حرية – (20/10/2022)
في حوار خص به، قناة “إيه بي سي”، شرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن مواقف واشنطن المتعلقة بملفات الساعة من الحرب الروسية على أوكرانيا إلى قرار أوبك بلاس، وحتى نية الرئيس الصيني في البقاء في السلطة لولاية ثالثة غير مسبوقة.
وقال بلينكين، الخميس، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يبد “أي اهتمام” بالانخراط في “دبلوماسية ذات مغزى” مع أوكرانيا، رغم مرور ثمانية أشهر عن الحرب الدموية التي بدأها في فبراير الماضي.
وأضاف لدى نزوله ضيفا على برنامج “صباح الخير أميركا” إن هدف واشنطن “بسيط” على حد تعبيره، يتلخص فقط في الوقوف إلى جانب الأوكرانيين، للتأكد من أن بلدهم سيظل مستقلاً، وأن يكون لهم موقف قوي في أي مفاوضات محتملة، مذكرا بتصريح سابق للرئيس الأوكراني، فلودومير زيلنسكي، الذي قال فيه إنه “في مرحلة ما، سينتهي كل هذا من خلال الدبلوماسية”.
متى التفاوض بشأن مصير الحرب على أوكرانيا؟
الصحفي المحاور لفت بلينكن إلى أن زيلينسكي قال مرة إنه لن يتفاوض مع بوتين، بل مع الرئيس الروسي القادم.
وبعد إصرار الصحفي على السؤال المتعلق بفرص إجراء مفاوضات مع بوتين أجاب بلينكن: “حسنا، من الواضح أن الدبلوماسية سوف تنهي ما يحدث في مرحلة ما” ثم استدرك “لكن ما رأيناه حتى الآن هو عدم اهتمام من جانب بوتين بالدبلوماسية الهادفة”.
وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن بوتين “لا يزال عقلانيا”، قال بلينكن: “من الصعب أن تضع نفسك في ذهن شخص آخر، أعتقد أنه عقلاني، لكن القرارات التي يتخذها أو ربما طريقة وضع أهدافه ليست عقلانية”.
“خطوة السعودية مؤسفة”
بالعودة إلى قرار تكتل أوبك بلاس، بقيادة السعودية، والذي أعلن خفض إنتاج النفط إلى نحو مليوني برميل يوميا، وكيفية تأثير ذلك على السوق وعلى عائدات روسيا قال بلينكن “كانت الخطوة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ومنظمة أوبك + خطوة مؤسفة ومضللة للغاية، إلى الحد الذي يتسبب فيه هذا في ارتفاع أسعار النفط وتصدير النفط الروسي، هي تساعد على ملء جيوب بوتين”.
وأضاف “نحاول جميعا استعادة النمو الاقتصادي.. هذا بالضبط هو الوقت الخطأ للانخراط في أي قرار يخص خفض الإنتاج”.
في غضون ذلك، قاطعه الصحفي بسؤال آخر عما إذا كانت هذه “أفعال حليف” فأجاب بلينكين: “في هذه الحالة، ليس الأمر كذلك” ثم أضاف “لكن لدينا مصالح متعددة مع السعودية”.
ماذا عن الصين؟
مع استعداد الرئيس الصيني شي جين بينغ لتأمين فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة، قال بلينكن إنه يعتقد أن بكين ستسعى إلى إعادة توحيد سريع مع تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي انفصلت عن البر الرئيسي للصين في عام 1949.
وكان شي، الذي ظل في السلطة منذ أكثر من عقد، أظهر رغبته في إعادة توحيد الصين مع تايوان، وفي خطابه الذي ألقاه في افتتاح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين الأحد، لم يشر إلى تغيير رأيه بالخصوص.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن شي سوف يسرع عملية إعادة التوحيد “بأي وسيلة” ، قال بلينكن: “يُحتمل أن يتم ذلك بأي وسيلة، من خلال الإكراه والضغط وربما، إذا لزم الأمر، بالقوة”.
لدى حكومة الولايات المتحدة “سياسة صين واحدة” تعترف بشعب البر الرئيسي للصين وتايوان على أنهم جزء من “صين واحدة”، وتعتبر بكين الحكومة الشرعية الوحيدة في الصين ولا تدعم تايوان المستقلة، لكنها تعتبر الأمر “غير محسوم”.
كما تدعم واشنطن عسكريا الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وتحافظ على علاقات تجارية وغير رسمية واسعة النطاق معها.
بلينكن قال في الصدد: “نحن ملتزمون بفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن تايوان لديها القدرة على الدفاع عن نفسها بشكل فعال ضد أي عدوان” وأضاف “لقد أوضحنا أيضا للصين أن توقعاتنا هي أن هذه الخلافات ستحل سلميا”.