حرية – (11/10/2022)
من الصعب الإجابة عن سؤال ما هي أقدم مدن العالم، حيث تم تدمير الأدلة الأثرية التي تشهد على وجود مدينة في بعض الأحيان، سواء من قبل الإنسان أو الطبيعة..
لكن برغم ذلك، فإن علماء الآثار والمؤرخين يعملون بشكل مستمر من أجل وضع قائمة بالمدن التي كانت مأهولة منذ آلاف السنين وما زالت كذلك حتى اليوم.
ويسلط تقرير نشره موقع “جيو” الفرنسي، الضوء على أقدم مدن العالم وما يميزها، مشيرا إلى أنّ علماء الآثار لا يتفقون دائما على تعريف ما يميز هذه المدن، والحجم الذي يجب أن تكون عليه المدينة وهل يجب أن يكون لها تخطيطات محددة وتجمع مناطق مختلفة معًا؟
ويوضح التقرير أنّ هناك عدة معايير تجعل من الممكن التوصل إلى إجماع حول خصوصيات هذه المدن، أولها أن تجد نصوصًا قديمة تشهد على وجود دليل على تاريخ التأسيس، كما تعد سجلات المسافرين من العصور الوسطى مرجعًا أيضًا، كما ينبغي أن تثبت الحفريات الأثرية أن المدينة كانت مأهولة بالفعل لعدة قرون من الزمن.
وفي انتظار الاكتشافات المحتملة، تم تعريف العديد من المدن على أنها الأقدم في العالم التي لا تزال مأهولة بالسكان اليوم مثل أريحا ودمشق والعديد من المدن الأخرى.
ووفق التقرير، تتنافس هذه المدن بالفعل على المجموعة الرائدة من أقدم المدن في العالم التي لا تزال مأهولة حتى يومنا هذا.
ويجزم التقرير بأنّ أريحا هي الأقدم، حيث تقع هذه المدينة في فلسطين، وقد تأسست منذ 9000 سنة قبل الميلاد وفقًا لبحث أجراه علماء الآثار..
وبالنسبة لبعض الخبراء، يمكن أن تدعي دمشق (المدينة والعاصمة السورية) أيضا أنها الأقدم، رغم أن تاريخ إنشائها يعود فقط إلى 3000 سنة قبل الميلاد، فقد حددت الحفريات الأثرية أن بها أماكن كانت مأهولة قبل 10000 عام من عصرنا، ومع ذلك كانت المدينة في ذلك الوقت صغيرة الحجم فقط.
إضافة إلى ذلك، فإن حلب التي تقع أيضًا على الأراضي السورية كانت مأهولة منذ ما يقرب من 6000 عام قبل الميلاد، كما أظهرت الحفريات وجود تجمعات سكانية قبل 11000 عام من عصرنا وقد خلفت العديد من الحضارات بعضها البعض على أراضيها: الحيثيون والآشوريون والعرب والمغول .. معظمهم تركوا بصمة ثقافية لا تزال مرئية حتى اليوم.
وعلى عكس العالم الجديد الذي كان يشير إلى أمريكا، تضم أوروبا (القارة القديمة) أيضًا عددا كبيرا من المدن التي كانت موجودة بالفعل منذ آلاف السنين، وهكذا نجد مدينة بلوفديف في أعلى قائمة أقدم المدن الأوروبية وتقع في بلغاريا، وقد كانت مأهولة بشكل مؤكد منذ نحو 6000 سنة قبل الميلاد، ثمّ تم تغيير اسم المدينة إلى فيليبوبوليس بعد الاستيلاء على المدينة من قبل فيليب الثاني من مقدونيا، والد الإسكندر الأكبر.
ومع ذلك، فإن العديد من الأعمال المرجعية تشير في أغلب الأحيان إلى أثينا على أنها أقدم مدينة في أوروبا لا تزال مأهولة بالسكان حتى يومنا هذا، وتأسس هذا المهد من الحضارة الغربية قبل نحو 4000 عام من عصرنا، وقد نجا من مفعول الطبيعة والإنسان على امتداد آلاف السنين واحتفظ دائمًا بنفوذ كبير على اختلاف العصور، على عكس بلوفديف التي فقدت مرارًا مكانتها كمدينة بسبب قلة أهميتها.
وبحسب التقرير الفرنسي، فقد استفادت المدينة اليونانية دائمًا من الهالة التي رافقتها منذ تاريخ إنشائها، وهذا ما يفسر سبب بقائها بالنسبة لمعظم المتخصصين، أقدم مدينة أوروبية لا تزال مأهولة حتى اليوم.