حرية – (24/11/2022)
قررت السلطات العراقية نقل المتحولة جنسيا المثيرة للجدل جوجو دعارة الى سجن للرجال ببغداد، في خطوة مفاجئة تأتي بعد ثلاثة أشهر على اعتقالها بتهمة ابتزاز سياسيين وشخصيات نافذة واعلامية، فضلا عن ادارة شبكة للرذيلة.
وقال تقرير الثلاثاء، ان السلطات قررت الاثنين نقل جوجو دعارة من سجن مخصص للنساء في العاصمة العراقية بغداد إلى سجن للرجال، رغم انها تعتبر نفسها أنثى منذ خضوعها لعمليات تحويل للجنس اكسبتها مظهر وصوت النساء.
ونقل التقرير الذي اورده موقع “الحل نت” عن مصادر قولها ان جوجو دعارة قامت بكل العمليات المتطلبة لإجراء العبور الجتسي، ولم يتبق لها سوى تغيير عضوها التناسلي من ذكري إلى أنثوي، وما بين كل عملية وأخرى يجب أن تأخذ العابرة فترة من الراحة”.
واوضح المصدر ان الجهات المختصة أجرت فحوصات تبين من خلالها ان جوجو دعارة لا تزال تمتلك عضوا تناسليا ذكريا ولم تصل بعد الى مرحلة تحويره الى عضو تناسلي أنثوي. وعلى هذا الأساس، اتخذت السلطات قرار نقلها إلى سجن للرجال بحسب ما يقتضيه القانون.
استدراج واعتقال جوجو دعارة
وجوجو دعارة كانت تحمل قبل التحول اسم عبدالله عبد الأمير، وهو من مواليد عام 1991، وغادر الى الولايات المتحدة عام 2013.
وعرفت جوجو دعارة عبر منصات التواصل بنشر مقاطع مصورة تتسم بالاباحية السافرة والمفرطة، وبالعبارات والشتائم النابية التي تستهدف شخصيات سياسية وعامة وفنية في العراق.
وغداة اعتقالها عقب قدومها الى العراق قبل نحو ثلاثة اشهر، اعلن مصدر أمني ان “هذه الفتاة التي تعيش في الولايات المتحدة وهي من أصول عراقية، تدير شبكة ابتزاز ودعارة داخل العراق”.
واضاف انها اعتقلت بتهمة ابتزاز “سياسيين وإعلاميين ومشاهير وشخصيات معروفة”، مشيرا الى انها “تقاضت منهم أموالا طائلة على مدى السنوات الماضية”.
وكشف المصدر عن ان “السلطات العراقية استدرجتها من الولايات المتحدة بحجة اللقاء بأحد ضحاياها قبل أن تقبض عليها في فندق المنصور وسط بغداد” بحسب ما تنقله عنه وكالة “روسيا اليوم”.
مقابلة جوجو دعارة الغامضة
والاسبوع الماضي، عادت جوجو دعارة الى الاضواء بعدما قيل عن ضغوط اجبرت قناة عراقية عن التراجع عن بث مقابلة أجرتها معها داخل السجن وكشفت فيها عن طموحها لتولي رئاسة البلاد.
وكانت قناة “الشرقية” بثت عبر صفحاتها في منصات التواصل يوم 28 حزيران/يونيو الماضي، مقتطفات مصورة لمقابلة اجرتها مع جوجو دعارة من داخل السجن ضمن برنامج “كلام الناس” الذي يقدمه الاعلامي علي الخالدي.
لكن القناة لم تلبث ان حذفت المقتطفات وتراجعت عن بث الحلقة دون ان تقدم اي توضيح.
لكن القناة لم تلبث ان حذفت المقتطفات وتراجعت عن بث الحلقة دون ان تقدم اي توضيح.
وفتح هذا التراجع الكثير من التكهنات، حيث ردد البعض في وسائل التواصل انه جاء بطلب من هيئة الاعلام والاتصالات بسبب ذكر جوجو دعارة فضائح شخصيات دينية وسياسية استطاعت ايقاعها في حبائل شبكة الدعارة التي تديرها.
لا بل ذهب بعض اخر الى حد القول ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي طلب شخصيا من القناة وقف بث المقابلة.
ولا تزال التكهنات تتزايد في ظل عدم صدور رد او موقف رسمي سواء من الحكومة او القناة يفسر سبب عدم بث المقابلة.
في مقتطفات المقابلة، قالت جوجو دعارة انها تتمنى لو تصبح رئيسة للعراق، كما انتقدت بشدة الشخصيات السياسية في البلاد.
