حرية – (11/10/2022)
أعدت “سي أن أن” تقريرا، الاثنين، يكشف انعكاس ملفي اليمن والبترول على العلاقات الأميركية السعودية، وقالت إن فشل تجديد الهدنة في اليمن، بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة الرياض، قد يؤدي إلى زيادة تعقيد العلاقات الأميركية السعودية.
وبعد ستة أشهر من الهدوء النسبي، فشلت الأطراف المتحاربة في اليمن الأسبوع الماضي في تجديد اتفاق الهدنة، حيث لم تلق دعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتمديد آذانا صاغية.
ومع دعم أحد الجانبين من إيران والآخر من قبل السعودية، تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم حليفها في الشرق الأوسط بعد التخفيض الهائل لإنتاج النفط الأسبوع الماضي، من قبل أوبك بلاس، والذي يُنظر إليه على أنه “ازدراء من المملكة الغنية بالنفط لإدارة بايدن”، قبيل الانتخابات النصفية الأميركية، وفقا لسي أن أن.
واتفق الحوثيون المدعومون من إيران والتحالف الذي تقوده السعودية على هدنة على مستوى البلاد في أبريل، وهي الأولى منذ عام 2016. وتم تجديد الهدنة التي استمرت شهرين مرتين لكنها انتهت الأسبوع الماضي وقال الحوثيون إنها وصلت إلى طريق مسدود.
قلق أميركي
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، عن قلق الولايات المتحدة لعدم قبول الحوثيين اقتراح الأمم المتحدة بتمديد الهدنة في اليمن التي انتهت في الثاني من أكتوبر.
وكشف ليندركينغ عن “مطالب متطرفة” تقدم بها الحوثيون الذين أصروا على دفع الرواتب أولا لعناصرهم العسكريين والأمنيين، بينما كانت هناك محادثات إيجابية جارية حول دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنية. وأوضح أن ذلك خلق عقبة كان من الصعب جداً على الجانب الآخر التفكير فيها وكانت غير معقولة تماماً.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن في مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي إنه من المهم للغاية بالنسبة للحوثيين أن يعودوا إلى الطاولة وألا يفوتوا فرصة حصول المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية على رواتبهم من خلال هذه المطالب المرتفعة.
وأعرب عن ثقته في إمكانية تمديد الهدنة “إذا ابتعد الحوثيون عن المطالب العالية جداً التي فرضوها فعلياً في اللحظة الأخيرة بعدما تراجعوا عن الالتزامات التي قطعوها في وقت سابق من العملية”. وتساءل ليندركينغ “هل يمكن أن يكون ذلك مرتبطاً بإيران؟ الجواب هو أننا لا نعرف”.
وقال ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن “الأسباب غير المعلنة لعدم تجديد الهدنة هي أن الإيرانيين طلبوا من الحوثيين، بشكل مباشر، المساعدة في تصعيد الأمور في المنطقة”.
وأضاف المذحجي لشبكة CNN أن “الإيرانيين والحوثيين في وضع سياسي صعب، والإيرانيين يتعرضون لضغوط هائلة وسط احتجاجات محتدمة في الداخل وربما يحاولون إبعاد خصومهم في الخليج عن طريق إبقائهم منشغلين بالصراع اليمني”.
وحذر الحوثيون بالفعل المستثمرين من الابتعاد عن السعودية والإمارات لأنهم “محفوفين بالمخاطر” – وهي رسالة يُنظر إليها على أنها تهديد مباشر بأن الجماعة المدعومة من إيران مستعدة لضربهما مرة أخرى.
وقال بيتر سالزبوري، المستشار في مجموعة الأزمات الدولية لشبكة CNN: “مع الحوثيين، من الخطر دائما عدم أخذ تهديداتهم على محمل الجد”.
وشن الحوثيون في السابق هجمات على السعودية والإمارات استهدفت بشكل أساسي حقول نفط ومطارات. وفي مارس الماضي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على منشأة لتخزين النفط تابعة لشركة أرامكو في جدة. وفي يناير، قالوا إنهم كانوا وراء هجوم بطائرة مسيرة على شاحنات وقود بالقرب من مطار أبوظبي.
وكانت السعودية قد عبرت عن انزعاجها من حليفها الأمني القوي، الولايات المتحدة، بشأن هذه الهجمات، منتقدة إدارة بايدن بشأن ما اعتبرته تضاؤل الوجود الأمني الأميركي في الشرق الأوسط المضطرب.
وتفاقمت المخاوف الأمنية لدى دول الخليج بسبب المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، والتي يمكن أن تؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، في حين يُخشى أن يؤدي ذلك إلى تعزيز وتسليح وكلائها الإقليميين – في الغالب الحوثيين، وفقا لسي أن أن.
وتقول إن أقوى حليف أمني للسعودية هو الولايات المتحدة، وتقليديا كان الاتفاق غير المكتوب بين البلدين هو النفط مقابل الأمن – وبالتحديد ضد العداء الإيراني.
ولكن الآن، بينما تتحدى السعودية الولايات المتحدة بخفضها الأخير للنفط من قبل منظمة أوبك، فإن العلاقة بين البلدين تتعرض لضغوط متزايدة. وقال سالزبوري إنه مع التردد الموجود بالفعل في سياسات الكونغرس لزيادة الدعم العسكري للسعودية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد بدعم سريع لحليفها في الشرق الأوسط في حالة اندلاع أي دوامة عنف.
تهديد بعرقلة مبيعات الأسلحة
وهدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور النافذ، بوب منينديز، الاثنين، بعرقلة كل مبيعات الأسلحة المقبلة إلى السعودية، بسبب “دعمها” حرب روسيا في أوكرانيا، بقرارها في إطار تحالف “أوبك بلس” خفض إنتاج النفط.
وقال منينديز في بيان إنه “ببساطة، لا مجال للعب على الحبلين في هذا الصراع: إما أنك تدعم بقية دول العالم الحر في سعيها لمنع مجرم حرب من محو بلد بأكمله من الخريطة، أو أنك تدعمه”.
وأضاف السيناتور المعروف بانتقاده الصريح للرياض أن “المملكة العربية السعودية اختارت الخيار الثاني بقرار مريع دافعه مصلحة اقتصادية ذاتية”.
وتابع “يجب على الولايات المتحدة أن تجمد على الفور كل جوانب تعاوننا مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك أي مبيعات للأسلحة، وأي تعاون أمني بما يتجاوز ما هو ضروري بحت للدفاع عن الطواقم والمصالح الأميركية”.
وشدد السيناتور الديموقراطي النافذ على أنه “بصفتي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لن أعطي الضوء الأخضر لأي تعاون مع الرياض، إلى أن تعيد المملكة تقييم موقفها في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا. لقد طفح الكيل”.
وهذا الموقف هو الأحدث في سلسلة مواقف مماثلة صدرت عن أعضاء في الكونغرس يطالبون بإعادة النظر في العلاقات بين واشنطن والرياض. لكن ما يزيد من أهمية موقف منينديز هو أنه صادر عن رئيس اللجنة التي تعطي الضوء الأخضر لأي مبيعات أسلحة إلى الخارج.