حرية – (25/12/2022)
“جين جيان آزادي” من منّا لم يسمع بشعار “المرأة، الحياة والحرية” الذي ما زال يصدح في أرجاء المدن الإيرانية منذ مقتل الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول الماضي.
ظهر الشعار بلغات مختلفة حول العالم ورفعه المئات تضامنًا مع النساء الإيرانيات، في حين استخدمه البعض الآخر في إطار أجندات أوسع، حتى أصبح اليوم رمزًا دوليًا يرافق المدافعين عن حقوق المرأة حول العالم. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن الكلمات الثلاث هذه انطلقت من ساحات المدن الإيرانية، إلا أن ساحات التظاهرات في الشرق الأوسط تظهر عكس ذلك. فما أصل هذا الشعار ومن أين كانت انطلاقته؟
الشعار الأصلي ليس عربيًا إنّما كرديًا وهو “جين جيان آزادي”، فهذه الكلمات الثلاث لم تكن جديدة على مسامع النساء في الشرق الأوسط، خصوصًا في تركيا والعراق وسوريا. ولعلّ أول من استخدمها هن النساء الكرديات في تركيا قبل نحو 20 عاما، وذلك أثناء خروج نساء حركة الحرية الكردية في تظاهرات واحتجاجات للمطالبة بحقوقهن القومية مثل التعليم باللغة الكردية، وغيرها من الحقوق المتعلقة بالمساواة وإطلاق سراح السجناء السياسيين الأكراد.
الشعار الكردي لاقى صدى واسعًا حول العالم ورافق النساء الكرديات في ساحات الإحتجاج والمعارك على مرّ السنوات، خصوصًا في شمالي سوريا عام 2014 حيث أعيد إلى الحياة عند احتدام المعركة بين القوات الكردية وتنظيم داعش. رددت النساء الكرديات حينها الشعار نفسه في ساحات المعارك وهي تُكافح لعدم الوقوع تحت رحمة التنظيم المتطرّف. تحوّل الشعار بعد سنوات إلى رمز كردي حول العالم ورُفع لاحقًا خلال المسيرات الاحتجاجية للأكراد في روما عام 2017، ليرافقه شعارات أخرى تندد بالتمييز ضد المرأة.
لم يتوقّف شعار “المرأة، الحياة، والحرية” وقد أُعيد إلى الواجهة بعد مقتل الشابة مهسا أميني، ليرافق النساء حول العالم ويكون جزءاً من مسيرة دولية نحو عالم أفضل خالٍ من العنف والعنصرية!