حرية – (24/12/2022)
في الماضي عاشت النساء في وئام مع الطبيعة. إننا نولي اهتمامًا بحدسنا ونضمن توازن الطاقات الذكورية والأنثوية في أعماق ذواتنا. ومع ذلك فقد طغت السلطة الأبوية على قوّة النساء الأنثوية، وتركت هذه الهيمنة تأثيرًا كبيرًا على المرأة.
في الواقع كانت تكلفة الأذى عند النساء بسبب أنوثتهن باهظة للغاية. لحسن الحظ لا يزال من الممكن مداواة جراح المؤنث المقدس، وإشعاع النور وإيجاد هذه الحرية الداخلية. هل تريدين أن تشفي أنوثتك المقدسة؟ هل تريدين إصلاح هذا الارتباط بطاقتك الأنثوية وقوتك الداخلية؟
ما هو المؤنث الروحي؟
من الصعب الاكتفاء بتعابير بسيطة لوصف ما هي الأنوثة الروحية. فهي في الواقع مفهوم أبعد بكثير مما يرسمه خيالنا.
المؤنث الروحي المقدس يرمز إلى ارتباطنا بمصدر الحياة. إنه إبداع، وجوهر، وقوّة داخلية تتمتع بِبعد رباني.
يحررنا المؤنث الروحي الإلهي من كل مشاعر التنافس والوحشية وحتى من المقارنة
في الواقع هذه هي القدرة التي يحتاجها البشر، ولا سيما النساء، لإعادة جسر الاتصال بطاقتهنّ الداخلية، بِجَوهرهنّ الأنثوي. هذه القوة هي التي تجعل المرأة حرّة في التألق بحبها وجمالها الداخلي وحنانها وتعاطفها.
ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع lesmotspositifs فإنه بفضل هذه الطاقة الأنثوية الكامنة تملك المرأة القدرة على الازدهار وتحقيق ذاتها. بمعنى آخر فهي تعيش لنفسها وليس لإرضاء الآخرين فقط. يمكنها الاستفادة الكاملة من وجودها دون السماح لنفسها بالتأثر بنظرة العالم الخارجي إليها أو جعل هذه النظرة تهيمن عليها.
كما أنّ الطاقة الأنثوية الإلهية هي جزء من حياتك الذي يتناغم مع الطاقة الذكورية الإلهية. الالتزام تجاه المؤنث الروحي يعني النجاح في إيجاد التوازن المثالي داخل توأم روحك. على سبيل المثال اصغي إلى نفسك قبل أن تتصرفي، واتبعي حدسك، ودعي انفعالاتك ترشدك، وارخي القبضة.
باختصار يحررنا المؤنث الروحي الإلهي من كل مشاعر التنافس والوحشية وحتى من المقارنة.
ماذا يمثل المؤنث الروحي الجريح؟
بينما تتأثر الهُوية الحقيقية للمرأة بِثقل المجتمع الحديث والنظام الأبوي فإنّ طاقتها الأنثوية تتأثر أيضًا. المؤنث الروحي هنا يصبح مجردًا من سلطته، وقوته وارتباطه بالطبيعة.
عندما تلعبين أدوارًا ليست لك، أو عندما تقمعين احتياجاتك الخاصة، أو رغباتك على حساب الآخرين فإنك تقلصين أنوثتك الروحية بشكل مؤلم
بمعنى آخر يتم إضعاف هذه القوة الداخلية بشدة. وهذا يدمر قوة الترحيب عند المرأة، والتعاطف، وحب الذات، والاستماع، والحنان، والشفاء، والعديد من الصفات المتأصلة في الأنثى الروحية التي يفتقر إليها العالم حاليًا.
تواجه النساء اليوم عقبات كثيرة في طريق تحررهنّ، بالإضافة إلى الاعتبارات العديدة المرتبطة والمحيطة بجمالها، كما عليها أيضًا أن تخضع لأيديولوجية أبوية تقليدية.
ولا شك أنّ هذا الشكل من القهر والتهميش لا يخلو من التأثير السلبي على قوتها الداخلية.
لذلك، لكي تولد المرأة من جديد، لإعادة الاتصال بطاقتها الأنثوية، ولشفاء المؤنث الروحي في داخلها، من الضروري أن تنجح في إعادة تجسيد جوهرها الأنثوي المخفي الكامن في أعماق كيانها.
