حرية – (25/12/2022)
رحب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بمقترح من محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، يهدف إلى “إطلاق حوار بين القاهرة وطهران”، في الوقت الذي واصلت فيه القاهرة “صمتها” إزاء العروض الإيرانية المتكررة للتقارب، بحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وقال وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة “ميزان” الإيرانية، إن “رئيس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائهما معاً، في الأردن، على هامش الدورة الثانية لـ(مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة)، الرغبة في بدء مباحثات إيرانية – مصرية على المستويين الأمني والسياسي، ما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة”، معرباً عن “ترحيبه بالفكرة”.
وأضاف عبد اللهيان أن “رئيس الوزراء العراقي سوف يتخذ إجراءات بهذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة”.
وتابع أنه “سيواصل متابعة هذا الموضوع تماشياً مع دور العراق الإقليمي للمساعدة في تعزيز الحوار والتعاون”.
ولم تصدر مصر رداً رسمياً على هذه التصريحات. وسعت الصحيفة اللندنية للحصول على تعليق، لكنها “لم تتلقَّ رداً”. إلا أن مصدراً مصرياً مطلعاً تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، و أكد أن “القاهرة تتعامل مع هذه القضية في ضوء محدداتها السياسية”، مشيراً إلى أن “هذا ليس العرض الأول من جانب طهران، بل سبقته محاولات أخرى للتقارب”.
وقال المصدر إن “طهران تسعى للتواصل مع القاهرة، على غرار النموذج التركي، وتريد استغلال مشاركتها في قمة (بغداد 2)، التي عقدت مؤخراً في الأردن، لإرسال رسالة مفادها أنها منفتحة على مصر بوجه خاص، وعلى الإقليم بوجه عام”.
وشهدت الأشهر الماضية، إشارات إيرانية متكررة بشأن “تعزيز العلاقات مع مصر”، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني، في يوليو (تموز) الماضي، أن “تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في صالح دول المنطقة وشعبي البلدين”. وبعدها بأيام، كتب محمد حسين سلطاني فر، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، على حسابه الشخصي، يشيد بما وصفه بـ”موقف مصر المعارض لمشروع تحالف أميركي ضد إيران”.
واستكمل سلطاني التلويح بتحسن العلاقات بين القاهرة وطهران، عبر مقال نشره في صحيفة “إيران ديلي”، ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية، قال فيه إن “التطورات الراهنة تقتضي رفع العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح، إلى المستوى السياسي المنشود”.
وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن “القاهرة تتعامل في هذه الأمور في إطار علاقاتها مع الخليج، والعلاقات الإيرانية – الخليجية”، وقال في تصريحات إنه “لا يمكن تحقيق تقارب مصري – إيراني بمعزل عن مسار موازٍ في العلاقات بين طهران ودول الخليج”.
وبشأن تكرار التصريحات الإيرانية، قال هريدي إنها “محاولة لكسر الإجماع العربي على كيفية إدارة العلاقات مع طهران، على غرار ما تفعله تركيا في الموضوع نفسه”. وقال إن “إيران وتركيا تسعيان لخلخلة الموقف العربي الموحد، بتصريحات عن تحسن في العلاقات مع دولة ما، دون تغيير في جوهر سياساتهما تجاه المنطقة”.