حرية – (26/9/2022)
تعتبر حاسة شم الكلاب من بين الأقوى في الكائنات الحية، فبينما يمتلك البشر حوالي 6 ملايين مستقبل حسي للشم، تمتلك الكلاب حوالي 300 مليون مستقبل حسي داخل تجويفها الأنفي.
وليس هذا فحسب، حيث تستطيع الكلاب اكتشاف الفيرومونات والعواطف البشرية وحتى وجود العواصف في الجو، ولذلك كانت الكلاب خير رفيق للإنسان في رحلات الصيد، أو الحراسة، بفضل حواسها التي تساعدها على اكتشاف الخطر أو أي تهديد مبكراً.
وحتى في وقتنا الحالي تم استخدام الكلاب ضمن قوى الأمن حول العالم، وتدريبها على شم القنابل أو المخدرات، والمساعدة في مهام البحث والإنقاذ، فهي قادرة على تمييز الروائح بشكل مذهل.
ليس هذا فحسب، فهناك قصص كثيرة عن كلاب أنقذت أصحابها من تهديد من نوع آخر، وهو مرض السرطان، بعد أن كانت الكلاب قادرة على الكشف بدقة عن ذلك التهديد الخفي الذي يهدد حياة أصحابها حتى قبل أن يكتشفه الأطباء، جعلها تستحق لقب أفضل صديق للإنسان بجدارة.
وبحسب طبيب الأورام “ديفيد كوشنر”، فإن قدرة الكلاب ليست صدفة أو تخميناً محظوظاً. توجد كلاب عديدة من سلالات مختلفة بهذه المهارة الاستثنائية، ومعدل دقتها 98% وتستطيع الكشف عن عدد مختلف من أنواع السرطان.
1- “سييرا” كشفت سرطان صاحبتها وعامل في المنزل
في عام 2011 حصلت “ستيفاني هيرفيل” على كلبة اسمها “سييرا” من نوع “هاسكي” تبلغ من العمر تسعة أشهر، كانت بالأصل ملك ابنة ستيفاني، لكن ابنتها التحقت بالجيش ولم تعد تستطيع الاعتناء بسييرا، في البداية كانت سييرا تتصرف بشكل طبيعي مثل أي كلب عادي، لكن كل شيء اختلف بعد مرور عامين.
بدأت سييرا وبعدة مناسبات تقترب من بطن “ستيفاني هيرفيل” وتشمها بطريقة غريبة، ثم تضغط وجهها على بطن ستيفاني، افترضت ستيفاني أن سييرا ربما كانت تشم رائحة طعام انسكب على قميصها، وتجاهلت تصرفاتها الغريبة.
لكن بعد فترة زادت تصرفات سييرا غرابة وبدأت تشم بطن ستيفاني ثم تركض لتختبئ في الخزانة،
وحينها كانت “ستيفاني هيرفيل” تشعر بألم مستمر في بطنها، فذهبت للحصول على تشخيص طبي، ولكن لم يتم اكتشاف شيء غريب، وعادت إلى المنزل بعد أن حصلت على وصفة من مسكنات الألم.
لكن سييرا استمرت بتصرفاتها، وزادت معها حدة الألم في بطن ستيفاني، فقررت تحديد موعد مع طبيبها النسائي، الذي أجرى عدة فحوصات، وأبلغها بأنها مصابة بسرطان المبيض، وأن عليها الخضوع للعلاج الكيماوي.
وبعد رحلة علاج طويلة وعملية جراحية لاستئصال الورم، استعادت ستيفاني عافيتها، وتوقفت سييرا عن تصرفاتها الغريبة، ولكن بعد عام واحد، أظهرت سييرا مرة أخرى نفس السلوك، ما جعل الشك يتسلل لقلب ستيفاني وقررت عدم الانتظار هذه المرة، والذهاب مباشرة لإجراء فحص طبي.
ولسوء الحظ كانت سييرا محقة، عاد السرطان مرة أخرى واستمر العلاج هذه المرة 8 سنوات.
وفي مرة أخرى تصرفت سييرا بنفس الطريقة الغريبة، عندما زار عامل تصليحات منزل ستيفاني، فأبلغت ستيفاني وزوجها العامل بأن عليه إجراء فحوصات، ليكتشف إصابته بالسرطان.
ومع الأسف عاد السرطان مرة ثالثة لستيفاني، ولكن هذه المرة في الكبد، وتوفيت عام 2021 عن عمر يناهز 54 عاماً.
2- “فيكتوريا” كشفت حقيقة بثرة صغيرة على أنف صاحبتها
في عام 2017 حين تبنت “لورين جوتييه” من نيويورك، كلبة تدعى فيكتوريا كانت تعرضت
للإساءة والإهمال، كانت لورين تعتقد أنها تنقذ حياة فكتوريا ولم تكن تتوقع أن فكتوريا سترد لها المعروف.
خلال أشهر بدأت فيكتوريا بالتصرف بغرابة والتحديق في وجه لورين، وبالتحديد على أنفها حيث كانت هناك بثرة صغيرة موجودة منذ فترة، كانت فيكتوريا تضع أنفها مباشرة على البثرة وتشمها، فقررت لورين زيارة الطبيب، لتكتشف أن تلك البثرة بالحقيقة كانت دليلاً على إصابتها بسرطان الخلايا القاعدية. وبفضل حواس فيكتوريا، تمكنت لورين من اكتشاف إصابتها بسرطان الجلد في المراحل المبكرة وخضوعها لعملية جراحية لإزالته.
3- “كرانسكي” الصغير يكتشف السرطان في الوقت المناسب
في عام 2019 كانت “كلير سيبر” في منزلها تتحدث إلى والدتها على الهاتف عندما اقترب
منها كلبها الصغير “كرانسكي” وبدأ يشم شامة في ساقها اليمنى بطريقة غريبة، ويفرك أنفه عليها، ما جعل كلير تشعر بالدغدغة وتضحك بصوت عال.
وعندما سألتها أمها عن السبب الذي جعلها تضحك، أخبرتها كلير بما حدث، لكن الأم القلقة كانت قد سمعت تصرفات مشابهة للكلاب مع شامات وأماكن في الجسم ليتضح أن أصحابها مصابون بورم سرطان.
لكن كلير أخبرت أمها أنها تبالغ في ردة فعلها لا أكثر، واعتبرتها تشعر بالارتياب.
ومع إصرار الأم، وعدتها كلير بالذهاب للطبيب لإجراء فحوصات، وبمجرد أن ألقى الطبيب نظرة على تلك الشامة، أخبرها بوجوب خضوعها لفحوصات لأخذ “الخزعة”، لتتأكد شكوك الأم وتخمين “كرانسكي” وتتضح إصابة كلير بورم “ميلاني سرطاني”، في ساقها حيث مكان تلك الشامة.
ولحسن حظها كانت تحتاج لعملية جراحية بسيطة لاستئصال ذلك الورم، دون الحاجة للخضوع لأي علاج إشعاعي أو علاج كيماوي، وذلك بفضل كلبها الصغير “كرانسكي”
الذي اكتشف الورم في الوقت المناسب عندما كانت كلير تتحدث مع أمها على الهاتف، والتي أجبرتها على الذهاب لإجراء الفحوصات.