حرية – (3/10/2022)
بدأت الحياة في العودة إلى طبيعتها “تدريجيا” في مدينة ليمان، بعد نجاح القوات الأوكرانية في تحريرها من قبضة الروس، مخلفين ورائهم “جثث قتلاهم ومركبات مدمرة ومعدات عسكرية ومباني مدمرة”.
وغامر سكان بلدة ليمان التي دمرتها الحرب بالنزول إلى الشوارع، صباح الأحد، بعد شهور من القتال العنيف بين القوات الأوكرانية ونظيرتها الروسية، وفقا لتقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وسيطر الروس على المدينة الاستراتيجية لستة أشهر كاملة، بعدما سقطت بقبضتهم في مايو، وتم استخدام ليمان، كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك.
وفي أكبر انتصار لأوكرانيا في ميدان المعركة منذ أسابيع، أعلنت كييف، الأحد، “استعادة السيطرة الكاملة” المدينة الواقعة في شرق البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان “بسبب تهديد يتعلق بمحاصراتها”، قبل أن تعلن القوات الأوكرانية “تحرير المدينة بالكامل”.
وعلى جوانب الطرق للمدينة، انتشرت المركبات الروسية المحترقة وجثث القتلى الروس، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وفي جولة داخل ليمان، رصدت “وول ستريت جورنال”، وجود “مركبات عسكرية روسية مهجورة”، تركها الجنود الروس عندما تم انسحبوا المدينة “بين عشية وضحاها”.
وداخل المدينة، أبدى السكان سعادتهم لاستعادة القوات الأوكرانية السيطرة على ليمان، بعد أشهر من المعاناة على يد القوات الروسية.
وكانت ليمان موطنا لحوالي 22 ألف شخص قبل الحرب، وتقع “المدينة الاستراتيجية”، على الطرف الشمالي من منطقة دونيتسك بأوكرانيا.
وانسحبت القوات الروسية من ليمان، السبت، مع تقدم القوات الأوكرانية فيها، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان بوتين، ضم دونيتسك وتعهده بالدفاع عنها بكل الوسائل العسكرية.
ويعد انسحاب القوات الروسية من “ليمان”، هو الأول من نوعه في مدينة “يزعم الكرملين أنها جزءا رسميا من روسيا”.
وتحدث سكان “المدينة المحررة”، عن ملابسات الانسحاب الروسي، وقال رومان تشورنوموريتس، الذي كان يعمل في محطة السكك الحديدية المحلية قبل الحرب: “لم يخبرنا أحد أن الروس سيغادرون”، مشيرا إلى “انسحابهم بشكل مفاجئ”.
وقال إنه سعيد بانتصار أوكرانيا، بعدما عاش سكان المدينة في “بؤس، وظلام، وقصف مستمر”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وقابل سكان ليمان القوات الأوكرانية بـ”التهليل والترحيب”، وقام شاعر من أبناء المدينة بإهداء قوات كييف نسخة من كتابه “أوكرانيا فوق الجميع”.
وفي الوقت نفسه، توغلت القوات الأوكرانية داخل المدينة، ومشطت المناطق التي دشن فيها الروس “مواقعهم العسكرية”، و”اسقطوا الأعلام الروسية واشعلوا فيها النيران”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وقامت القوات الأوكرانية بمداهمة “ثكنات استخدمتها القوات الروسية”، واستولوا على بعض المعدات العسكرية والمؤن والذخائر، وقال جندي ساخرا “إنه لأمر رائع أن نحصل على مساعدة من الروس”.
وتدفق سيل من الاتهامات العلنية والمشاحنات حول المسؤول عن الانتكاسات الأخيرة لموسكو على قنوات “تلغرام المتشددة الموالية للكرملين”، وأدى الانسحاب من “ليمان”، إلى هجوم غير مسبوق على القادة العسكريين الروس، وفقا لتقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.