كيف تشفين أنوثتك الروحية؟
لكي تشفي أنوثتك الروحية التي وهبها إياك الخالق، عليك أوّلاً أن تدركي جروحك. هذه هي الخطوة الأولى نحو التحول، وهو تحول عميق حقًا. بناءً على هذا الوعي ستتمكنين من العثور على الوسائل اللازمة لعلاج ما يمنعك من بناء حياة أصيلة وصحية وبسيطة.
أن تعيشي في انسجام مع أنوثتك الروحية يعني أن تجدي الطريق الذي يساهم في نجاحك في الحياة. وذلك من خلال ثلاث ركائز أساسية، وهي الحب والحكمة والإبداع.
جروح المؤنث الروحية
هناك العديد من أنواع الصدمات التي تمنعك من الوصول إلى إمكاناتك أو من العيش حياة أصيلة أو الازدهار على المستوى الشخصي والمهني.
الانفصال عن انفعالاتك
الانفعالات طاقات قوية تنشط كل واحد منا. من المستحيل إعادة جسر التواصل مع طبيعتك الأنثوية إذا كنت تقمعين انفعالاتك أو مشاعرك أو أحاسيسك العفوية في كل مرة.
إن شفاء المؤنث الروحي هو قبول انفعالاتك والتعبير عنها. إن التفاعل مع انفعالاتنا سلاح، وقوة إضافية لإعادة تشكيل كياننا، وفهم الواقع الذي يحيط بنا واستخلاص الدروس والعبر.
بالإضافة إلى ذلك لا بد من تطوير قدرتك على الاستماع والإصغاء إلى ذاتك التي يجب أن تثقي فيها، ومن أن تفسحي المجال لها في أحكامك وتصرفاتك.
فقدان احترام الذات
عندما تلعبين أدوارًا ليست لك، أو عندما تقمعين احتياجاتك الخاصة، أو رغباتك على حساب الآخرين، فإنك تقلصين أنوثتك الروحية بشكل مؤلم.
في الواقع لا يتعلق الأمر باحترام معايير النجاح أو الجمال التي يفرضها المجتمع علينا. بدلاً من ذلك من المهم أن نتعلم كيف نحب أنفسنا على الرغم من عُقدنا النفسية واختلافاتنا في الطبع وفي الرأي.
بالطبع ينقل المؤنث الروحي ويبعث صفة الترحيب والقبول. لكن من المهم أن تعرف المرأة قيمتها وأن تفتخر بها وأن تعيش وفقًا لها.
التحكم في الذات
إن أحد جروح المؤنث الروحي هو الرغبة الملحة الدائمة في التماس أفكارنا، وسرد أحداث الماضي في كل مرة، وحتى إسقاط أنفسنا في المستقبل، دون أخذ الوقت الكافي لتذوق مباهج حاضر الذات الآنية.
سواء تعلق الأمر بدورة القمر أو الفصول أو الدورة الشهرية فإنّ الحالات المختلفة التي تمدنا بالطاقة تعتمد على تواتر هذه الدورات، أي تواليها وتتبعها
لتضميد هذا الجرح، يجب على المرأة أن تكتشف لحظات الفرح الخاصة بها، وتستمتع باللحظة، وأن تدع الحياة تحرر نفسها.
تجاهل تقلبات الطبع الدورية
سواء تعلق الأمر بدورة القمر أو الفصول أو الدورة الشهرية، فإنّ الحالات المختلفة التي تمدنا بالطاقة تعتمد على تواتر هذه الدورات، أي تواليها وتتبعها. وهكذا فإنّ المرأة التي ترتبط بأنوثتها الفطرية هي التي تهتم بهذه الدورات المختلفة لكي تنسجم مع الاهتزازات التي تحيط بها.
بالإضافة إلى ذلك تربط دورة المرأة الشهرية بالطبيعة، فتتطور بوتيرتها الطبيعية. فإن تعلمت المرأة كيف تفهم دورتها وتتماثلها، والتحدث عنها لشريكها، فلن يسمح لها ذلك باكتشاف نفسها وفهم مكانتها وحسب، ولكن أيضًا بتحقيق المزيد من الوئام والتصالح مع شريكها.