حرية – (17/9/2022)
تعني وفاة الملكة إليزابيث الثانية أن حوالى ستمئة من علاماتها التجارية المفضلة تواجه خطر حرمانها من الدعم الملكي، وبات على هذه الشركات تاليا انتظار الاستحصال على موافقة خلفها الملك تشارلز الثالث.
من شاي “فورتنوم ومايسن” إلى معاطف “بُربُري” مرورا بشوكولا “كادبوري” وحتى شركات مصنعة لأغذية الكلاب أو المكانس اليدوية… علامات تجارية كثيرة تواجه خطر فقدان مكانتها الملكية.
ففي حال لم تحصل الشركات على موافقة الملك الجديد، سيكون أمامها عامان لإزالة الختم الملكي الذي يميزها كجهات موردة مفضلة لدى ملك بريطانيا.
في دوره السابق كأمير لويلز، منح تشارلز ختمه الملكي الخاص لأكثر من 150 علامة تجارية.
ويرمز هذا الدعم الملكي قبل كل شيء إلى جودة المنتج.
وقالت رابطة حاملي شهادات الدعم الملكية إن حامليها يحصلون على “الحق في عرض الشعار الملكي المناسب على منتجاتهم، والأغلفة، والقرطاسية، والإعلانات، والمباني والمركبات” التابعة لهم.
ولبعض الشركات، يشكل الدعم الملكي وسيلة هامة لتنشيط أعمالها، حتى لو كان من الصعب قياس التأثير الحقيقي على المبيعات.
كانت “فورتنوم ومايسن” المزود الرسمي للبقالة لدى الملكة إليزابيث الثانية، وتجار الشاي والبقالين لدى أمير ويلز.
وقال المتجر الفاخر في لندن “نحن فخورون بحصولنا على دعم من صاحبة الجلالة منذ عام 1954، وبأننا قدمنا خدماتنا لها وللأسرة الملكية طيلة حياتها”.
ولعلامة “فورتنوم ومايسن” التجارية تاريخ طويل من التعاون الوثيق مع العائلة الملكية، إذ ابتكرت شاي “رويال بلند” للملك إدوارد السابع في عام 1902.
كان لدى شركة “توينينغز” أيضا دعم ملكي كمزود للملكة إليزابيث وأمير ويلز بالشاي والقهوة.
مشروبات وحقائب
من بين العلامات التجارية الأخرى التي استفادت من ارتباطها بالملكة إليزابيث، كانت ماركة المشروبات “دوبونيه”، المكوّن الرئيسي في كوكتيلها المفضل “دوبونيه وجين”.
أما “لاونر” التي تفتخر بتزويد الملكة بحقائب اليد منذ عام 1968، فباتت تواجه خطر فقدان الدعم الملكي الثمين.
مع ذلك، كانت سترات “باربور”، الملائمة بشكل خاص للحياة الريفية في الطقس البريطاني، المصنِّع الرسمي للملابس الواقية المقاومة للماء لكل من الملكة إليزابيث وابنها الأكبر.
لكن بالنسبة للعلامات التجارية الأقل ارتباطا بالملكة إليزابيث في أذهان الجمهور، فإن الدعم الملكي هو “قبل كل شيء، اعتراف بالمهارات والتقاليد”، على ما قال لوكالة فرانس برس كريستيان بورتا، المدير الإداري لتطوير الأعمال العالمية في شركة “برنو ريكار” المالكة لعلامة “دوبونيه”.
مع ذلك، هناك منافسة قوية في هذا المجال، إذ إن ماركات “بولينغر”، و”كروغ”، و”لانسون”، و”لوران بيرييه”، و”لويس روديرير”، و”مويه أند شاندون” و”فوف كليكو”، تحمل أيضا شهادات دعم ملكية.
معايير أكثر صرامة
تتمتع علامات تجارية استهلاكية أيضا بختم الدعم الملكي، بما في ذلك علامة هاينز المعروفة بالكاتشب وعلب الفاصوليا المطبوخة التي يعشقها البريطانيون.
بالنسبة لحبوب “كيلوغر”، وهي شركة أميركية، “من الجيد أن يكون لديك مثل هذه الصلة القوية مع المملكة المتحدة”، على ما قال الناطق باسم العلامة التجارية في بريطانيا، بول ويلر.
وأوضح ويلر أن الشركة كانت تزود العائلة الملكية بشكل مستمر خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الذي استمر 70 عاما.
وأضاف ويلر “اعتدنا أن تكون لدينا شاحنة خاصة، تسمى جينيفيف، فقط لتوصيل الحبوب إلى أفراد العائلة الملكية مباشرة من المصنع”.
لا كلفة مالية للحصول على دعم ملكي، ويستمر الموردون في تقديم خدماتهم إلى المانحين على أساس تجاري، بينما يتمتع أفراد العائلة الملكية أيضا بحرية الاستعانة بخدمات موردين آخرين.
وتستمر شهادات الدعم الملكية لخمس سنوات، ولكن تم تشديد معايير التجديد.
وقال ويلر “لا يتعلق الأمر فقط بتقديم خدمة مثالية”، إذ “عليك أن تُظهر أنك صاحب عمل جيد”، لا سيما في ما يتعلق بحقوق الإنسان.
نتيجة لذلك، فإن شهادة الدعم الملكي تشكل ضمانة الجودة التي يستخدمها بعض البريطانيين عند اختيار سلعهم وخدماتهم.