حرية – (14/12/2022)
أهدى “كورال حنين” القادم من مدينة صافيتا السورية إلى أوبرا دمشق أمسيته لروحي الفنانة ميادة بسيليس وقائد كورالات لونا الراحل حسام الدين بريمو، إذ جاءت الأعمال المقدمة بمثابة استذكارات لبصمة هذين الفنانين اللذين أغنيا الساحة الموسيقية السورية بالكثير من آثار الجمال.
بدأ الحفل بالتأكيد على أن ليس الراحلين هم الموتى، بل هناك الكثيرون منهم يعيشون بيننا، من خلال ترنيمة “صمتاً صمتاً.. كم من موتى.. لا يزالون بيننا يحيون.. يعيشون كأنهم موتى؟!”، وهي من ألحان سمير كويفاتي، وأداها كورال حنين بالاعتماد على هارموني أخَّاذ للأصوات الأربعة (ألتو، سوبرانو، باص، تينور) يوازن بين خصائص الصوت واستجداء الصمت.
تبع ذلك مجموعة ترانيم ميلادية خرجت بالمستمعين من مهابة الأحزان إلى حيوية الفرح، التي ظهرت من خلال تعزيز طاقة حناجر أفراد الكورال الذين تجاوزوا الأربعين بين ذكور وإناث، والتلوين بأصواتهم ومدياتها لمزيد من البهجة في أداء تلك الترانيم باللغة الإنجليزية.
اتجاه آخر في الأمسية تحقق بأغنية “يللي عيونه دوبوني” لعمرو دياب بما فيها من حيوية شفيفة، استمرت بعودة الأصوات الذكورية إلى الصالة، للمشاركة في أداء بعض الأغنيات الإنجليزية ومنها “دادي كوول”.
“يا ساكن العالي” الأغنية الفيروزية أعادت الكورال إلى نمط مغاير من الشَّجن والتضرعات والرغبة بالتحرر والانعتاق وامتلاك السلام، هنا برزت الأصوات النسائية باتزانها وتم التركيز على تعبيرية الأداء، في تدرجاتها من أقسى درجات القهر إلى أعلى مستويات الأمل.
وعلى المنوال نفسه أنشدت سيدات حنين ترنيمة “أراك إلهي أراك.. بما صنعته يداك.. فأنشدك فيك المنى يا إلهي.. ويملأ قلبي السلام”.
مزيد من الحيوية تحققت في أغنية “الله كبير” للسيدة فيروز وألحان زياد الرحباني، التي قدَّمها الكورال بتوزيع جديد، لينتقل بعدها إلى “يا قاتلي بالهجر بالله كيف قتلتني” مع تفريدات لبزق رأفت بو حمدان وإيقاع محمد شحادة، حققت خصوصية عالية لتمكُّن العازفَين من تعزيز المناخات الموسيقية، التي استمرت في أغنيتي “حنين” و”بلا رفيق” للراحلة ميادة بسيليس.
الأمسية التي استمرت لساعة من الزمن بقيادة المايسترو ماهر رومية، كانت زاخرة بالحنين إلى “الكثير من الجَمال، وإلى كل الذين فاجأونا برحيلهم وتركوا أثراً كبيراً في قلوبنا”.
يدخل بيانو ماريو بطرس كداعم أساسي للتوزيع الصوتي الجديد الذي حققه الكورال لأغنية “ما حدا بيسأل عني.. بسأل على حالي” من ألحان سمير كويفاتي، وبالمثل استمر التصعيد الدرامي في “يا حبيبي كلما هب الهوى” بإيقاعه السماعي الثقيل ومقامه الأثير على الأسماع، وكأن الحنين الذي أراده الكورال الصافتلي هو مزيج من مجموعة كبيرة الاستذكارات التي لا تتوقف عند نمط غنائي واحد.
أما الأغنية التي حملت عنوان الحفل “مشتاقة شوفك” فاشتغلتها الأصوات النسائية بتقنية صوتية مميزة، بحيث كانت الأصوات تدعم الآلات الموسيقية بما فيها غيتار بيس أحمد داوود، وتواصل الوصلة المميزة بأغنية “يا ضيعانو” بما فيها من نكهة ساخرة حققتها ألحان زياد الرحباني، وتمكن الكورال من التقاط المعنى المميز الكامن في اللحن الذي توَّجه أداء البزق والإيقاع.
اتجاه آخر في الأمسية تحقق بأغنية “يللي عيونه دوبوني” لعمرو دياب بما فيها من حيوية شفيفة، استمرت بعودة الأصوات الذكورية إلى الصالة، للمشاركة في أداء بعض الأغنيات الإنجليزية ومنها “دادي كوول”.
هذه الأمسية التي استمرت لساعة من الزمن بقيادة المايسترو ماهر رومية، كانت زاخرة بالحنين إلى “الكثير من الجَمال، وإلى كل الذين فاجأونا برحيلهم وتركوا أثراً كبيراً في قلوبنا”، كما عبَّرت مديرة الكورال نهى بشور.