حرية – (10/9/2022)
كشفت الأمم المتحدة، عن تراجع كبير في الظروف المعيشية على مستوى بسبب وباء كورونا والتغير المناخي والأزمات السياسية، فيما أعرب خبراء عن مخاوفهم من استمرار التدهور وصولاً لما هو أسوأ.
وأظهر مؤشر التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الانمائي ، ان ظروف المعيشة في 90% من الدول حول العالم أصبحت أسوأ خلال عام 2021 وتراجع المؤشر، الذي يقيس الصحة والتعليم ومعايير المعيشة في كل دولة، على مستوى العالم لعامين على التوالي لأول مرة منذ بدء إصدار نتائجه قبل 32 عاما.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة أكيم شتاينر، إنه حتى في ذروة الأزمة المالية منذ عشرة أعوام، انخفض المؤشر في دولة واحدة فقط تقريبا من بين كل عشر دول.
وأضاف” يمكننا وصف أحوالنا على هيئة إحصاءات دائما. السؤال الأصعب الذي علينا أن نواجهه: لماذا لا نتحرك؟”.
وعلق شتاينر في مقابلة مع وكالة فرانس برس على التقرير قائلا: “هذا يعني أننا نموت مبكرا وأننا أقل تعليما وأن دخلنا ينخفض”، مشدداً على أنه “عبر هذه المعايير الثلاثة، يمكن تكوين فكرة عن سبب بدء شعور الناس باليأس والإحباط والقلق بشأن المستقبل”.
وهذا التراجع يكاد يكون معمّما على العالم أجمع، إذ يطال أكثر من 90% من الدول، حتى لو أن التباين ما يزال صارخا بين مختلف البلدان. وما تزال سويسرا والنرويج وايسلندا في رأس القائمة، فيما تصنف جنوب السودان وتشاد والنيجر في أسفلها.
والسبب الرئيسي في هذا التدهور هو وباء كورونا إلى جانب الكوارث المناخية التي تتزايد والأزمات التي تتراكم من دون إعطاء السكان وقتًا لالتقاط أنفاسهم.
وأكد شتاينر “مررنا بكوارث من قبل وحدثت نزاعات من قبل لكن تضافر ما نواجهه اليوم يمثل انتكاسة كبيرة للتنمية البشرية”.
وإن كانت بعض الدول بدأت تتعافى من تبعات الوباء، فإن دولا عديدة من أميركا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا والكاريبي لم تكن تعافت بعد حين حلت عليها أزمة جديدة مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال شتاينر “لا شك أن الآفاق للعام 2022 قاتمة” على ضوء الانعكاسات الخطيرة للحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وهي انعكاسات لم يأخذ بها المؤشر الحالي الذي يتوقف عند أرقام 2021.
ووفقا للتقرير فقد تراجع متوسط الحياة المتوقع في الولايات المتحدة بمقدار عامين، كما لفت التقرير إلى “القلق” الذي يعم العالم وسكانه بسبب هذه الأزمات المتراكمة و”انعدام اليقين” الناتج عنها.
وأوصى التقرير بصورة خاصة بتركيز الجهود على ثلاثة محاور، هي الاستثمارات ولا سيما في الطاقات المتجددة والاستعداد للأوبئة المقبلة، والتأمين بما في ذلك الرعاية الاجتماعية لامتصاص الصدمات، والابتكار لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات المقبلة.
كما دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى عدم الاستمرار في التوجه المتبع حاليا بخفض المساعدة الإنمائية للدول الأكثر فقرا.
وقال شتاينر “نحن نعيش في أوقات مقلقة للغاية، سواء كان عالم تغمره المياه، أو عالم بلا مياه، أو عالم يحترق أو عالم في وسط الجائحة”.