حرية – (10/9/2022)
تايور وردي فوشيا، قبعة صفراء “سباغيتي”… قد تكون ملابس ملكة إنلترا مفاجئة في بعض الأحيان، لكنها دائمًا ما تمنحها مظهرًا لا يضاهى.
“لا أحد منا خالد”. في ثوب أخضر تفاحي، خاطبت الملكة إليزابيث الثانية القادة المجتمعين في COP26 يوم الاثنين 1 تشرين الثاني 2021 بنبرة جادّة حول تغيّر المناخ. شعر أبيض مصفوف بشكل لا تشوبه شائبة، طقم من اللؤلؤ وبروش فراشة مرصّع بالماس والياقوت… كما هو الحال دائمًا، يتم التفكير في كل عنصر من عناصر ملابسها حتى آخر التفاصيل. على مر السنين، نجحت ملابسها الأوريجينال والأنيقة دائمًا في مفاجأة الجمهور وإلهام أعظم مصممي الأزياء.
لقد أصبح مظهرها حتى لعبة مسليّة بالنسبة للبريطانيين الذين اعتادوا المراهنة على لون قبعتها كل عام خلال سباق رويال أسكوت للخيول. ولكن لماذا يتم الحديث عن أسلوب الملكة؟ ما المميّز؟ دعونا نعد معًا إلى خمس خصائص لهذه الإطلالات الملكية.
وريثة الشغف بالقبعات: بروتوكول غطاء رأس الملكة وشروطه
إذا كان هناك أكسسوار واحد للزي الملكي لا يمر دون أن يلاحظه أحد، فهو القبعة. سواء كانت من الأزهار أو الريش أو المخمل أو القش، فإن غطاء رأس الملكة يتضاعف دائمًا من حيث الإبداع! وغالبًا ما يكون أيضًا موضع سخرية.
هذا الانجذاب للقبعات، تحمله إليزابيث الثانية من جدتها ووالدتها، اللتين لم تخرجا أبدًا دون تغطية شعرهما. يوضح توماس بيرنيت، مؤلف كتاب إليزابيث الثانية: قبعات التاج: “في الأربعينيات من القرن الماضي، كانت جميع النساء يرتدين قبعات، بغض النظر عن خلفيتهنّ الاجتماعية”. “إليزابيث الثانية هي آخر مندوبة لعالم لم يعد موجودًا”.
قبعات رائعة وملوّنة لها أيضًا جانب عملي. على وجه الخصوص، جعلت من الممكن التعرّف على الملكة من بعيد عندما تكون في وسط الحشد. لكن إحذروا! لكي يكون غطاء الرأس ملكياً، يجب احترام بعض القواعد. يجب ألاّ يخفي عيني الملكة ويجب ألا يكون طويلًا جدًا أو واسعًا جدًا: فقد يتداخل مع تحرّكاتها أو عند الخروج من السيارة.
بالنسبة إلى باميلا غولبين، أمينة متحف الفنون الزخرفية في باريس ومؤرخة الموضة، فإن “قبعات إليزابيث هي أعمال فنية حقيقيّة، مثل التماثيل. ولكنها يمكن أيضًا أن تكون نقطة البداية لمحادثة بنفس عنوان توقّعات الطقس. إنها كذلك أداة اتصال”.
إليزابيث الثانية في 18 تشرين الأوّل 1982، الملكة في 12 آذار 2002، إليزابيث الثانية في 7 آذار 2019.
الراحة قبل كل شيء ولكن مع نظام أساسي
“إليزابيث الثانية امرأة معتادة على الراحة. إنّها ترتدي ملابس تشعر بالراحة فيها”، قال توماس بيرنيت. الملكة لا تخضع لأيّ قواعد لباس. التناقض بين الملابس التي ارتدتها قبلها الملكة فيكتوريا، دليل على ذلك: تخلّت إليزابيث الثانية عن الفستان الضخم والفاخر، وهو علامة على القوّة، من أجل التايورات الأقل فخامة ولكنها الأكثر راحة.تضيف باميلا غولبين: “لباسها هو زيّ عسكري مثل الجندي: فهو يعبّر عن مكانتها ورتبتها”. بملابسها، يجب أن تكون الملكة معروفة. ولهذا السبب ترتدي دائمًا نفس الإكسسوارات: قفازات مقاس 15 سم، وحقيبة بمقبض طويل لترك يديها حرّتين، وأحذية جلدية بكعب صغير.
هل خادمتها كانت ترتدي حذاءها قبلها لتنعيم القالب؟ كما قالت الصحافة
في كتابها “الجانب الآخر من العملة”، أوضحت أنجيلا كيلي، مستشارة الموضة الخاصة بالملكة، أنّها كانت ترتدي دائمًا حذاء الملكة قبلها لتنعيمه. وقد علّقت الصحافة، بأنّ” خادمتها “ترتدي حذاء صاحبة الجلالة للتأكّد من أنه مريح. نعم، أنا هي تلك “الخادمة”. ليس لدى الملكة سوى القليل من الوقت لنفسها، وليس لديها وقت “للاهتمام بحذائها، وبما أننا متساوون في مقاس الأرجل… أنتعلها أنا قبل”، تكتب أنجيلا مستشارتها التي تنصح الملكة لأكثر من عشرين عامًا.
الملكة إليزابيث الثانية في حفل زفاف حفيدها الأمير ويليام في 29 نيسان 2011.
