حرية – (16/1/2021)
توقع المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش جيمس جيفري، السبت، (16 كانون الثاني، 2021)، استمرار نهج الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في تحديد أهداف الولايات المتحدة في العراق وسوريا وعموم الشرق الأوسط.
وقال جيفري، وهو رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، في مقال له نشرته مجلة (فورين افايرز)، تابعها – حرية – “على الرغم من صعوبة التنبؤ بآراء سياسة ترامب الحقيقية، فإن إدارة ترامب اتخذت مساراً مختلفًا في التعامل مع الشرق الاوسط والمصالح الامريكية، حيث كانت النتائج واضحة، من خلال الإبقاء على الأهداف الأمريكية محدودة، والاستجابة للتهديدات الإقليمية الوشيكة، والعمل بشكل أساسي من خلال شركاء على الأرض”.
وأضاف ان “ترامب تجنب المنزلقات التي واجهها أسلافه، بينما كان لا يزال يدفع بالمصالح الأمريكية، على الرغم من كل (الحقد الحزبي في النقاشات حول السياسة الخارجية اليوم)، يجب على هذا النموذج الجديد ومن المرجح أن يستمر في تحديد السياسة الأمريكية، إنه يوفر الخيار الأفضل لاحتواء التحديات في الشرق الأوسط وإعطاء الأولوية للتحديات الجيوسياسية في أماكن أخرى”، وفقا لما ذكره.
وبين، أنه “من نواح عديدة، اختلفت أولويات ترامب في الشرق الأوسط قليلاً عن أولويات أسلافه: القضاء على أسلحة الدمار الشامل، ودعم شركاء الولايات المتحدة، ومحاربة الإرهاب، وتسهيل تصدير الهيدروكربونات، لكن من نواحٍ أخرى، فإن إدارته التي عملت فيها كمبعوث لكل من سوريا والتحالف لمواجهة داعش حققت تحولًا ملحوظاً في نموذج نهج الولايات المتحدة تجاه المنطقة، تابع كل من الرئيسين الأمريكيين جورج دبليو بوش وباراك أوباما حملات تحويلية في الشرق الأوسط بناءً على الاعتقاد الخاطئ بأن الولايات المتحدة من خلال اختراقها سياسياً وعسكرياً لدول هناك، يمكنها معالجة الأسباب الكامنة وراء الإرهاب الإسلامي وعدم الاستقرار الإقليمي الدائم”.
ولفت إلى، أن “إدارة ترامب تجاهلت إلى حد كبير السلوك المحلي لشركاء مهمين، بما في ذلك مصر وتركيا وحتى السعودية، على الرغم من مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كما أوضحت الإدارة أنها ستدعم إسرائيل علنًا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الفلسطينية، وتبطل السياسات الأمريكية والدولية القديمة بشأن عمليات نقل الأسلحة ومرتفعات الجولان والقدس والصحراء الغربية”.
واستطرد الضابط في السلك الدبلوماسي الامريكي، ان “ترامب أقرن حملته للعقوبات بمحاولة لمواجهة توسع إيران الإقليمي – خاصة في العراق وسوريا”.
واضاف “بحلول أواخر عام 2017، كانت إدارة ترامب قد طورت سياستها الخاصة تجاه سوريا، مرة أخرى على أساس مبادئ مواجهة التهديدات الإقليمية أثناء العمل مع الحلفاء والشركاء: إخراج إيران، وهزيمة داعش بشكل دائم، وحل الصراع المدني في البلاد”.
وقال “مما لا يثير الدهشة، أن “السياسة الأمريكية وضعت واشنطن على خلاف مع موسكو ، التي رأت أن سوريا هي المكان الرئيسي لإعادة الانخراط دبلوماسيًا وعسكريا في الشرق الأوسط، تماشيًا مع هدفها المتمثل في مواجهة تهديدات الأقران الإقليمية ، ردت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا على النشاط العسكري الروسي والمرتزقة في شمال شرق سوريا وساعدت تركيا على صد التوغلات السورية الروسية المشتركة في شمال غرب البلاد، لكن معارضة تركيا لشريك الولايات المتحدة الكردي السوري المحلي في الشمال الشرقي ، قوات سوريا الديمقراطية – المرتبطة بحزب العمال الكردستاني أو حزب العمال الكردستاني – أدت إلى تعقيد تلك العلاقة”.
واكمل “أدى هذا التوتر إلى وقوع حادثة عسكرية ودبلوماسية وجيزة في أكتوبر 2019، وعلى الرغم من أن واشنطن وأنقرة نجحا في حل الأزمة، إلا أنه أوضح صعوبة العمل من خلال الشركاء – سواء كانوا من قوات سوريا الديمقراطية أو الأتراك – الذين قد تتجاوز أجنداتهم ما يمكن أن تدعمه واشنطن”.
وتابع “في العراق، حاولت الولايات المتحدة عزل جهدها العسكري ضد داعش عن الصراع الأكبر ضد إيران، ومع ذلك، بدأ التصعيد ضد القوات الأمريكية، ورد ترامب في النهاية، وردت إيران بشن هجوم صاروخي باليستي على قاعدة أمريكية لكنها فشلت في إلحاق خسائر جسيمة”، وفقا لنص مقاله.