حرية – (1/11/2022)
تحول الاحتفال بإجراء الانتخابات والتصويت في صناديق الاقتراع في إسرائيل أخيرًا إلى “حالة بؤس”. لأن الجمهور الإسرائيلي “سئم وضاق ذرعًا” بالسياسيين، وذلك بحسب تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء.
وشهدت إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية، ظواهر كثيرة، من معارك وكراهية ومقاطعة وحرمان، إلى حملات سوداء وأخبار كاذبة وفوضى في الفضاء الإلكتروني، وبالتالي، كيف يمكن للناخبين التمييز بين الكذب والحقيقة، وبين الحقائق والتلاعب؟.
من الصعب تصديق أن كل هذا يحدث للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف السنة في إسرائيل، ولا أحد يعرف إلى متى. والأسوأ من ذلك كله، أنه ربما لا يقود إسرائيل إلى مخرج أيضًا، وهناك علامة استفهام كبيرة معلقة على رأس هذا النظام الانتخابي: هل سيكون هناك حسم؟ هل سيتم كسر التعادل الأبدي المجنون الذي فرض على العملية السياسية؟ هل ستعود إسرائيل أخيرًا إلى الحياة الطبيعية؟.
“فشل” نتنياهو
وفقًا للتقرير، هناك سيناريوهان على الأجندة السياسية الآن، ويتمحوران حول ما إذا كان نتنياهو سيحصل على 61 مقعدًا أم لا، فإذا فشل رئيس حزب الليكود، فإنه يمكن لمعسكر التغيير تشكيل كتلة مانعة، أو في أحسن الأحوال تشكيل حكومة. وإذا حصل نتنياهو والقوائم التي تدعمه على 61 مقعدًا، فهناك حكومة، ولكن لا يوجد استقرار. هذا التدهور مع حكومة يمينية بالكامل على حافة التفويض، سيوفر الاستقرار الحكومي لمدة أربع سنوات؛ ما يمثل إهانة للمثقفين السياسيين. ويمكّن لنتنياهو تشكيل حكومة، ومن المشكوك فيه أن تكون هذه هي الحكومة التي يريد أن يذهب معها لمنصب الرئيس.
لاعبان رئيسان
تقرير الصحيفة العبرية يقول أيضًا، إنه “يوجد الآن لاعبان يمكنهما التأثير على الجولة الخامسة لانتخابات الكنيست الـ 25 التي انطلقت اليوم الثلاثاء، وهما لابيد ونتنياهو. كما يوجد لاعبان مساعدان هما بيني غانتس وإيتمار بن غفير، ولكن يبقى السؤال ما المفتاحُ لكل منهما لتسجيل إنجاز، وهل الهدف في متناول اليد؟”.
وحسب المحلل السياسي في الصحيفة يوفال كارني، “يعمل رئيس الوزراء يائير لابيد من أجل تحقيق نصر يبقيه في منصبه لفترة ولاية كاملة. ولكن من حيث الأرقام، يبدو الأمر وهميًّا تقريبًا. لكن يمكن له أن يفرض التعادل ليبقى رئيسًا للوزراء في حكومة انتقالية، وربما ينجح في تفكيك كتلة نتنياهو، التي ستسجل في هذه الحالة خمسة إخفاقات في تشكيل حكومة يمينية”.
الأحزاب اليسارية والعربية
تضيف “يديعوت أحرونوت” في تقريرها أن “مفتاح لابيد موجود بشكل رئيس في كتلة التغيير والأحزاب العربية، وعليه أن يمرر الحزبين اليساريين (العمل) و(ميرتس) لتجاوز نسبة الحجب، بالإضافة إلى القائمة العربية المشتركة، والقائمة الموحدة، وإذا ما سقط أحد الأحزاب الأربعة، فسوف يقفز معسكر نتنياهو إلى 61 نائبًا وأكثر. أي أن لابيد معرض لخطر حرق الأصوات في كتلته، وهو أمر غير موجود في كتلة نتنياهو”.
ويمضي كارني بالقول “كما يوجد مفتاح آخر للفوز، ويتمثل في الإقبال الكبير للناخبين في المجتمع العربي على التصويت، وقد يؤدي هذا الوضع إلى دخول حزب التجمع العربي الديمقراطي إلى الكنيست، في حين أن فرص ذلك، حسب آخر استطلاعات الرأي قبل أيام، قليلة ومنخفضة”.
“إضعاف الصهيونية الدينية”
بحسب التقرير، يواجه زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو الانتخابات الخامسة للكنيست، للمرة الأولى، وهو لا يشغل منصب رئيس الوزراء، وبالنسبة له ربما تكون هذه معركة وجود، ومن المشكوك فيه أن يتفق كبار الليكود والشركاء اليمينيون على أنه سيقودهم إلى المعارضة مرة أخرى. والمفتاح الرئيس للفوز بالنسبة إليه هو نسبة الأصوات في معاقل اليمين والليكود. ففي الحملات الانتخابية السابقة، كانت نسب التصويت في بعض المعاقل التابعة لليكود منخفضة نسبيًّا.
وتابع التقرير “كما يوجد بحوزته مفتاح آخر للفوز، وهو عودة المعاقل المفقودة من حزب (الصهيونية الدينية). فهو لا يريد أن تكون (الصهيونية الدينية) كبيرة جدًّا، بحيث يكون أمامه خيار تشكيل حكومة وحدة دون بتسليل سموتريتش، وإيتمار بن غفير”.
المعسكر الرسمي
وفيما يتعلق برئيس حزب “المعسكر الرسمي”، بيني غانتس، يبدو أنه في موقف حساس ومخادع يوم الانتخابات، فلم يثبت التحالف ذو الرؤوس الثلاثة غانتس-ساعر-آيزنكوت نفسه في الانتخابات، وفقًا لاستطلاعات الرأي. ففي الجولة السابقة من الانتخابات، كان غانتس هو المفاجأة الكبرى عندما فاز بثمانية مقاعد بمفرده، بعد أن صوت له عدد كبير من الناخبين احتجاجًا على قرار نتنياهو خرق اتفاق التناوب معه، بحسب التقرير.
فقد كان المفتاح لغانتس هو القدرة على الإقناع بأنه الوحيد القادر على تشكيل حكومة بالفعل وكسر الجمود، وحتى الآن، وفقًا لاستطلاعات الرأي، لم ينجح الأمر، أما مفتاح النجاح الآخر، فهو القدرة على نقل الأصوات من حزب “البيت اليهودي” برئاسة وزيرة القضاء أيلييت شاكيد، إلى تحالفه “المعسكر الرسمي”، وبعضها يمثله اليمينيون السابقون.
مفاجأة الانتخابات
واختتم التقرير بالقول إن “من المتوقع أن يكون رئيس حزب (عوتسما يهوديت- القوة اليهودية) إيتمار بن غفير، مفاجأة الجولة الخامسة بعد ارتفاعه في استطلاعات الرأي في الحملة الانتخابية. ولا عجب أنه مع الطعام تأتي الشهية. فقد حدد بن غفير لنتنياهو هدفه، وهو تسلمه حقيبة وزير الأمن الداخلي. وهدفه اليوم هو منع فقدان الزخم ضد نتنياهو الذي سيسعى لالتهام تفويضات الصهيونية الدينية وإضعافها، تمهيدًا لاحتمال تشكيل حكومة مشتركة”.