حرية – (3/10/2022)
غالباً ما نقرأ عن أكبر مدن العالم أو أصغرها أو أكثرها خطورة أو أمناً، أو حتى أجملها وأغناها، لكننا في هذا التقرير سنلقي الضوء على بعض المدن حول العالم التي تتميز بغرابتها، إما لأسباب طبيعية، أو بشرية، أو معمارية، وإليكم التفاصيل:
المدينة العائمة التي بناها السوفييت في أذربيجان لاستخراج النفط
تعتبر مدينة نفط داشلاري (Neft Daslari) وتعني “الصخور الزيتية”)، مدينة عملاقة عائمة في بحر قزوين، وتُعد مكان استخراج ضخم للنفط منذ عقود عديدة وحتى الآن.
المدينة هي ملكية رسمية لأذربيجان، وقد بناها السوفييت في ذروة قوتهم. ورغم أنها ليست بعيدة عن اليابسة بشكل كبير، فإنها أكبر مدينة في البحر تم بناؤها على الإطلاق، وكانت شهادة على الهندسة السوفييتية في أوج تألقها.
وقد تم بناؤها على الفور بعد أن اكتشف الروس احتياطيات نفطية لا تصدَّق في المياه، بالقرب من تلك المنطقة.
المدينة لا تزال قائمة حتى اليوم، وما زالت تُستخدم لاستخراج النفط. ومع ذلك، فإن أيام هذا البناء المذهل معدودة. إذ يتوقع أن تجف المنطقة في السنوات المقبلة، وحتى قبل ذلك، قد تصبح الحياة في هذه المدينة غير ممكنة؛ لأنها بدأت في الانهيار.
يُذكر أن مدينة نفط داشلاري لم تكن صناعية بالكامل، بل احتوت على وسائل راحة متعددة، مثل حديقة خاصة بها، فيها أشجار وتربة مستوردة من البر الرئيسي، وملعب كرة قدم، ومسرح سينمائي، ومكتبة، وحدائق للطعام، وغير ذلك الكثير.
لكن مع مرور الزمن أُهملت وتداعت، خاصة بعد أن تعرضت للفيضانات وغمرت المياه العديد من الطرق والشقق، مما أجبر الكثير من الناس على تركها، رغم بقاء البعض بسبب الأجر المرتفع للوظائف فيها.
مدينة “أستانا” أو نور سلطان عاصمة كازاخستان التي بنتها أموال النفط
لماذا قد يختار أي رئيس نقل عاصمته لمثل تلك المنطقة؟ هذا ما قد يخطر ببال أي شخص يذهب إلى عاصمة كازاخستان “أستانا”، فالطرقات والأراضي المحيطة بها جدباء قاحلة، ولا حياة قريبة منها!
لكن بفضل الثروة النفطية والاستثمارات الخارجية فيها، تحولت المناطق المقفرة التي تشغلها “أستانا” اليوم إلى عاصمة مترفة فيها بناياتٌ براقة ذات طابعٍ عصري ومتطور، تعكس رؤية الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، الذي صمم المدينة لتعكس طموحاته.
تتزين العاصمة الكازاخستانية بالعديد من الأبراج والأبنية المميزة التي تحاكي في تصميمها فنون العمارة في بلدان مختلفة، ومنها القصر الرئاسي الذي يشبه البيت الأبيض الأمريكي، وكأن رئيسها يشيد نسخة لكل بناء أو مكان يعجبه حول العالم في عاصمته، على حد تعبير تقرير نُشر عن المدينة في موقع BBC.
أما بالنسبة لترفيه المواطنين، فإن مراكز التسوق في “أستانا” ليست كغيرها في أي مكان ويرتادها المواطنون، ليس للتسوق بشكل خاص، ولكن لقضاء وقت مميز وجميل مع أطفالهم.
ففي الطابق العلوي من مراكز التسوق، يوجد شاطئٌ داخلي كبير، ومدينة ألعاب مائية يمكن الاستمتاع بها في الصيف والشتاء.
كما يشكل التزلج على الجليد نشاطاً آخر مفضلاً لسكان أستانا في الشتاء، الذين يمكنهم الذهاب للعديد من المتنزهات المفتوحة المخصصة للتزلج.
أعلى مدينة في العالم، لا يذهب أطفالها للمدارس، ولا توجد فيها شرطة
لا رينكونادا، هي مدينة في بيرو، معروفة بكونها أعلى مدينة من حيث الارتفاع في العالم، وهي عمليا دولة في حد ذاتها بسبب اختلاف نمط عيش الناس هناك، وبُعدهم عن أي مكان آخر.