وأيضا لم توفر مقدم البرنامج علي الخالدي من عباراتها الحادة والهجومية.
وفي اجابة على سؤال حول سبب تناولها اسماء تتصدر المشهد السياسي وتطال نحوم الفن والمجتمع، قالت جوجو دعارة “انا اكره كل السياسيين في العراق. انا حرة”، مضيفة أن “اي شخص لا يعجبني اتكلم ضده”.
وحول قرارها العودة الى العراق رغم علمها ان لها اعداء كثرا بسبب مواقفها وتشهيرها بهم، قالت جوجو دعارة “هذا بلدي. غصبا عن اكبر شارب ادخل الى العراق”. واضافت “ليحصل ما يحصل.. انا لا اخشى من احد”.
وحين سألها المقدم عن سبب زيارتها للبصرة عقب وصولها الى العراق، حيث يتردد ان اصولها تعود الى هذه المدينة في جنوب البلاد، اجابته بحدة قائلة “العراق ليس ملكا لمن خلفوك حتى تسألني هذا السؤال”.
جوجو دعارة “لا تحمل جنسية أميركية”
بحسب تقرير نشرته صحيفة “الزمان” العراقية، فان جوجو دعارة ليس لديها جنسية أميركية كما يشاع، بل مجرد جواز عراقي منتهي الصلاحية منذ العام الماضي.
واضافت الصحيفة انها وصلت جوا من تركيا الى اربيل في اقليم كردستان شمالي البلاد بجواز سفر عراقي.
وكانت جوجو دعارة غادرت العراق الى الولايات المتحدة عام 2013، حيث خضعت لعملية تحويل جنس، بحسب الصحيفة التي قالت ان القبض عليها في العراق جاء على خلفية “شكوى عرضية قدمها صاحب مطعم وبدلالة شخص آخر صاحب مول ملابس بسبب قيامها بمهاجمة المطعم وكذلك صاحب المول”.
ونقلت عن مصدر امني ان شرطة النجدة التي حضرت الى المطعم عقب شكوى صاحبه هي من القى القبض على جوجو دعارة، نافيا ما تردد حول انه جرى استدراجها الى داخل البلاد من اجل اعتقالها.
واوضح المصدر ان “القضية بعيدة كل البعد عن الاستدراج وهذا التهويل والتاويل الذي تتناقله مواقع التواصل”.
اعترافات جوجو دعارة الصادمة
لدى اعتقالها، كانت جميع الاطراف لا تعلم بالاسم الذي تتحرك به جوجو دعارة، وهو انجلينا نيكول سابا، والتي كان بحوزتها اجازة سوق امريكية مزورة.
وقال المصدر انه عندما تم التعرف على شخصية جوجو دعارة، بدأ ضحاياها بالتوافد الى مكتب مكافحة الأجرام لتقديم شكاوى بحقها، مشيرا الى ان عدد الشكاوى بلغ سبعا خلال اول يوم من توقيفها.
ومضى المصدر الى القول انه “جرى التحقيق مع المتهم المدعو جوجو، حيث طرح عليه بعض الاسئلة بشأن عمليات الابتزاز التي يمارسها بحق المسؤولين والفنانيين والصحفيين وبعض رجال الأعمال المعروفين، حيث اكد انه تلقى مبالغ طائلة عن كل منشور من قبل المتضررين، ولاسيما علاقات النساء مع المسؤوليين ورجال الاعمال”.
واضاف المصدر انها ادعت خلال التحقيق بارتباطها بعلاقات مع “بعض النواب الذين استخدموها لابتزاز مسـؤولين في الدولة”.
وكانت معلومات تحدثت عن ان نشاط جوجو دعارة لا يتوقف على ما تبثه من فيديوهات عبر منصات التواصل، بل تجاوزه الى ادارتها شبكة دعارة كبرى ترتبط بشخصيات نافذة بينها رجال أعمال واعلاميون وفنانون.
بل ان الشيخ عداي الغريري، وهو احد رجال الدين السنة البارزين تحدث عن ان اجهزة الامن عثرت في هاتف جوجو دعارة على صور وارقام “معممين” في اشارة الى رجال الدين السنة والشيعة.
ومع ذلك الضجيج المتصاعد وتدفق الروايات المختلفة والعديدة، يغيب الموقف الحكومي عن تأكيد او نفي حقيقة ما يجري وطبيعة الاتهامات ومدى خطورة الشخص المعتقل.