حرية – 12/1/2021
حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من إمكانية تنظيم مظاهرات مسلحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الأيام التي تسبق حلف الرئيس الأمريكي المنتخب دو بايدن اليمين الدستورية لتولي السلطة فعليا.
وأشارت تقارير إلى أن مجموعات مسلحة تخطط للتجمع في عواصم 50 ولاية أمريكية ومدينة واشنطن في الفترة التي تمتد إلى 20 من يناير/ كانون الثاني الجاري الذي يشهد تنصيب بايدن.
وظهرت هذه المخاوف وسط تشديد للإجراءات الأمنية الخاصة بهذا الحدث نفسه.
وقال بايدن لوسائل إعلام الاثنين الماضي إنه لا يخشى حلف اليمين الدستورية أمام مقر الكونغرس الأمريكي في العاصمة واشنطن.
ولا يزال من المتوقع أن يحلف بايدن وكامالا هاريس، نائبته المنتظرة، اليمين الدستورية لشغل منصبي الرئيس الأمريكي ونائبته أمام مقر الكونغرس الذي كان منذ أيام قليلة مسرحا لأحداث فوضى عارمة تسبب فيها اقتحام عدد كبير من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشددين للمبنى معترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.
ويؤكد مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة أنهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث في السادس من يناير/ كانون الثاني الجاري عندما اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكونغرس أثناء تصويت المجالس النيابية الأمريكية على نتيجة انتخابات الرئاسة الصادرة عن المجمع الانتخابي الأمريكي.
وقال تشاد وولف، القائم بأعمال وزير الداخلية الأمريكي، إنه أصدر تعليماته للخدمة السرية الأمريكية لبدء عمليات خاصة يوم الأربعاء المقبل لمراسم تنصيب بايدن، وهو ما يأتي قبل ستة أيام من هذا الحدث الهام. وأشار الوزير الأمريكي إلى أن إصدار هذه التعليمات بالتحرك المبكر يأتي “في ضوء الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي والتطورات التي تظهر في المشهد الأمني”.
وقال مسؤولون إن حوالي 15 ألف فرد من قوات الحرس الوطني قد يتوافرون في الموقع لتأمين حفل التنصيب الرئاسي.
ما هي الاحتجاجات التي قد يتم تنظيمها في هذا اليوم؟
أشارت تقارير إلى أن جهات إنفاذ القانون في جميع أنحاء الولايات المتحدة تستعد لمواجهة المزيد من العنف المحتمل أثناء تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه رسميا في العشرين من الشهر الجاري.
ودعا الكثير من أنصار ترامب، في منشورات على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الاحتجاج في عدة تواريخ، بما في ذلك الدعوة لمظاهرات مسلحة في عدد من المدن الكبرى في البلاد في 17 يناير/ كانون الثاني الجاري علاوة على مسيرة في مدينة واشنطن يوم تنصيب بايدن رئيسا، أي 20 يناير/ كانون الثاني 2021.
وذكرت نشرة داخلية في مكتب التحقيقات الفيدرالي، حصلت شبكة أيه بي سي نيوز ووسائل إعلام أمريكية أخرى على نسخ منها، إلى أن إحدى جماعات أنصار ترامب تدعو إلى اقتحام محاكم الولايات، والمحاكم المحلية والفيدرالية حال عزل الرئيس الأمريكي من منصبه قبل الموعد المحدد لذلك أو تنظيم مظاهرات يوم التنصيب الرسمي لبايدن حال عدم عزل ترامب.
وتزايدت المطالبات من قبل الديمقراطيين وبعض الجمهوريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستقالة، ومطالبات أخرى بعزله من منصبه أو محاكمته في الكونغرس تمهيدا لعزله، وذلك في الأيام التالية لأحداث العنف التي شهدتها العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع الماضي.
وأصدرت جهات إنفاذ القانون الفيدرالية تعليمات للشرطة المحلية بتكثيف انتشارها في مقار إدارات الولايات الأمريكية عقب أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن مصادر في أجهزة إنفاذ القانون أشارت إلى أن تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي تتم مراعاتها والعمل وفقا لما تشير إليه في جميع الولايات الأمريكية وفي واشنطن في الفترة من 16 إلى 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، أي قبل تنصيب بايدن رسميا رئيسا للولايات المتحدة بثلاثة أيام على الأقل.
