حرية – (19/2/2022)
حسب نتائج دراسة نُشرت في المجلة الطبية Proceeding of the Royal Society B وفي سياق سلسلة من التجارب، استطاع المشاركون التمييز بدقة تمامًا، بين الأشخاص المرضى والآخرين الذين يتمتعون بصحة جيدة بالنظر إلى صورهم ببساطة.
حيث قام الباحثون من جامعة ستوكهولم في السويد، بإعطاء 22 شخصًا بالغًا حقنة تحتوي على بكتيريا أو ماء مالح وهمي، من أجل اختبار ما إذا كانت إشارات الوجه بإمكانها نقل إشارات المرض، ورغم أنّ الحقن البكتيرية لا تجعل المتطوعين مرضى فعليًّا، إلا أنها (الحقن) استطاعت خداع نظام المناعة في أجسامهم، فأطلق استجابة جسدية على وجود التهاب. وبعد فترة قصيرة من الوقت، بدأ أولئك الأشخاص الذين أخذوا حقن البكتيريا بالشعور بالمرض فعليًّا، وبعد حوالى ساعتين من الحقن، قام العلماء بأخذ صور فوتوغرافية لهم.
وقد تمَّ عرض جميع الصور للأشخاص المرضى والآخرين الأصحاء على 62 من الأشخاص المقيّمين والذين نظروا إلى الصورة لمدة 5 ثوانٍ. وطُلب منهم بعد ذلك تقدير ما إذا كان الشخص الذي في الصورة مريضًا أو يتمتع بصحة جيدة.
هذا واستطاع المقيّمون تحديد الغالبية العظمى من الأشخاص المرضى، 13 شخصًا من أصل 16، وذلك بفضل إشارات محددة مثل إصفرار لون الشفاه والبشرة، وانتفاخ الوجه، وارتخاء الجفون، واحمرار العينين، ولون الجلد الباهت على نحو أكثر.
وكتب مؤلفو الدراسة قائلين: “تثبت هذه النتائج أنّ الأشخاص غير المدربين، بإمكانهم تحديد الأشخاص الذين يعانون الأمراض، بالنظر إلى صورهم ببساطة لمدة بضع ثوانٍ فقط. وكانت هذه هي الفكرة السائدة أساساً من حيث أنّ البشر بمقدورهم اكتشاف إشارات المرض في مرحلة مبكّرة بعد التعرّض إلى أيّ التهاب”.
وثمّة حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة كيف يمكن للبشر استغلال هذه القدرة المتأصلة “للكشف عن إشارات المرض” لدى أقرانهم، وكيف يمكن أن تتداخل مع انفعالاتهم، مثل: القلق والخوف، والثقة والانجذاب نحو الآخرين.