حرية – (25/10/2022)
اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثلاثاء، 25 أكتوبر (تشرين الأول)، الولايات المتحدة بالمماطلة في المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق في شأن برنامج بلاده النووي والمتعثرة منذ أسابيع.
ومنذ العام الماضي أجرت طهران والقوى الكبرى محادثات بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت واشنطن منه في 2018.
وتعثرت المحادثات مطلع سبتمبر (أيلول) بعد أن اعتبرت الأطراف الغربية أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم طرحها الاتحاد الأوروبي كان “غير بناء”.
عليهم اتخاذ القرار
وقال رئيسي إن “على الأميركيين أن يتخذوا القرار إلا أنهم يماطلون”، وذلك أمام ممثلي وكالات أنباء آسيوية يعقدون هذا الأسبوع مؤتمراً في طهران.
وأتاح الاتفاق بين إيران وكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية وضمان سلميتها، لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحادياً منه وإعادته فرض عقوبات قاسية على إيران.
وشدد رئيسي على أن “إيران تسعى إلى رفع الحظر لكنها وضعت أيضاً على جدول أعمالها مسألة تحييد آثار هذا الحظر”.
وخلال الأسابيع الماضية تراجع التركيز على الملف النووي في العلن بينما تشهد إيران منذ الـ 16 من سبتمبر الماضي احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل “شرطة الأخلاق” على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.
ودعمت دول غربية عدة هذه الاحتجاجات وفرضت عقوبات على طهران.
وتتهم إيران “أعداء” تتقدمهم الولايات المتحدة بالضلوع في “أعمال شغب” تشهدها.
ضغوط وتنازلات
واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، السبت، أن واشنطن تضغط على طهران عبر دعم الاحتجاجات لانتزاع تنازلات منها في الملف النووي.
وأشار إلى أن الأميركيين يواصلون “تبادل الرسائل معنا عبر الوسيط الأوروبي، لكنهم يتطلعون إلى ممارسة ضغوط سياسية ونفسية ويريدون كسب التنازلات في المفاوضات” من خلال دعم الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في الـ 13 من أكتوبر الحالي إن الرئيس جو بايدن “لا يزال يعتقد أن النهج الدبلوماسي هو الأفضل” في الملف النووي الإيراني، مضيفاً “لكننا لسنا قريبين من ضمان تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة”، في إشارة إلى الاسم الرسمي للاتفاق.
وأكد أن تركيز واشنطن ينصب حالياً على محاسبة السلطات الإيرانية على تعاملها مع “المتظاهرين الأبرياء”.