ورغم احتلال أعمال العنف في مبنى الكونغرس الأمريكي العناوين الرئيسية الأسبوع الماضي، أشارت تقارير إلى وقوع أحداث عنف على نطاق أضيق في مناطق أخرى في البلاد تزامنا مع اقتحام مقر المجالس النيابية الأمريكية.
ما هي الترتيبات الأمنية التي من المقرر اتباعها يوم التنصيب الرسمي للرئيس الأمريكي؟
أكدت الداخلية الأمريكية الاثنين الماضي أنها سوف تبدأ عمليات أمنية وطنية خاصة لمراسم التنصيب قبل بدايتها بستة أيام الأربعاء المقبل.
ويسمح تصنيف هذه العمليات الخاصة لجهات إنفاذ قانون متعددة بالتنسيق فيما بينها من أجل اتخاذ إجراءات حماية خاصة مثل إغلاق الطرق وتأمين محيط الحدث.
جاء هذا الإعلان من قبل الداخلية الأمريكية في أعقاب مطالبة موريل باوزر، عمدة مدينة واشنطن، بتشديد الإجراءات الأمنية في المدينة بعد ما وصفته بأنه “هجوم إرهابي غير مسبوق” على مقر الكونغرس.
كما ناشدت باوزر الأمريكيين ألا يسافروا إلى واشنطن لحضور مراسم التنصيب. وجرت العادة على أن يجتذب حفل تنصيب الرئيس مئات الآلاف من الأمريكيين، لكن انتشار فيروس كورونا الوبائي أدى إلى إلغاء هذه الخطط.
وقال الجنرال دانيال هوكانسون، رئيس مكتب الحرس الوطني، الاثنين الماضي إن 10000 من قوات الحرس الوطني سوف ينتشرون في العاصمة الأمريكية واشنطن نهاية الأسبوع الجاري مع توافر 5000 إضافية من هذه القوات يتم نشرها حال طلبها من قبل السلطات المحلية في المدينة.
في سياق متصل، أعلنت إدارة الحدائق العامة إغلاق حديقة واشنطن التذكارية أمام الزوار وسط ما وصفته بأنه “تهديد قابل للتحقق”.
وقالت الإدارة إن “المجموعات المتورطة في الأحداث التي شهدها مقر الكونغرس لا تزال تشكل تهديدا يتضمن إفساد حفل التنصيب التاسع والخمسين للرئيس الأمريكي في 20 من الشهر الجاري”.
وأضافت أنها أصدرت قرارات أخرى بإغلاق مؤقت لمراكز التسوق الوطنية والحدائق التذكارية.
وأثناء تناوله الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه “ليس خائفا” من حلف اليمين الدستورية لتولي منصبه في مكان مفتوح أمام مقر الكونغرس الأمريكي رغم المخاوف الأمنية التي تحيط.
كما أعلنت لجنة تنصيب بايدن أن الموضوع الرئيسي الذي سوف تتمركز حوله مراسم التنصيب هو “الولايات المتحدة الموحدة”.
ومن المتوقع عقب حلف اليمين أن يشارك بايدن في مراسم وضع أكاليل الزهور مع الرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون، لتعزيز رسالة توحيد صف الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن يحضر حفل التنصيب للرئيس الجديد ليكون الرئيس الأمريكي الأول الذي يفعل ذلك خلال 150 عاما.
ما هي أحدث تطورات عزل ترامب؟
تأتي التحذيرات من المزيد من العنف المحتمل من قبل أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط تكثيف لجهود برلمانية تستهدف تقديم الرئيس ترامب للمحاكمة أمام الكونغرس تمهيدا لعزله من منصبه قبل أيام قليلة من مغادرته المكتب البيضاوي بموجب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أشارت إلى فوز جو بايدن بكرسي الرئاسة الأمريكية.
وصيغت مادة قانونية في مجلس النواب الأمريكي الاثنين الماضي تتهم الرئيس دونالد ترامب “بالتحريض على العصيان” أثناء مسيرة زعم خلالها ترامب، دون الاستناد إلى أدلة، أن نتائج انتخابات الرئاسة 2020 كانت مزورة.
وقال أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب إن التصويت على هذه المادة سوف يكون الأربعاء المقبل ما لم يستخدم مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، صلاحياته بموجب الدستور لعزل ترامب من منصبه.
ولم يعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إجراءات مجلس النواب، وذلك بعد منع الرئيس الأمريكي من استخدام حساباته على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي استنادًا إلى اتهامات وجهتها له تلك الشبكات بأنه “يحرض على العنف”.