حرية – (3/9/2022)
توقعت صحيفة “آرمان امروز” الإيرانية أن يتم تأجيل المفاوضات حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وتحديدا بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في أميركا، مؤكدة أن المفاوضات وبعد امتعاض الجانب الأميركي من الرد الإيراني باتت مهددة بالانهيار.
ونوهت الصحيفة في عددها الصادر اليوم (3 أيلول 2022)، إلى أن “الكثير من المراقبين يعتقدون أن الظروف الآن مواتية بشكل كبير لإبرام الاتفاقية، فمن جانب نجد الديمقراطيين يرغبون في حسم موضوع الاتفاق النووي واستخدامه كورقة رابحة في الانتخابات التشريعية المقررة في شهر نوفمبر، لأنه بعد الانتخابات وإذا ما فاز الجمهوريون يصبح الحديث عن الاتفاق أمرا بالغ الصعوبة”.
من جانب آخر تضيف الصحيفة أن الأوروبيين الآن أيضا ونظرا إلى أزمة الطاقة التي يمرون بها يرغبون في التوصل إلى اتفاق مع طهران قبل دخول فصل الشتاء ليعوضوا النقص الموجود لديهم في مجال الطاقة من الوقود الإيراني.
وفي ذات السياق اعتبرت صحيفة “شرق” الإصلاحية أن مطالبة طهران للولايات المتحدة الأميركية بتقديم ضمانات غير صائبة لأن الحكومات الأميركية لا يحق لها قانونا أن تعطي ضمانات حقوقية واقتصادية للدول الأخرى، وأوضحت أنه في موضوع الاتفاق النووي يمكن لإيران أن تحصل على ضمانين فقط، الأول هو الضمان السياسي والذي يقتصر عمره على الإدارة الحالية ولا يلزم الإدارة القادمة الوفاء به.
و يستمر التشاؤم حول ملف إيران النووي بعد تقديم إيران ردها “السلبي” و”غير المنطقي” إلى الوسيط الأوروبي، وتأكيدات المسؤولين الأميركيين بأن الرد الإيراني ليس مشجعا وأن المفاوضات تتراجع إلى الوراء.
وبينما أعربت الصحف الإصلاحية مثل “آرمان ملي” و”اعتماد” عن مخاوفها مما توصلت إليه المفاوضات من تأزم جديد واحتمال العودة إلى المربع الأول، نجد صحفا أصولية مثل “كيهان” تؤكد صوابية إجراءات إيران وشروطها.
وقالت “كيهان” في تقريرها، اليوم السبت، إن “إصرار إيران على أخذ الضمانات جعل الجانب الأميركي يعتبر رد إيران مخيبا للآمال وغير بناء”.
أما “وطن امروز” المقربة من الحرس الثوري فدافعت أيضا عن الرد الإيراني بالرغم من وصف الدول الغربية له بـ”السلبي” و”غير المنطقي”، وعنونت في صفحتها الأولى: “الرد الجيد على تطاول أميركا”.
فيما طالبت صحيفة “جام جم” الأصولية بنزع ما سمته “ألغام الاتفاق النووي”، وکان أحد الألغام التي تتحدث عنها الصحيفة هو إنهاء ملف التحقيقات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مواقع إيران النووية المشبوهة.
وفي السياق نفسه، انتقدت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية هذا التبادل في المواقف بين إيران والولايات المتحدة عبر الوسيط الأوروبي، كما طالبت “مردم سالاري” المعتدلة ببدء جولة من المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن وإنهاء التفاوض غير المباشر الذي لن يؤدي إلى اتفاق سريع ومثمر، وعنونت الصحيفة تقريرها الرئيسي بالقول: “المفاوضات المباشرة هي الحل الوحيد لإنهاء ماراثون الاتفاق النووي”.
وبعد ساعات من تقديم إيران ردها إلى الوسيط الأوروبي قال مسؤول كبير في إدارة بايدن لمراسل “بوليتيكو”: “بدأنا بمراجعة رد إيران فيما يتعلق بنص اتفاقية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. الرد الإيراني ليس مشجعا ويبدو أننا نتراجع”.
من جهة أخرى ذكر دبلوماسي أوروبي للصحافية ستيفاني ليشتنشتاين، أن رد إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي يبدو “سلبياً وغير منطقي”. وقال مصدر مطلع آخر للمراسلة إن رد إيران “لا يبدو جيدًا على الإطلاق”.