حرية – (22/10/2022)
كشفت صحيفة فرنسية، عن وجود بوادر أزمة بين بريطانيا وإيطاليا، على خلفية تقرير إخباري أثار غضب روما.
وكانت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية نشرت مؤخرًا تقريرًا تسبب بغضب الإعلام الإيطالي، حيث أكد الأخير أن بلاده ليست بحاجة إلى “تلقّي دروس” من قبل لندن.
وقالت صحيفة “ليزيكو” إن الأوساط السياسية والإعلامية الإيطالية عبرت عن غضبها من مقارنة الفوضى السياسية والاقتصادية التي تشهدها بريطانيا وتسببت باستقالة ليز تراس بالأوضاع داخل إيطاليا.
وأوضحت في تقريرها، أن بوادر الأزمة بين لندن وروما انطلقت عندما أثارت مجلة “ذي إيكونوميست” (الاقتصادية) غضب الإعلام الإيطالي، بعد نشر مقال تضمّن عبارات مستعارة ولعبًا بالمفردات، وذلك بقولها: “مرحبا بكم في بريطانيا”.
واعتبرت وسائل إعلام إيطالية أن المعنى المقصود بالعبارة هو أن “روما تشهد بدورها حالة من التخبط والفوضى على الطريقة البريطانية”، وفق التقرير الفرنسي.
وأثار الرسم المرافق للمقال على غلاف المجلة الأسبوعية البريطانية استياء الإيطاليين، حيث تظهر رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس وهي ترتدي زي مصارع روماني متسلّحة بشوكة من “السباجيتي” ودرعًا من البيتزا، وهو رسم مستوحى من عناصر تمثّل عادات إيطالية وجزءًا من ثقافتها.
وعلّق السفير الإيطالي في لندن على هذا الرسم بالقول إنه “قديم وبائس”.
وقالت صحف إيطالية: “نحن جاهزون لإثبات أن لندن ليست في وضع يسمح لها بإعطاء دروس لروما، الوضع مختلف تمامًا ولا مجال للمقارنة”.
واعتبرت أن استعمال عبارة “مرحبا بكم في بريطانيا” تبدو مسرحية سيئة الإخراج استعملتها “ذي إيكونوميست” في غير سياقها لتبرير الفوضى السياسية والاقتصادية التي من خلالها أصبحت المملكة المتحدة أضحوكة الصحافة عبر أوروبا الغربية، وفق قولها.
وشنت جريدة “كورييري ديلا سيرا” من خلال كاتب افتتاحيتها فيديريكو فوبيني، حملة شعواء بدت وكأنها تصفية حسابات صريحة وعاجلة مع “ذي إيكونوميست”.
وقال في مقال “لاذع” إن المسئولين السياسيين في إيطاليا يبقون في مناصبهم طويلًا من أجل استقرار البلاد ووزراء المالية هم العمود الفقري للنظام، وليسوا دمى يتم إطلاقها عند الرغبة.
وتابع المقال أنه من المؤسف مقارنة الوضع الحالي في المملكة المتحدة بإيطاليا، خاصة أن المملكة المتحدة هي”بلد يعاني من عدم الاستقرار السياسي، ونمو منخفض وخاضع للأسواق المالية” مما يؤكد أن التوتر الحالي بين البلدين يؤشر لأزمة مرتقبة ستكون امتدادًا لما تشهده أوروبا منذ شتاء العام الحالي.
وعدَّد الكاتب السجل الاقتصادي لبلاده، قائلا إنّ “إيطاليا هي سابع أكبر مصدّر في العالم، وتحافظ على مكانتها في السوق، بينما تحتل المملكة المتحدة المركز الرابع عشر، وانهارت صادراتها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي”.