إعادة التدوير ومراقبة النفقات
خلافًا للاعتقاد السائد، لم ترتدِ إليزابيث الثانية ملابسها مرة واحدة فقط. منذ أن أصبحت ملكة إنكلترا هي تنفق باعتدال، تعرف كيف تتجنّب كل النفقات غير الضرورية، وهي من مؤيّدي الحفاظ على البيئة. “عندما يرى الجمهور أنسامبلاتها بشكل كافٍ، ترسلها لتعديلها ثم تعيدها لترتديها. وعندما لم يعد ذلك ممكنًا، فإنها ترتديها فقط في مناسبات خاصّة جدا”، يعلّق توماس بيرنيت. عادة خاصة بعائلة وندسور والتي احتفظ بها جيل الشباب: من الشائع أن نرى كيت أو ويليام يرتديان ملابس عصرية أو يرتديان ملابس السهرة عدّة مرات. ويضيف توماس بيرنيت: “والدة إليزابيث كانت تلبس بناتها سترات زرقاء صغيرة. كانت للأميرتين خزانة ملابس عاديّة أكثر من خزانة خرافية ترتبط بأساطير الملوك”.
الملكة إليزابيث الثانية مع كيت ميدلتون في 19 آذار 2019، الملكة في 15 تشرين الثاني 2020، إليزابيث الثانية في 14 تشرين الثاني 2021.
ملابس سياسية؟ جدل حول رموز ملابسها وقبعاتها
من الصعب معرفة ما إذا كانت الملكة قد أخفت حقًا رسالة سياسيّة وراء كل ملابسها. لم تشرح قط خياراتها ولم تستجب لافتراضات وتفسيرات وسائل الإعلام البريطانية. ومع ذلك، فقد أثبتت بعض المواقف أنها تترك القليل للصدفة. في عام 2011، ذهبت الملكة إلى دبلن لأوّل مرة. لم يشهد الأيرلنديون ملكاً إنكليزياً على أراضيهم لمدة قرن بسبب التوترات السياسية بين الدولتين. لهذه الزيارة، اختارت إليزابيث الثانية بذلة تايور أخضر، لون أيرلندا. “إذا لم تكن رسالة سياسية، فهي على الأقل رسالة دبلوماسية”، يعلّق المتخصّص، توماس بيرنيت. “الملكة لا تعطي رأيها السياسي. لكن ملابسها يمكن أن تكون وسيلة للتحايل على هذه القاعدة. ملابسها تعكس جوًا ومزاجًا”، توضح باميلا غولبين.
الملكة إليزابيث الثانية في دبلن، 17 أيّار 2017 وقد ارتدت لون إيرلندا
البعض افترض أنّ قبعة زهور الأقحوان هي دليل على رفضها الخروج من الاتحاد الأوروبي
كما أثارت بعض اختيارات الملكة جدلاً، خاصة في عام 2017، عندما ذهبت إلى البرلمان بقبعة زرقاء مغطّاة بالزهور مع قلوب صفراء ساطعة وهي زهور الأقحوان. رأى بعض الناس من خلال هذه القبعة العلم الأوروبي وتساءلوا عما إذا كانت الملكة معارضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أعلنت مستشارة أسلوب إليزابيث الثانية في كتابها أنها مجرّد مصادفة. ويضيف توماس: “لم تعتمرها مرة أخرى في اجتماعات الأمّة”. حلّ شريط أزرق عريض مكان الأقحوانات الصغيرة.
قبعة الأقحوان الصغيرة التي أثارت جدلاً حول رفضها الخروج من الاتحاد الأوروبي، في 1 حزيران 2019 وقد استبدلتها بشريط عريض في إبسوم، إنجلترا.
أيقونة الموضة ولكن ….
“الملكة ليست ضحيّة للأزياء لدى ويندسور ولا تطلق الموضة بشكل عام”، يوضح توماس بيرنيت، مستمتعًا، “باستثناء الأميرة مارغريت، أخت إليزابيث”. إذا كانت قد حضرت بالفعل العديد من عروض أسبوع الموضة، خاصةً جنبًا إلى جنب مع آنا وينتور، فإنّ إليزابيث الثانية لا تهمّها الاتجاهات الجديدة. ومع ذلك، فقد استوحى العديد من أرباب الموضة من أسلوبها. تضيف باميلا غولبين: “إنها أيقونة، ليست فقط في الأزياء. ملكة إنجلترا هي الشخص الوحيد على وجه الأرض الذي يرتدي هذا الأسلوب”.
الملكة إليزابيث الثانية وآنا وينتور في أسبوع الموضة بلندن، 20 شباط 2018.
لماذا تغيّر أسلوبها مع مرور السنوات
على مرّ السنين، تطوّر أسلوب جلالة ملكة بريطانيا. تغيير ناتج عن توالي مصمميها وخيّاطيها بعد نهاية الخدمة ولكن أيضًا بسبب عمرها. عندما توّجت الملكة في عام 1953، كانت تبلغ من العمر 25 عامًا. كانت شابة ساحرة. كانت ملابسها مصدر إلهام للنساء في ذلك الوقت. تغيّرت صورتها اليوم: أصبحت الملكة “جدّة العالم”، كما يشرح توماس بيرنيت: “لهذا السبب، منذ عام 2000، كانت تعتمر دائمًا نفس شكل القبعة التي تتمحور حول القبعة الجرس وقبعة القارب. تتخذ خيارات أقل إسرافًا”. أسلوب أكثر رصانة ودفئًا يليق بها كثيرًا.