكناهم الاصلية”.
ونوه، إلى أن “وكيلة وزارة الخارجية صفية السهيل، كانت قد التقت الأسبوع الماضي بسفير دولة الفاتيكان لدى العراق المطران، ميتا ليسكوفار، وناقش الطرفان الاستعدادات التي يقوم بها العراق لاستضافة المؤتمر الثالث لحوار الأديان”.
وقالت السهيل، إن “وزارة الخارجية العراقية، وتحت رعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وباشراف وزير الخارجية فؤاد حسين ستستضيف منتدى حوار الأديان الدولي في العاصمة بغداد بالتنسيق مع الفاتيكان وعدد من الدول والمؤسسات الدولية”.
وتابعت السهيل، أن “الهدف من المنتدى هو تعزيز السلام والتعاون الدولي والتعايش، والتي كانت من بين نتائج مؤتمر بغداد العام الماضي.”
وأشارت السهيل، إلى أن “الجلسة الأولى كانت بين دواوين الأوقاف في العراق والمجلس البابوي لدولة الفاتيكان قد عقدت في عام 2013 والجلسة الثانية في عام 2017 تمت خلالها مناقشة التحديات التي تواجه أبناء البلد من الأديان المختلفة، وان الجلسة الثالثة من المؤمل عقدها في شهر تشرين الأول 2022.”
وزادت السهيل، أن “المؤتمر سيتبنى عبارة، التعليم المناسب للأجيال الجديدة طريق للسلم والتنمية الشاملة، كشعار له”.
وكشفت السهيل، عن “بعض مما تحويه ورقة اعمال المؤتمر التي تهدف الى اعداد المدرسين لأداء مهمتهم التعليمية في حفظ السلم مع إعادة النظر بالمناهج المدرسية من اجل تعزيز ثقافة التعايش.”
وفيما يخص الأطراف الرئيسية المشاركة في تنظيم المؤتمر، قالت السهيل إن “من بينهم المجلس البابوي لحوار الأديان الذي يعتبر أحد المؤسسات الرسمية للفاتيكان في هذا المجال، وكذلك دواوين الأوقاف الدينية العراقية بالإضافة الى الشخصيات القيادية الروحانية من مختلف الأديان.”
وتواصل السهيل، أن “الدولة العراقية تسعى لاحترام التزاماتها فيما يتعلق باحترام حقوق الانسان والديمقراطية، كما نص عليها الدستور العراقي، والذي يشتمل ذلك حقوق الحريات الثقافية والدينية للأقليات والحريات الأساسية الأخرى”، مشددة على أن “العراق تعهد الالتزام بالتوصيات وما جاء عن زيارة بابا الفاتيكان للعراق.”
من جانبه، ذكر، ممثل الوقف الشيعي للشؤون الدينية والثقافية، احسان جعفر أحمد، أن “الوقف الشيعي حضر مؤتمرين سابقين لحوار الأديان في الفاتيكان، والمؤتمر المتوقع الجديد سيكون الثالث”.
وأضاف أحمد، أن “هذه المؤتمرات دائماً ما تسبقها اجتماعات تحضيرية يتم الاتفاق فيها على محاور محددة، ويتم خلال المؤتمر طرح آراء وتقارير المشاركين ومن ثم تتم صياغة بيان نهائي يعكس نظرة مشتركة تؤدي الى التقارب والتواصل الاعمق”.
وأوضح احمد، ان “الوقف الشيعي يشارك في مرحلة الاعداد للمؤتمر الثالث وتتولى وزارة الخارجية تحقيق التواصل ما بين المشاركين وتسهيل الجوانب البروتوكولية”.
وبين أحمد، أن “هناك لجانا تعمل على تحديد المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال المؤتمر”، متوقعاً ان “تكون نتائج هذه الاجتماعات إيجابية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وذلك للتحديات الكبرى التي تواجهها المجتمعات خصوصا العاملين في المجال الديني”.
ومضى أحمد، إلى الاعتقاد، بأن “الوقفين السني والشيعي يعملان سويّة للبناء على مشتركات عديدة فيما بينهما واستعادة الانسجام الوطني الذي سعى الفكر المتطرف لتدميره في العراق الذي يحوي طوائف وأعراق دينية واثنية مختلفة، ونعمل على جعل هذا التنوع مصدر قوة للعراق.”
وكان العام 2013 قد شهد تأسيس المجلس العراقي لحوار الأديان الذي تعهد على نفسه صياغة آليات عملية لتفعيل التفاهم الديني من خلال تنظيم جلسات حوارية وضمان مشاركة فعالة في المؤتمرات الدولية لتسليط الضوء على خطر الوجود الذي تواجهه الأقليات.