حرية – (19/2/2022)
وزير الخارجية البريطاني يتهم طهران بـ’إراقة الدماء’ من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا فيما يطالب قادة عسكريون غربيون بفرض الأمن في الشرق الأوسط والخليج.
شددت كلمات المشاركين في مؤتمر حوار المنامة بالبحرين، في نسخته الـ18 السبت على التحذير من تهديدات إيران وتداعيات الحرب المندلعة في أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي وذلك بعد أيام فقط من هجوم بطائرة مسيرة استهدفت ناقلة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي واتهمت طهران بالوقوف وراءه.
وتعهّد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي خلال كلمته بالعمل مع الحلفاء “لمواجهة التهديد الإيراني”، متهما الجمهورية الإسلامية بـ”إراقة الدماء” من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.
وكانت إيران أقرّت بأنّها أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنّها أصرّت على أنها زوّدت حليفتها بها قبل غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال كليفرلي في كلمته بالمؤتمر إن “الأسلحة الإيرانية تهدّد المنطقة بأسرها”، مشيرا إلى أن “البرنامج النووي الإيراني اليوم أكثر تقدمًا من أي وقت مضى والنظام لجأ إلى بيع روسيا الطائرات المسيرة المسلحة التي تقتل المدنيين في أوكرانيا”.
وتابع وزير الخارجية البريطاني “بينما يتظاهر شعبهم ضد عقود من القمع، يريق حكام إيران الدماء والدمار عبر المنطقة (الشرق الاوسط) وفي مناطق بعيدة مثل كييف”.
وأكد أن بريطانيا عازمة على العمل “جنباً إلى جنب مع أصدقائنا لمواجهة التهديد الإيراني، ومنع تهريب الأسلحة التقليدية، ومنع النظام من امتلاك قدرة أسلحة نووية”.
وكان وزير خارجية بريطانيا يتحدث بعد يوم من تحذير رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البحرين من أن “انتشار الأسلحة” الإيرانية يشكل تهديدًا لأوروبا، ملمحة إلى مزيد من العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية.
وفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين عقوبات على أكثر من 30 من كبار المسؤولين والمنظمات الإيرانية بسبب الحملة المستمرة لقمع المتظاهرين في الجمهورية الإسلامية وتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
وحذرت طهران من رد “متناسب وحازم” على الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات الموسعة.
تعاون خليجي غربي لردع التهديدات الايرانية
وقال كليفرلي عن روسيا “لا يوجد بلد محصن من الاضطرابات التي يحدثها في الأسواق أو الأضرار التي يسببها للأمن الغذائي العالمي”.
وتابع “تتسبب حرب (فلاديمير) بوتين في المزيد من المعاناة للسوريين واليمنيين الذين كانوا يعانون بالفعل من الحرمان بسبب حالة الطوارئ الإنسانية، واللبنانيين العاديين المحاصرين في أزمة اقتصادية”.
من جانبه، لفت كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الفريق مارتين سامبسون إلى أهمية التعاون الدفاع والتكنولوجي في ضوء “الاجتياح الروسي لأوكرانيا ومحاولة فرض نظام عالمي جديد”.
وتابع “ما حصل في أوكرانيا يسمح لنا بأن ننظر في الدعم الإيراني لروسيا، والذي يهدف لتقويض الأمن والسلام في هذه المنطقة”.
ولفت أنه “في شرق آسيا توجد مشكلة أخرى، وهي كوريا الشمالية وتطويرها المستمر للأسلحة والصواريخ البالستية، وأشير هنا بأن ايران تركض نحو ذلك”، وعادة ما نفت طهران الإضرار بالمنطقة.
بدوره قال القائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، مايكل كوريلا، في كلمته بجلسة “تحديث أساليب الدفاع والتكنولوجيا الجديدة” “أصبحت المسيرات العدائية من أكثر العناصر الخطرة على الأمن”، بحسب ما نقلته صحيفة البلاد البحرينية.
وأضاف “أعداؤنا (لم يسمهم) في الشرق الأوسط يستخدمون تقنيات جديدة، وهو ما يتطلب من شركائنا هناك للتعاون معنا في المواجهة عبر ثورة الابتكارات”.
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للدفاع والأمن القومي الفرنسي، الفريق فنسنت كوزين، أنه “في ضوء حرب أوكرانيا والتهديدات الحالية، فتحديث أساليب الدفاع، تجديد لعقولنا ومسارات عملنا، وهو أمر يتطلب منا الاستفادة من الفرص التكنولوجية”، وفق الصحيفة ذاتها.
وفي جلسة بعنوان” تأثير النزعات خارج المنطقة على الشرق الأوسط”، أفاد وزير الخارجية البحريني، عبداللطيف الزياني، بـ”وضع حل سريع للحروب القائمة سواء في شأن أوكرانيا أو اليمن أو في أي نزاع آخر”.
من جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو “الاستقرار في الشرق الأوسط غاية مهمة لنا، مع وجود الكثير من النزاعات التي لم تحل مسببة الآلام للملايين”، مشيرا إلى “الدور الإيراني في هذا الشأن”، وفق الصحيفة ذاتها.
بدوره، أكد وزير الدولة في الخارجية الألمانية توبايس لندنر، أن “الاتحاد الأوروبي يقوم بالمزيد من الضغط على روسيا لإجبارها على السلام”.
وأضاف “نمارس ذات الضغوط على إيران والتي تزود روسيا بالطائرات بدون طيار للضرر بأوكرانيا، وهو ما سيدفعنا للقيام بحزمة من العقوبات على المسئولين الإيرانيين”.
ومساء الجمعة، شهدت البحرين انطلاق منتدى “حوار المنامة” الـ18، المعروفة باسم “قمة الأمن الإقليمي”، بكلمة ترحيبية بالمشاركين، على أن تختتم أعماله الأحد.