في تلك المدينة لا توجد مياه جارية ولا مياه صرف صحي، لذلك يعيش سكان لا رينكونادا حياة صعبة للغاية. ويقضي الرجال طوال يومهم في العمل في المناجم، على أمل أن يتمكنوا من أن يصبحوا أثرياء يوماً ما. ووفقاً لما ذكره موقع CNN، فإن العديد من النساء تقضي طوال اليوم في تكسير الصخور للبحث عن الذهب، إلى جانب أطفالهن الذين يساعدوهن في المهمة.
وخلافاً للعديد من الأماكن في العالم، لا يتوقع من الأطفال هناك الذهاب إلى المدرسة، فالكثير منهم يساعدون والديهم إما في المناجم أوتكسير الصخور.
هذا يعني أن معظم الأطفال لا يحصلون على التعليم، وينتهي بهم الأمر أيضاً للعمل بالمناجم. وإن كنت تتساءل ماذا عن قوانين التعليم؟ ففي الحقيقة لا توجد في المدينة أي شرطة لفرضها حتى لو وجدت.
من الناحية الجغرافية، المدينة تقع في بيرو، لكنها في الحقيقة هي مكان خاص، ولا تتبع قواعد بقية البلاد.
بلدة في البرازيل ذات معدل مواليد توائم مرتفع للغاية
هناك بلدة غريبة في البرازيل، تدعى كانديدو جودوي، لديها معدل مواليد توائم مرتفع بشكل غير طبيعي. المعدل هائل ويصل إلى 10% من نسب الولادات، و50% منها توائم متماثلة.
هناك اعتقاد سائد أن السبب هو تجارب الطبيب النازي الشرير جوزيف مينغل، الذي اشتُهر بإجراء تجارب غريبة على التوائم، في سبيل محاولاته للوصول لسلالة الطفل الآري المثالي.
إلا أن العلماء قاموا بتجارب واختبارات للحمض النووي على العديد من النساء في القرية واكتشفوا أن النساء اللواتي يحملن بتوأم لديهن جينات مماثلة، ووجدوا أيضاً أن هناك نسبة عالية من زواج الأقارب في المنطقة بين جميع المهاجرين الألمان.
بعبارة أخرى، وصل شخصان فقط يحملان الجين إلى القرية في البداية، ولكن مع وجود الكثير من حالات زواج الأقارب، سرعان ما انتشر بين النساء في القرية، ما أدى إلى ارتفاع نسبة التوائم بشكل كبير، كما يشير موقع صحيفة New York Times.
عاصمة معدن الأوبال الأسترالية التي يعيش معظم سكانها تحت الأرض
في أستراليا هناك بلدة تدعى كوبر بيدي، يعيش نصف سكانها تقريباً في منازل محفورة في الأرض على جوانب المرتفعات منذ نحو 100 عام بعد اكتشاف أحجار الأوبال هناك، لتصبح هذه البلدة تقدم نحو 70% من إنتاج تعدين الأوبال في العالم، حتى أُطلق عليها عاصمة أوبال العالم.
لكن كانت المدينة تعاني من مشكلة رئيسية جعلت غالبية سكانها يهجرونها، وهي ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة، التي قد تجاوزت 50 درجة مئوية، بحسب مجلة Smithsonian Magazine الأمريكية.
ولكن مع اكتشاف المعدن الثمين، حاول السكان إيجاد طرق لتخفيف الحرارة عن طريق إنشاء منازل تحت الأرض، ما أدى إلى إنشاء مجتمع كامل يضم مناجم ومتاحف وكنائس وفندق حتى، ما يتيح للضيوف والسياح تجربة الحياة تحت الأرض.
بلدة جوزكار الإسبانية التي تلونت بالأزرق من أجل السنافر
كان لشخصيات السنافر الكرتونية دائماً قاعدة جماهيرية تحبها خاصة بعد طرح أفلامها الحديثة بتقنيات متطورة في السنوات الأخيرة.
لكن شركة Sony حاولت القيام بحيلة دعائية تدعم أفلامها بشكل أكبر، لذا قررت العثور على مدينة تسمح لها بطلائها بأكملها باللون الأزرق للفيلم مؤقتاً.
وبالفعل قبلت بلدة جوزكار الإسبانية العرض شريطة أن يعيدوا طلاءها مجاناً بعد ذلك.
لكن المثير للاستغراب هو أن سكان البلدة قرروا الحفاظ على قريتهم زرقاء بعد انتهاء التصوير، لأن هذا التغيير السينمائي قد رفع معدل زواره السياحيين من 300 سائح في عام إلى ثمانين ألفاً، وهو ما كان نعمة كبيرة لاقتصادهم.
كما تستضيف البلدة اليوم العديد من الاحتفالات والمناسبات التي تتعلق بشخصيات السنافر.