حرية – (15/9/2022)
طالبت العائلات في الأراضي التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في شرق البلاد بأن تعيد روسيا الأطفال الذين جرى انتزاعهم منهم ونقلهم عبر الحدود تحت ذريعة “الحفاظ على سلامتهم”.
وذكرت سيدة تدعى آلا زينشينكو لصحيفة “التايمز” البريطانية أن الروس عرضوا على العديد من الآباء والأمهات أن يأخذوا أطفالهم لقضاء “عطلة على البحر” بعيدا عن مخاطر الحرب والقصف، مشيرة إلى أنهم قد اضطروا أن يقبلوا بذلك مكرهين خوفا على حياة أولادهم.
وأوضحت زينشينكو أنها لم تر ابنتها صوفيا البالغة من العمر 11 عاما منذ أن جرى أخذها منها قبل شهور عدة، وأنها بعد أن أصبحت بلدتها تحت السيادة الأوكرانية من جديد لا تعرف شيئا عن مصير فلذة كبدها، ولا سبيل إلى لم شملهما مرة أخرى.
وأوضحت الأم المكلومة أنها تمكنت من إرسال رسالة هاتف إلى ابنتها الموجودة حاليا في بلدة كاباردينكا الواقعة شرق نوفوروسيسك على ساحل البحر الأسود الروسي، ولكن الطفلة أجابت والدتها بأن”إجازتها” قد مُددت لعدة أسابيع أخرى على الأقل.
وقالت زينشينكو، 42 سنة، التي تقطن بلدة بالاكليا، الواقعة بين مدينتي إيزيوم وخاركيف: “لا أريد شيئا سوى ضم طفلتي مرة أخرى”، مشيرة إلى أنها واحدة من مئات الآباء والأمهات الذين يعانون نفس الوضع المأساوي.
وكانت صوفيا قد أخبرت والدتها في وقت سابق أنها محتجزة مع 300 طفل آخر من بلدات عدة في منطقة خاركيف، لتوضح زينشينكو أنها يائسة وتود “الصراخ في وجه العالم كله”.
وتضيف: “أنا مستعدة لفعل أي شيء مقابل رؤيتها مرة أخرى… كل ما أريده حقًا هو أن أعانقها من جديد”.
وكانت هيئة الأمم المتحدة، قد طالبت روسيا خلال الأسبوع الماضي، بالسماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول إلى آلاف الأطفال الذين جرى أخذهم من المناطق المحتلة في أوكرانيا.
وتقول موسكو إن ثلاثة ملايين مواطن أوكراني قد نزحوا من المناطق التي احتلتها في فبراير ومارس وأن كثيرا منهم فضلوا الذهاب إلى داخل روسيا نفسها زاعمة أنهم تقدموا بطلبات لجوء دون السماح للصليب الأحمر أو المنظمات المماثلة بالوصول إليهم.
وكانت هناك مخاوف خاصة بشأن عدد الأطفال المعنيين الذين يبدو أنهم غير مصحوبين بأسرهم، إذ جرى خطف بعضهم عنوة من دور الأيتام، كما جرى اللجوء إلى وسائل مختلفة لفصل الآباء عن الأطفال، في حين تحدثت بعض التقارير عن عرض أطفال للتبني على عائلات روسية.
وقالت زينشينكو إن قوات الاحتلال في بلدة بالاكليا قد استغلت مخاوف الآباء على سلامة أطفالهم حيث بدأت القوات الأوكرانية في قصف المواقع العسكرية الروسية.
قالت وهي تبكي بالقرب من شقة عائلتها في الطابق الثامن: “نحن جميعًا كنا مرعوبين/. فالقذائف كانت تنهمر من كل حدب وصوب وقد وعد الروس بأخذ الأطفال إلى شاطئ البحر لقضاء عطلة بحجة الحفاظ على سلامتهم”.
وأوضحت أن 25 أسرة من بلدتها قبلت العرض، مشددة على أنها لاتستطيع أن تتصور أنها وافقت على أخذ طفلتها منها.
وقالت زينشينكو إنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان الروس قد أخذوا الأطفال لاستخدامهم كرهائن، خوفًا من أن تكون البلدات على وشك التعرض لهجوم مضاد.
ولفتت إلى إنها تود الذهاب إلى الحدود لطلب عودة ابنتها شخصيًا، بيد أن روسيا لا تزال تحتل آلاف الأميال المربعة من الأراضي الواقعة بين بالاكليا وحدود البحر الأسود بين البلدين، مما جعلها تقول بيأس: “علينا أن نبقى هنا وننتظر ماذا سوف تقدم لنا الأيام القادمة”.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إيلز براندس كيهريس، قد أبلغت مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن الروس قد باشروا عملية سريعة لمنح الجنسية للأطفال غير المصحوبين بذويهم زاعمين إن هؤلاء الصغار سيكونون مؤهلين للتبني.
وتابعت:”نحن قلقون بشكل خاص من أن الخطط المعلنة للسلطات الروسية للسماح بنقل الأطفال من أوكرانيا لا تتضمن على ما يبدو خطوات للم شمل الأسرة أو تضمن بطريقة أو بأخرى احترام مبدأ مصلحة الطفل”.