حرية – (22/10/2022)
أثار عرض الإقامة لمدة ليلة واحدة في أحد المعابد اليابانية مقابل مليون ين، تعادل 132ألفا و860 جنيها، حالة من الدهشة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن تكلفة ليلة واحدة بالمعبد أمر مكلف جدًا، ويتطلب أن يكون المقيم ملياردير على الأقل.
الإقامة للأثرياء فقط
وأرجع الخبراء العرض الباهظ للإقامة ليلة واحدة في معبد نيناجي الياباني، إلى كونه مدرج على قائمة التراث العالمي، وبذلك يستهدف العرض السائحين الأثرياء جدًا من الخارج.
بدأت حكاية أغلى ليلة للإقامة من ربيع عام 2018، عندما أعلن معبد نيناجي في كيوتو عن دخوله إلى قطاع الإسكان السياحي بخطة واحدة ومكلفة بشكل، وهي حزمة سياحية تكلف مليون ين، في الليلة الواحدة، وتلك الخطة تستهدف السياح الأثرياء من الخارج، فهي مخصصة لاستضافة مجموعة واحدة يمكن أن يصل عدد أفرادها لخمسة أشخاص في اليوم. الرسوم الخاصة بوجبات الطعام تدفع بشكل منفصل.
أما أهمية معبد نيناجي فتعود لقدمه حيث تم تأسيسه عام 888. وهو المعبد الرئيسي لمدرسة أومورو التابعة لطائفة شينجون البوذية. كان للإمبراطور، الذي ألزم نفسه بنذور دينية عند تنحيه عن العرش في عام 897، مسكن (أومورو) مشيدا في ساحة المعبد. وهذا هو السبب وراء تسمية المعبد أيضا باسم “’أومورو جوشو”، أي سكن أومورو الإمبراطوري. وبسبب ذلك الارتباط الوثيق بين معبد نينّاجي والعائلة الإمبراطورية أصبح أكثر المعابد الإمبراطورية هيبة.
المعبد الإمبراطوري في اليابان
وفي عام 1994 حدد المعبد باعتباره جزءا من المعالم التاريخية في كيوتو الأثرية وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ويقول المسؤول عن إدارة الأصول العقارية في نيناجي كانازاكي جيشين “إن رسوم المليون ين ليست فقط لقاء الإقامة. فالهدف من إقامة الضيوف في نيناجي هو أن تشكل تجربة ثقافية غامرة لهم. وتم تجديد شورين أن لإقامة الضيوف، لتلبية توقعات الأثرياء الذين يتم استقبالهم في المعبد فيما يتعلق بالراحة.”
وبمجرد إغلاق بوابات المعبد أمام عامة الناس لهذا اليوم، يمكن لضيوف المعبد المقيمبن الاستمتاع بالجو الإمبراطوري لمعبد نيناجي بدون أن يعوقهم أي شيء وذلك حتى صباح اليوم التالي. ويصبح المعبد المدرج على قائمة التراث العالمي ملكا للضيوف في الليل.
ويمكن العثور على الكثير من الهياكل الأثرية في المعبد، بدءً من قاعة كوندو المحددة باعتبارها كنزا يابانيا، حيث توجد المباني التماثيل واللوحات البوذية وأشياء متعلقة بالأسرة الإمبراطورية.
كما يؤكد كانازاكي أن المعبد استقبل في السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من الزوار من الخارج، لمشاهدة التماثيل واللوحات التي تزين جدران المعبد بالإضافة لاستضافة ممارسات ثقافية تتراوح بين طقوس تقديم الشاي ورؤية الزهور ومشاهدة القمر إلى مسابقات الشعر.
وبمجرد إغلاق بوابة المعبد لليوم، يمكن للضيوف التجول في جميع أنحاء أرضية المعبد، يرافقهم كاهن يقوم مقام الدليل السياحي. يكون المكان خاليا من الناس، وباستطاعتهم زيارة المباني ورؤية كنوزه، التي لا يمكن لعامة الناس الوصول إليها عادة.
معالم مختلفة للأثرياء
كما يُقدم العشاء في قاعة شيندين الرئيسية ضمن مجمع المعبد، وغالبا ما يتناول الضيوف وجبة الإفطار في إحدى غرف احتساء الشاي في المعبد. وبينما يشرح كبير الكهنة سيجاوا تايشو ذلك عندما يستقبل الضيوف، الذين يصلون للمبنى الرئيسي للسكن الإمبراطوري حيث تقام الشعائر والمراسم.
ويمكن للضيوف طلب مأكولات بعينها أو خوض تجارب ثقافية معينة مقدما. حيث يرغبون في مشاهدة أداء جاجاكو أو شرح لتنسيق الزهور أثناء تناول طعام من مطبخ شوجين ريوري النباني للمعبد.
ويحتوي معبد نيناجي على مخزن للكثير من الوثائق التاريخية، لذلك يمكن للضيوف أيضا طلب إعادة تجسيد ترفيهي لحدث تاريخي معين. ويكون الخيار متاح مقابل رسوم إضافية، ونظرا لأن كيوتو تشتهر بقدرتها على توفير تجارب مخصصة، فكل ما هو ممكن سيتم عمله لتلبية طلبات الضيوف.
ويقيم الضيوف في “’شورين أن”، المقر السابق لإقامة عائلة هيساتومي، التي عمل أعضاؤها كأطباء وساموراي ملحقين بالمعبد. تم التبرع بالهيكل ونقله إلى أراضي المعبد ولكنه أصبح بحالة رثة. ولإنقاذ المبنى وضع الموظفون الشباب خطة وتقدّموا بطلب إلى برنامج إيروها نيهون. وقد أنفق في المجموع 157 مليون ين ياباني لتجديد المبنى وتجميل الحديقة، 80% منها مغطى بدعم من مؤسسة نيبّون.