حرية – (20/12/2022)
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تبتلع بيلاروس، داعياً إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع هذا البلد الحليف إثر محادثات مع نظيره ألكسندر لوكاشينكو تلت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف تسبب في انقطاع التيار الكهربائي. وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي في مينسك، “لا مصلحة لروسيا في ابتلاع أي من كان. هذا بكل بساطة لا معنى له”. وأعلن عن اتفاق توصل إليه الزعيمان خلال هذه المحادثات “الأساسية” لتعزيز تعاونهما في “كل الميادين”، لا سيما في قطاع الدفاع. ولفت إلى “إجراءات مشتركة لضمان” أمن البلدين و”تبادل شحنات أسلحة”، فضلاً عن تصنيع مشترك للأسلحة.
كذلك، ستواصل روسيا تدريب جنود بيلاروس على قيادة طائرات بيلاروسية سوفياتية التصميم قادرة على حمل قنابل نووية، وفق المصدر نفسه.
من جهته، قال لوكاشينكو، “هل نستطيع حماية استقلالنا بمفردنا من دون روسيا؟ كلا”. وأضاف أن “روسيا تستطيع الاستغناء عنا، ولكننا لا نستطيع الاستغناء عنها. وإذا اعتقد أحد أنه قادر على أن يفصل بيننا اليوم فلن ينجح في ذلك”. وتابع لوكاشينكو، “الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي”.
طائرات مسيرة
وجاءت زيارة بوتين إلى مينسك برفقة وزيري الدفاع سيرغي شويغو، والخارجية سيرغي لافروف، بعد ساعات من إطلاق القوات الروسية سرباً من الطائرات المسيرة الهجومية على بنى تحتية حيوية في كييف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في نحو 12 منطقة.
ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى توطيد أسس التكامل مع بيلاروس التي تعول على موسكو للحصول على قروض ونفط بأسعار مخفضة.
وقبيل زيارة الرئيس الروسي تنامت التكهنات حول نيته الضغط على لوكاشينكو لإرسال قوات إلى أوكرانيا كي تقاتل إلى جانب القوات الروسية التي تكبدت سلسلة من الانتكاسات خلال نحو 10 أشهر من القتال. ونفى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يكون بوتين قد خطط لزيارة بيلاروس لإقناع مينسك بالمشاركة في النزاع في أوكرانيا، قائلاً إن هذه المزاعم “غبية” و”بلا أساس”.
“اعتداء آخر”
في هذا الوقت، قال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي نايف إنه يعتقد أن المحادثات ستتناول “اعتداءً آخر على أوكرانيا والمشاركة الأوسع نطاقاً للقوات المسلحة في بيلاروس في العملية على أوكرانيا، وبالتحديد، في رأينا، في الميدان أيضاً”.
وتخشى المعارضة السياسية في بيلاروس، التي زج بمعظمها في السجون أو أجبرت على النفي أو السكوت، من ضم روسيا أجزاءً من بلادهم التي تضررت هي الأخرى بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية الشاملة. ورفض كل من بوتين ولوكاشينكو هذه الفكرة.
مسيرات
وأتت الهجمات بمسيرات، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص في ضواحي كييف، في وقت أعلنت فيه روسيا أنها أسقطت أربعة صواريخ أميركية الصنع في سماء منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، وهذا الإعلان هو الأول من نوعه خلال نحو 10 أشهر من القتال.
وقالت الدفاعات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 30 مركبة جوية قتالية، بما فيها طائرات “شاهد”، المسيرة إيرانية الصنع التي استهدفت العاصمة في الأسابيع الأخيرة. وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو وقوع “انفجارات” في منطقتي سولوميانسكي وشفتشنكيفسكي بالعاصمة. وكشف عن أن “أضراراً” لحقت بمرافق مهمة للبنى التحتية، لكن من دون ورود تقارير عن وقوع إصابات. وأعلنت الشركة المشغلة للطاقة في أوكرانيا عن تقنين الكهرباء في العاصمة في أعقاب الهجوم.
الحرب الدائرة
وسط هذه الأجواء أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدم تفاؤل بإمكان أن تنتهي الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا قريباً، لكنه أمل أن تنتهي العام المقبل. وقال في مؤتمره الصحافي السنوي لنهاية العام في نيويورك، “لست متفائلاً بإمكان عقد محادثات سلام في المستقبل القريب”، مضيفاً، “أعتقد أن المواجهة العسكرية ستستمر”. وتابع “أعتقد أن علينا أن ننتظر (حلول) لحظة تكون فيها المفاوضات الجدية من أجل السلام ممكنة”، لافتاً إلى أنه لا يرى مؤشرات تدل على مفاوضات من هذا النوع “في الأفق” الراهن.
“التداعيات”
وعدد الأمين العام “التداعيات” على الشعب الأوكراني والمجتمع الروسي والاقتصاد العالمي الذي يشهد ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية وموارد الطاقة من جراء الحرب، معتبراً أن الأزمة ستستمر ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، مشدداً على أن “هذه كلها أسباب تدفعنا لبذل كل ما أمكن من جهود من أجل التوصل إلى سلام قبل نهاية عام 2023”.