حرية – (4/10/2022)
بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كولومبيا، الإثنين الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، جولة على دول أميركية لاتينية تتمحور حول مكافحة الاتجار بالمخدرات.
ويلتقي بلينكن، الإثنين، في بوغوتا غوستافو بيترو، أول رئيس يساري للبلاد. وبعد كولومبيا يتوجه وزير الخارجية الأميركي إلى تشيلي والبيرو، حيث انتخب أيضاً رئيسان يساريان أخيراً.
لكن في كولومبيا تعكس سياسة بيترو الساعي إلى مصالحة مع الفصائل اليسارية المسلحة وتجار المخدرات شرط إلقائهم السلاح وتوقفهم عن الأنشطة غير المشروعة تناقضاً صارخاً مع نهج سلفه إيفان دوكي الذي كانت علاقته جيدة بالولايات المتحدة.
وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية “لدينا مقاربة مشتركة على هذا الصعيد”، مستدركاً “إنفاذ القانون والأمن من وجهة نظرنا مكونات ضرورية في التعامل مع هذا الملف، لكنها غير كافية”.
وأضاف “علينا التعامل بفاعلية أكبر مع الأسباب الجذرية لهذا الأمر”.
ويبدو أن زيارة بلينكن الذي كانت بلاده تركز أكثر في الفترة الأخيرة على منطقة آسيا وعلى الحرب في أوكرانيا، تهدف بشكل جزئي إلى معالجة أي مخاوف من إهمال الولايات المتحدة حلفاءها في أميركا اللاتينية.
وتأتي جولة بلينكن غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرازيل التي شهدت منافسة محمومة في صناديق الاقتراع بين الرئيس اليميني جايير بولسونارو والرئيس الأسبق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وستجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البرازيل في 30 أكتوبر (تشرين الأول) بعدما حقق بولسونارو نتائج أفضل من المتوقع أمام لولا الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أنه قد يحقق فوزاً كبيراً من الدورة الأولى.
وقال بلينكن، الأحد، وسط تكهنات بأن بولسونارو قد لا يرضخ للنتائج في حال خسر الانتخابات، إن الولايات المتحدة “تشاطر البرازيل الثقة بأن الدورة الثانية ستجري بروح السلام والواجب المدني نفسها”.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً عقب عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين على رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا في عام 2018.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي براين نيكولز لصحافيين، الجمعة، “لم تكن لدينا علاقات بهذه القوة من قبل مع هذا النصف من الكرة الأرضية”.
وأضاف “لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان”.
وخلال وجوده في بوغوتا، الإثنين والثلاثاء، في ثاني زيارة له لكولومبيا منذ توليه حقيبة الخارجية، سيبحث بلينكن مع بيترو ملف تهريب المخدرات وتأثيره على الأمن والصحة والبيئة، فضلاً عن الهجرة.
ووصف مسؤولون أميركيون حماية كولومبيا للمهاجرين الفارين من الفقر وانعدام الاستقرار بأنها “نموذج للمنطقة”.
وحين أصبح بيترو رئيساً في أغسطس (آب)، قال مسؤولون أميركيون إنهم مستعدون لإجراء محادثات “مفتوحة وصريحة” معه في شأن الحرب المدعومة من الولايات المتحدة على المخدرات.
من جهته، اعتبر بيترو أن هذه الجهود فشلت، ودعا بدلاً من ذلك إلى بذل جهود لخفض الطلب على الكوكايين في الدول المتقدمة.
وكولومبيا التي عانت على مدى عقود حرباً أهلية أججها تهريب المخدرات هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، فيما تشكل الولايات المتحدة سوقها الرئيسة.
ويتوجه وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء، إلى سانتياغو، إذ يعقد اجتماعاً مع الرئيس التشيلي اليساري غابرييل بوريتش، البالغ 36 سنة، والذي تولى منصبه في مارس (آذار) الماضي.
وينهي بلينكن جولته في ليما التي يزورها، الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بعدة تحقيقات بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام.
وسيشارك بلينكن أيضاً في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون في الجمعية العامة قراراً يحث على إنهاء “العدوان الروسي على أوكرانيا”، على رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية أعربت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات في شأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردي في هايتي.
وسيناقش بلينكن مخاوف واشنطن في شأن الديمقراطية والهجرة وحقوق الإنسان وتغير المناخ في أميركا اللاتينية، بحسب بيان للخارجية الأميركية، الجمعة.
وتهدف الزيارة أيضاً إلى متابعة نتائج “قمة الأميركيتين” التي عقدت في لوس أنجليس في يونيو (حزيران)، وتم خلالها إطلاق شراكة حول الهجرة في أميركا اللاتينية.