حرية – (17/9/2022)
نبيل المرسومي
فسّر أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي، السبت، أسباب “الوضع المضطرب” في إطار تصدير النفط من جنوب العراق.
وقال المرسومي في تدوينه له (17 أيلول2022): “تعطلت الصادرات النفطية العراقية جزئيا مرتين خلال أسبوع واحد فقط، المرة الأولى امتد التوقف لمدة 16 ساعة يومي 8 و 9 أيلول الحالي بسبب توقف العمل في منصات التحميل العائمة الخاصة بإرساء وإقلاع الناقلات بسبب وجود خلاف بين شركة نفط البصرة وشركة دي بي الكورية المسؤولة عن خدمات الإرساء والإقلاع من ساحبات وفريق الربط للعوامات”.
وأضاف أن “الشركة الكورية توقفت عن العمل بسبب عدم استلامها لمستحقاتها المالية”، مبينا أن “المرة الثانية كانت بسبب تسرب النفط في منظومة خزانات الفوائض في ميناء البصرة النفطي وهو ما أدى إلى انخفاض الصادرات النفطية بنحو 400 ألف برميل يوميا فيما ترفع الرقم مصادر أخرى إلى أكثر من 1.3 مليون برميل يَوْمِيًّا من طاقته التصديرية بعد توقف الصادرات عبر ميناء البصرة في وقت مبكر من يوم الجمعة 16 سبتمبر/ أيلول الحالي”.
وبين المرسومي أنه “بحسب (MEMAC) مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية البيئية، فإن العراق مرشح للإصابة بنوعين من الكوارث البيئية البحرية، الأولى احتمال تسرب كميات نفطية بسبب الحوادث البحرية الناجمة عن النقل البحري غير المنتظم للنفط من مواني العراق أو بسبب هجمات إرهابية تطال الناقلات النفطية البحرية، والنوع الثاني من الكوارث سببه التسرب الطبيعي لكميات من النفط من الناقلات البحرية إلى المياه العراقية وان كانت قليلة، إلا أن تراكمها عبر سنوات من نقل النفط يتسبب بنسب تلوث للمياه تحتاج إلى متابعة وعلاج”.
وأشار المرسومي إلى أنه “مع الارتفاع الكبير المتوقع في إنتاج النفط العراقي وتصديره عن طريق البحر، فإن المخاطر الناجمة عن التلوث الطبيعي لعمليات النقل النفطية أو لحالات التسرب الممكن وقوعها ستكون أكثر وأكبر، يضاف إلى ذلك أن شبكة نقل النفط العراقية (الأنابيب) بلغت من الشيخوخة ما يعرضها لانهيارات جزئية في مفاصل حساسة قد تؤثر على البر العراقي وليس البحر فقط، وسبق لخبراء النفط العراقيين والأمريكان أن حذروا من أن الأنابيب الناقلة للنفط العراقي التي تصدر حاليا نحو 3.3 ملايين برميل يوميا أي نحو 97 % من النفط العراقي للأسواق العالمية عن طريق جزيرة الفاو وباقي المواني البصرية المطلة على الخليج العربي تستطيع أن تستوعب شحنا وتصدير 1.6 مليون برميل يوميا من دون أي مخاطر للتسرب، ومازادا على ذلك فإنه خطر كبير قد تنجم عنه كارثة بيئية، بسبب عمرها الكبير وقلة العناية الخارجية والداخلية لها وانعدام عمليات الصيانة ضد الظروف والمؤثرات الجوية السيئة للأنابيب”.
وشدد على أهمية “الإسراع بتأهيل وصيانة ميناء البصرة النفطي ويتضمن مد ثلاث أنابيب بحرية ولمسافة (60) كما ونصب أربع عوامات بطاقة (900) ألف برميل يومياً لكل منها، فضلاً عن مد أنبوب من موقع الإنتاج إلى الفاو وبطاقة مليون برميل يومياً، ومد أنبوبين بحريين بسعة 48 بوصة، وتأهيل مينائي البصرة والعلمية ، بناء منصة بحرية، وعمل أجهزة قياس”.