حرية – (23/11/2022)
بدأ باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تجربة مشروع “الخلود المعزز” على 25 شخصاً تقدموا للمشاركة في اختبار التقنية الجديدة التي تستخدم فيها البصمات الرقمية للمشاركين لإنشاء نسخة ذكاء اصطناعي منهم يمكن أن تبقى محفوظة حتى بعد وفاتهم، بحسب ما قالته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
تضمنت قائمة المتقدمين للمشروع شباباً يتطلعون إلى بناء إرث دائم لهم، وآخرين يعانون الإصابة بمرض عضال ويريدون ترك ذكرى منهم لأحبابهم، أما أحدهم فهو رئيس تنفيذي يأمل أن يستمر في مراقبة مجلس إدارة شركته بعد وفاته، وقد اجتمع هؤلاء ليكونوا أول المجرِّبين لتقنية “الخلود الرقمي”.
قال حسين رهناما، أستاذ علم الحاسوب والباحث بجامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه بدأ مشروع “الخلود المعزز” لعدة أسباب، أبرزها اعتقاده أن هذه التكنولوجيا، التي تصورتها أفلام الخيال العلمي منذ أمد طويل، يمكن أن تكون متاحة لنا قريباً.
أراد رهناما في البداية أن يعتمد على البيانات التي يتركها الناس عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقام افتراضه الأوليّ على تدريب أجهزة ذكاء اصطناعي لمحاكاة أصحاب البيانات بالقدر الممكن. وأوضح ذلك بالقول: “كانت فكرتي في البداية أن نجعل الذكاء الاصطناعي يحاكي استجابة الفرد محاكاة تامة”.
سعت التجربة الأولى إلى فحص الخطوات المطلوبة لإنشاء بروتوكولات لمشاركة البيانات وتصنيفها واستخدامها بانضباط بعد وفاة المشاركين، أو حتى أثناء حياتهم. وقال رهناما: “على سبيل المثال، هل يمكن استنساخ المعرفة المتوافرة لدى المحترفين ذوي الخبرة؟ هل يمكن للناس البحث عن المشورة القانونية لدى النسخة الرقمية لمحامٍ مشهور؟ كانت الغاية المرجوة تخزين خرائط رقمية لقواعد المعرفة هذه”.
وقال رهناما: “لقد عملت مع رئيس تنفيذي معروف لواحدة من أكبر 500 شركة في العالم، وقد كان هو مؤسس الشركة، وبلغ الثمانينيات من عمره، ويريد أن يترك إرثاً لفريقه التنفيذي وهذا المشروع”.
اتفق رهناما والرئيس التنفيذي للشركة المعروفة على أن الاكتفاء بترك بعض وسائل النصيحة والمشورة في قرارات معينة لمن بعده ليس أمراً عملياً ولا مطلوباً، “فالنسخة الرمزية للمدير التنفيذي لم تكن لتخبر الناس حقاً بما يجب عليهم فعله، وكان أقصى ما ستفعله الإدلاء بآراء الإيجاب أو الرفض، أو المشورة بوجهة نظر معينة”.
على الرغم مما أثاره مشروع تخليد الوعي رقمياً من أسئلة حول صلاحيته الأخلاقية، فإن رهناما يقول إنه “بدأ في تلقي رسائل بريد إلكتروني كثيرة من أشخاص متنوعين، وقد أبدوا اهتمامهم بحفظ خريطة لمعارفهم وخبراتهم؛ لتركها إرثاً لأحبابهم. وبعضهم كان يعاني الإصابة بمرض عضال، وأكثرهم كان لديه شخص في حياتهم تجمعهم به رابطة عاطفية وثيقة، وغالباً ما يكون هذا [التقدم للمشروع] طلباً من الشخص المحبوب”.
وفي معرض بيانه لجدوى المشروع، تساءل رهناما: “هل الأنسب إنشاء نسخة رمزية أو روبوت محادثة؟ أيهما أكثر راحة وأقل إزعاجاً”، ويقول إن المشاركين أدركوا عموماً أن من المبالغة في الطموح الظن بأن بصمة المشاركين على وسائل التواصل الاجتماعي، مهما كان حجمها، ستقدم البيانات الكافية لإنشاء نسخة أخرى من الشخص، لكن هذا لا يعني أنها لم تكن مفيدة.
لخَّص رهناما ما بلغه المشروع بالقول: “لا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي أوشك على بلوغ التمثيل الحقيقي لحدسنا وأفكارنا وسلوكنا الاجتماعي وميولنا، لكنه وصل إلى درجة يمكن بها إتاحة لمحة عن هذه الميول والموروثات العاطفية… ونحن نرى أن الأمر يمكن تقديمه في صورة تفاعلية وجذابة للغاية”.