حرية – (22/11/2022)
شهدت مسابقة كأس العالم مراحل مهمة في تاريخها، وتخللتها منعرجات فارقة وقرارات مفصلية، فمن عام 1930 إلى 1970 كان الفائز يحصل على كأس جول ريميه.
أما من الفترة الممتدة من 1974 إلى 2022، فإن الفائز يحصل على كأس ذهبية تسمى كأس العالم، سنتعرف من خلال هذا المقال على مراحل تطور كأس العالم منذ بداية المسابقة إلى يومنا الحالي.
من كأس جول ريميه إلى كأس العالم
قديماً كانت الكأس تسمى “كأس جول ريميه”، أو في بعض الأحيان “كأس النصر”، نسبة إلى الفوز، وهي كأس مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب، من تصميم النحات الفرنسي أبيل لافلور، وقد نجح منتخب أوروغواي في التتويج بأول نسخة منها عام 1930.
وخلال توقف بطولة كأس العالم خلال النسختين 1942 و1946 بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، تولى “أوتورينو براسي”، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، حماية رمز كأس العالم بإخفائها في صندوق أحذية تحت سريره طوال تلك الفترة.
بلغ ارتفاع الكأس في نسختها الأولى 35 سنتيمتراً، فيما بلغ وزنها 3.8 كيلوغرام، وكانت كأس العالم الأولى تشير إلى “نايكي”، أيقونة النصر لدى اليونانيين، مع وجود قدر ذهبي ترمز إلى المنتخب المُتوج بالبطولة.
وبعد فوز منتخب البرازيل بكأس العالم 1970، احتفظ بها للأبد، وفقاً للقوانين المبرمة قبل بداية الإقصائيات، وتم وضع الكأس في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، في خزانة زجاجية مضادة للرصاص، قبل أن تتعرض للسرقة سنة 1983.
أسباب تسميتها بكأس العالم
عُرفت بطولة كأس العالم في البدايات باسم “كأس النصر”، وجرى تعديل التسمية لاحقاً لتحمل اسم مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، جول ريميه، تكريماً له، باعتباره الأب الروحي للبطولة، والعامل على تحويل الفكرة إلى حقيقة.
كانت “كأس النصر” مصنوعة من الفضة ومطليّة بالذهب، وذات قاعدة زرقاء من اللازورد، وتشبه إله النصر عند اليونانيين، والمعروف باسم “نايكي”، احتفظت البرازيل بكأس جول ريميه للأبد، وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تصميم كأس جديدة سُميت بكأس العالم.
بعد احتفاظ البرازيل بكأس العالم “جول ريميه” قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم صناعة كأس بديلة، ليتلقى 53 عرضاً من فنانين ونحاتين من 7 دول مختلفة، قبل أن يقع الاختيار على النحات الإيطالي “سيلفيو غازانيجا”، العامل في شركة “لبيرتوني” لصناعة الميداليات.
نجح النحات الإيطالي سيلفيو غازانيجا في تصميم الشكل الحالي لكأس العالم، حيث قدم في 1973 مجسمين للفيفا قُبل أحدهما، وهو الشكل الحالي لكأس العالم، التي صنعت من الذهب بعيار 18 ووزن 6.142 كيلوغرام، وارتفاع يبلغ 36.8 سنتيمترا.
وأصبحت صناعة كأس العالم تعيش مراحل مختلفة من حيث القيمة المالية، حيث وصلت تكلفة النسخة الأولى التي صنعها غازانيجا إلى ما يصل لنحو 50 ألف دولار أمريكي، بينما تُقدر تكلفة صناعة الكأس الحالية وقيمتها بما يزيد على 10 ملايين دولار.
كأس العالم وأهم المواصفات
حسب موقع “bullionbypost”، تتكون كأس العالم من قاعدة قطرها 13 سنتيمتراً، مكتوب عليها كأس العالم لكرة القدم، والمحتوية على طبقتين من المرمر، ويقول الخبراء إن الكأس مجوفة ولكنها متينة، لأنها إذا كانت مصمتة فسيكون وزنها من 70-80 كيلوغراماً، وستكون ثقيلة جداً للحمل.
كان “فرانز بيكنباور” أول من رفع الكأس الجديدة عام 1974، بصفته قائداً لمنتخب ألمانيا الغربية، الذي فاز في النهائي على هولندا بهدفين لهدف، وكان المنتخب المتوج يحتفظ بالكأس بحوزته طوال 4 سنوات.
ولكن منذ نسخة 2010 قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم منح المنتخب الفائز نسخة مقلدة، وأودعت النسخة الأصلية في متحف الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية، إلا أن الاتحاد الدولي يوكل، بين كل نسختين من المونديال، آل برتوني وخبراءه مهمة إعادة الكأس إلى رونقها.