حرية – (4/12/2022)
قالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا، السبت الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، إنها اعتقلت “رجل أعمال روسياً ثرياً” للاشتباه في تورطه بغسل أموال وجرائم أخرى في إطار حملة على أثرياء فاسدين.
وأضافت الوكالة أن الرجل الذي لم تكشف عن هويته ويبلغ من العمر (58 سنة) من بين ثلاثة آخرين اعتقلهم ضباط من وحدة مكافحة الفساد، الخميس، في مبنى سكني بلندن.
وأوضحت الوكالة أن رجل الأعمال الروسي اعتقل للاشتباه في تورطه بغسل أموال والتآمر للاحتيال على وزارة الداخلية والتآمر لارتكاب جريمة شهادة الزور.
وأوقف رجل يبلغ من العمر (35 سنة) في المبنى بعد أن شوهد وهو يغادر وفي حوزته حقيبة بها آلاف الجنيهات الاسترلينية، وقالت الشرطة إن ثالثاً (39 سنة) على صلة برجل الأعمال اعتقل أيضاً من المبنى وأطلق سراح الثلاثة بكفالة.
وقال المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة غرايم بيغار إن وحدة مكافحة الفساد التي أنشئت في وقت سابق من هذا العام للتصدي لمحاولات التهرب من العقوبات ومكافحة النخبة الفاسدة كان لها تأثير كبير في النشاط الإجرامي لأثرياء روس ومحترفين يسهلون الخدمات لهم وأولئك المرتبطين بالحكومة الروسية.
وأضاف بيغار في بيان، “سنواصل استخدام كل السلطات والأدوات المتاحة لنا للتصدي لهذا التهديد”.
وفرضت بريطانيا حتى الآن عقوبات على أكثر من 1200 فرد وما يزيد على 120 كياناً في أعقاب الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا.
استهداف الأثرياء الروس
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا استهدفت الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى أموال وثروات ويخوت والطائرات الخاصة والمنازل الفاخرة لأغنياء روسيا المقربين من السلطة في موسكو، خصوصاً من “الأوليغارشية” بهدف معاقبتهم على ولائهم المستمر للرئيس فلاديمير بوتين على أمل أن يؤدي سحب دعمهم هذا إلى إضعافه أو إقصائه عن الحكم.
ووضع الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من القادة الأوروبيين والغربيين أنظارهم على فاحشي الثراء في روسيا “الأوليغارشية” وبحثوا دوماً عن طرق جديدة لمعاقبة بوتين وأولئك الذين مكنوه واستفادوا من حكمه لشن الحرب ضد أوكرانيا.
وتعرف الأوليغارشية، أو الأوليغاركية باليونانية، بأنها حكم الأقلية، وبحسب الموسوعة البريطانية، فإن مفهوم الأوليغارشية يشير إلى حكومة أقلية ذات سلطات استبدادية تمارسها مجموعة صغيرة لأغراض فاسدة أو أنانية، وحينما تتكون من مجموعة تمارس سلطاتها من خلال ثرواتها، فإنها تعرف باسم بلوتقراطيات.
البحث عن ملاذات
مع العقوبات الغربية المتزايدة يوماً بعد آخر على موسكو يحاول الأثرياء الروس تحويل بعض ثرواتهم من أوروبا إلى الإمارات، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مالية وقانونية في مارس (آذار) الماضي.
وأوردت الوكالة عن مسؤولين تنفيذيين ومصادر مالية أن شركات العملات الرقمية في الإمارات تستقبل طلبات كثيرة لتسييل عملات مشفرة بمليارات الدولارات في إطار بحث الروس عن ملاذ آمن لثرواتهم.
وقالت المصادر إن بعض العملاء يستخدمون العملات الرقمية في الاستثمار في العقارات بالإمارات، بينما يريد آخرون استعمالها لتحويل ثرواتهم الافتراضية إلى عملة صعبة وإخفائها، وفق وكالة “رويترز”.
وتزيد العملات المشفرة من تعقيد الجهود المبذولة لفرض العقوبات، فهي تلتف حول المؤسسات المالية التقليدية وتمنح المجرمين والمشتبه في ارتكابهم مخالفات طرقاً جديدة لإخفاء المصادر غير المشروعة للأموال، بحسب وكالة “بلومبيرغ”.
وعام 2018، استحدثت الإمارات برنامج تأشيرة ذهبية يمنح حاملها إقامة لمدة 10 أعوام في البلد وذلك للمستثمرين والمهنيين.
وتقدر ثروات الأوليغارش (الأثرياء) الروس بمليارات الدولارات ويصنفون ضمن أثرى أثرياء العالم، ووفقاً لمؤشر “بلومبيرغ” لأغنياء العالم، تكبد عدد منهم خسائر بالمليارات على أساس سنوي نتيجة العقوبات الغربية.