حرية – (25/9/2022)
ثبوت 78 إصابة مؤكدة و16 وفاة ومخاوف من اتساع المرض مع ضعف الإمكانات أمام الخطر
كانت مناطق شمال وشرق سوريا من أول الأماكن التي ظهر فيها مرض الكوليرا، بحسب تصریح منسق الأمم المتحدة المقیم ومنسق الشؤون الإنسانیة في سوریا عمران رضا، في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وبحسب التصريح فإن حالات الإسهال الحاد منتشرة في مناطق دير الزور والرقة والحسكة إلى جانب حماة واللاذقية وحلب التي سجلت أعلى تلك الحالات، ومنها حالات إصابة بالكوليرا مؤكدة مخبرياً.
ولم تمض سوى أيام قليلة حتى أعلن الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا جوان مصطفى، في مؤتمر صحافي، الأربعاء الماضي، عن ثبوت 78 حالة إصابة مؤكدة، وهي 43 حالة في الريف الغربي لدير الزور، و16 في مدينة الرقة، وأربع حالات في مدينة الطبقة، و15 حالة في منطقة الجزيرة أغلب الحالات في الحسكة، إضافة إلى وفاة 16 بالمرض منذ الخامس من سبتمبر الحالي.
وبحسب الرئيس المشترك لهيئة الصحة فإن أعداد حالات الاشتباه بالمرض الذين سجلوا في مراكز ومستشفيات الإدارة الذاتية في مناطق الطبقة ودير الزور والرقة والحسكة بلغت وقت المؤتمر الصحافي 2867 غير مثبتة بالزرع الجرثومي أي في المخابر الخاصة، وتعالج في مراكز الهيئة على أساس أنها كوليرا، لأن كل الأعراض تشير إلى ذلك.
“الفرات” السبب
مصطفى أشار إلى أن السبب الرئيس للانتشار المرض في مناطق شمال وشرق سوريا هو الانخفاض الكبير في مستوى منسوب نهر الفرات وتلوث المياه نتيجة نشوء مستنقعات، موضحاً أن “التحاليل التي أجريت لمياه النهر أثبتت وجود “ضمة الهيضة” المسؤولة عن مرض الكوليرا في الريف الغربي لدير الزور وفي منطقة الرقة.
من جهته أكد منسق الأمم المتحدة المقیم ومنسق الشؤون الإنسانیة في سوریا عمران رضا بناءً على تقییم سریع أجرت السلطات الصحیة والشركاء، أن مصدر العدوى مرتبط بشرب مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات وسقاية المحاصيل بالمياه الملوثة.
وأضاف أن الأمم المتحدة دقت في وقت سابق ناقوس الخطر في شأن نقص المياه في سوريا، موضحاً أن كثيراً من السكان المعرضين بالفعل للخطر في سوریا يعتمدون على مصادر المیاه غیر الآمنة، مما قد یؤدي إلى انتشار الأمراض الخطیرة المنقولة بالمیاه، وبخاصة بین الأطفال.
وعود الصحة العالمية
حول علاقة هيئة الصحة بمنظمة الصحة العالمية وتقديم الدعم من قبل الأخيرة بخصوص مواجهة انتشار كوليرا في شمال وشرق سوريا والمناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، قال الرئيس المشترك لهيئة الصحة إنهم أجروا اتصالات ولقاءات مع المنظمات المعنية بما فيها منظمة الصحة من أجل التدخل السريع لتقديم المساعدات والحد من انتشار المرض، لا سيما أن نهر الفرات تسبب في انتشار المرض جراء نقص الوارد المائي الأمر الذي يهدد باتساع الكارثة في البلدان التي يجري فيها النهر.
وأضاف أن الإمكانات الحالية للإدارة الذاتية غير كافية لمواجهة المرض، مما يستدعي إمكانات ضخمة، متابعاً “تلقينا وعوداً من منظمة الصحة العالمية بتقديم الحاجات اللازمة لمواجهة انتشار الكوليرا، لإن الإمكانات الموجودة في منطقتنا قليلة جداً حتى الآن ولا تستطيع مواجهة الخطر المحدق”.
وناشد المسؤول في الإدارة الذاتية المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها منظمة الصحة بالتحرك السريع والجدي لإدخال الحاجات المطلوبة لمواجهة الكوليرا في المنطقة، “وحتى لا يتكرر ما حدث أثناء انتشار وباء كورونا في المنطقة، حيث كانت المساعدات ضعيفة جداً وفي غير وقتها، مما أدى لفقدان عدد من المرضى حياتهم جراء نقص الإمكانات والمساعدات”.
وفي مدينة رأس العين التي تشرف الحكومة التركية على مؤسساتها الصحية، أكدت مصادر محلية وصول عدد المصابين إلى خمس حالات على الأقل من دون معرفة عدد الوفيات.
عبد الحليم سليمان