حرية – (20/10/2022)
كشفت تقارير اعلامية، اليوم الخميس، عن صدور أوامر بإخلاء نحو (120) أُسرة مسيحية من احدى المجمعات السكنية في بغداد خلال الشهرين المقبلين، فيما يحاول رجال دين مسيح “إيقاف أو تأجيل” الاخلاء على أقل التقديرات.
وقالت وكالة الانباء الكاثوليكية الامريكية إن، “مئات المسيحيين مهددون بالترحيل من مجمع يأويهم في بغداد مع حلول فصل الشتاء، بمهلة لا تتعدى نهاية رأس السنة، فيما يسعى المسؤولون الكنسيون في العراق الى اقناع الحكومة بتأجيل الاخلاء، وايجاد مأوى ملائم لهؤلاء وغالبيتهم ممن شردوا سابقاً”.
وأضاف تقرير الوكالة الكاثوليكية ان “المجمع الكائن في بغداد يحمل اسم السيدة العذراء مريم، وهو مشيد على املاك حكومية ويفترض ان يتم اخلاؤه في نهاية العام الحالي بأمر من السلطات الحكومية”.
واوضح التقرير ان “المجمع استضاف على مر السنوات الماضية، 120 أُسرة، اي نحو 400 شخص، بينهم نازحون وأُسر فقيرة ، بعد أن دمرت مناطقهم خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش) على مناطقهم الاصلية”.
وذكر التقرير ان البطريرك الكلداني الكاردينال لويس رافائيل ساكو والمطران المساعد باسيليو يالدو، قاما مؤخرا بـ”زيارة المجمع حيث تواجه الأسر المسيحية احتمال اخلائه”.
واشار التقرير الى ان ساكو ويالدو “يحاولان إيجاد بدائل سريعة من اجل ان يتم إيواء الأعداد الكبيرة من المسيحيين في مواجهة خطر التشرد في الشتاء الحالي”.
ونقلت الوكالة عن ساكو قوله انه “قام بالتواصل مع المسؤولين الحكوميين بهدف تأجيل القرار او ايجاد اماكن ملائمة من اجل إيواء المواطنين الذين لن يكون هناك سقف فوق رؤوسهم”.
وبينما اصدر ساكو بيانا ناشد فيه المسؤولين العراقيين “تمديد المهلة الزمنية المحددة للاخلاء”، فانه طالب الحكومة بـ”المساعدة في إيجاد مكان من اجل ايواء هذا العدد الكبير من الناس”.
ونقل التقرير عن ساكو قوله “نطلب من المسؤولين المحترمين النظر في هذه القضية الانسانية الملحة وتقديم يد العون لهذه الأُسر التي من المستحيل بالنسبة إليها إيجاد سكن بديل بهذه السرعة، ساعدت الكنيسة هذه الأُسر بقدر ما بامكانها. هذه أُسر عراقية وهذا وضع انساني”.
ولفت التقرير الى انها “ليست المرة الاولى التي يصدر فيها امر باخلاء مجمع مريم العذراء في بغداد، اذ ان قيادة عمليات بغداد اصدرت في العام 2020، امرا من اجل اجلاء سكان المجمع”.
وتابع التقرير ان “المئات من المسيحيين يطالبون وزارة المهجرين بان تتراجع عن قرارها باغلاق المجمع وتفريق عشرات العائلات النازحة في المناطق المحيطة”.
ونقل التقرير عن احدى النازحات في المجمع، سهيلة عبد الكريم قولها “خرجنا من سهل نينوى الى قرقوش، ثم ذهبنا الى محافظة دهوك ، ثم جئنا الى بغداد العام 2014. والان نحن بمواجهة مصير مجهول”.
اما الطالبة المقيمة في المجمع مارس اسامة فقد قالت انها “غادرت حي الحمدانية وذهبت الى بغداد”، مبينة انه “بعد افتتاح مجمع العذراء للنازحين انتقلنا الى هنا للاستفادة من الخدمات المقدمة، خصوصا ان المدارس قريبة من المجمع”.
كما نقل التقرير عن المطران يالدو قوله: ان “الكنيسة تعمل في الوقت الراهن على اعداد مراكز في عدة كنائس حول بغداد من اجل ايواء المسيحيين الذين يعيشون في هذا المجمع”.
وتابع المطران يالدو قائلاً إن “الكنيسة تبذل اقصى جهدها من اجل وقف تهجير الأُسر التي نزحت من عدة مناطق في سهل نينوى”، مضيفا ان “المجمع يأوي ايضا عائلات مسيحية غير نازحة لا تملك القدرات المالية لاستئجار منازل للعيش فيها”.
واشار يالدو الى ان “المسيحيين الذين يعيشون في المجمع ينتمون إلى جميع الكنائس، بما في ذلك الكلدان والسريان الكاثوليك والسريان الارثوذكس والآشوريون وغيرهم”.