حرية – (27/12/2022)
هناك كثير من الحيوانات المذهلة والغريبة، الموجودة في بقاع مختلفة من العالم، بعضها موجود في أماكن جعلتها معرضة للانقراض، بفعل تأثير فقدان الموائل الطبيعية وأنشطة البشر.
وقد تم اكتشاف عدة حيوانات ما زالت موجودة في عالمنا إلى يومنا هذا، والتي كانت تعتبر منقرضة، إذ إن علماء وخبراء الحفاظ على البيئة يعملون على الحفاظ عليها؛ لكيلا تختفي بالكامل عن الوجود.
1ـ ظهور سلطعون سيراليون بعد 66 سنة!
بعد أن تم رصد سلطعون سيراليون، الذي يمتاز بألوانه وحجمه الصغير، آخر مرة سنة 1955، تمكن الباحث بجامعة دوالا الكاميرونية، بيير مفوغو ندونغو، من رصده مجدداً سنة 2021، خلال رحلة له في سيراليون بغرب إفريقيا، خصوصاً من أجل البحث عنه، وتمكن من إيجاده 6 منه، بفضل السكان المحليين.
إذ إن هذا النوع من السلاطع يعيش في مناطق غير ساحلية، أو تلك التي تتوافر بها مصادر للماء، فيما تعيش داخل جحور الغابات المطيرة، وتتكيف على تنفس الهواء.
وتختلف ألوان السلطعون بين الذكور والإناث، إذ إن الذكور تتميز بمخالب أرجوانية وردية، مع أرجل برتقالية. فيما تتميز الإناث بأجسام أرجوانية مع أقدام برتقالية صفراء.
2ـ رصد حرباء تشابمان القزمة بعد تدمير الغابات المطيرة
تم رصد حرباء تشابمان القزمة لأول مرة، والتي لا يتعدى طولها 5.5 سنتيمتر، سنة 1992، لكنها كانت معرضة للانقراض خلال السنوات الماضية الأخيرة، بسبب تدمير نحو 80% من الغابات المطيرة في جبال مالاوي، حيث تعيش هذه الحرابي.
لكن في سنة 2016، عثر باحثون من المعهد الوطني للتنوع الأحيائي بجنوب إفريقيا ومتاحف مالاوي على الحرباء في الغابة المطيرة، على الرغم من أنها تُعرف بحبها للعيش في العزلة، مما يجعلها معرضة للانقراض بدرجة أكبر.
ويطالب الباحثون بإجراء مزيد من عمليات المسح والمتابعة لحيوانات الحرباء، مع اتخاذ إجراءات حماية البيئة للحفاظ على ما تبقى من موائلها الطبيعية.
3ـ سمكة الكهوف الشوكية لم تنقرض مع الديناصورات
في الوقت الذي كان يُعتقد فيه أن سمكة الكهوف الشوكية قد انقرضت مع الديناصورات قبل 65 مليون سنة، إلا أن العلماء اكتشفوا أنها مازالت موجودة في عصرنا الحالي، حيث تم رصدها في جنوب إفريقيا عام 1938، مما أثار النقاشات حول وضعها من نظرية تطور الحيوانات الأرضية.
وتعتبر أبرز سمات شوكيات الجوف هي كونها زوجية الزعانف اللحمية، التي تبرز على شكل يشبه الأقدام، وتتحرك بإيقاع متناوب يشبه الحصان.
كما أنها تتوفر على مفصل عظمي في الجمجمة، يساعد السمكة على فتح فمها بعرضٍ واسع من أجل التمكن من ابتلاع الفرائس الكبيرة، فضلاً عن حراشفها الثقيلة التي كانت تتميز بها الأسماك المنقرضة.
فيما تتوفر هذه السمكة الشوكية على أنبوب مليء بالزيت يُدعى الحبل الظهري، ويؤدي دور العمود الفقري، وأضف إلى ذلك العضو المنقاري الذي يستشعر الكهرباء على خطم السمكة، والذي يُستخدم في رصد الفريسة على الأرجح.
4ـ توثيق عينات حية لنحلة والاس العملاقة يعيد أمل إعادة إنقاذها
تم اكتشاف أكبر نحلة في العالم سنة 1859، من طرف عالم الطبيعة البريطاني ألفرد راسل والاس، إذ إنها كانت سوداء اللون، وطولها يعادل طول إبهام الشخص البالغ.
وفي سنة 1981، اعتبر العلماء أن هذا النحل، المسمى باسم مكتشفها والاس، من نوع الحشرات المنقرضة، إذ تم الاحتفاظ بعينات منها في بعض المتاحف، بعد العثور عليها من طرف عالم الحشرات آدم ميسر.
وبعد سنوات من آخر مشاهدةٍ لهذا النحل، سافرت مجموعة دولية من أنصار الحفاظ على البيئة إلى إندونيسيا في يناير/كانون الثاني عام 2019، وقاموا بسلك مسار والاس نفسه؛ في محاولة لرصد النحلة مرةً أخرى.
وقد تكللت هذه العملية بالنجاح، بعد رحلةٍ عصيبة، بعد أن تمكنوا من توثيق صور حية للعينات البيولوجية، مما أعاد إحياء الأمل في نجاة هذا النوع من النحل.
5ـ ظهور سلحفاة فرناندينا العملاقة التي اختفت من 112 سنة
كانت سلحفاة فرناندينا العملاقة قد شوهدت للمرة الأخيرة قبل 112 عاماً، أي لأكثر من قرن من الزمن، مما جعل العلماء يظنون أنها انقرضت، إلى أن تم رصدها من جديدٍ سنة 2019، من طرف بعثة لقناة “Animal Planet” الأمريكية، ومديرية المتنزهات الوطنية بجزر غالاباغوس، تمكنت من العثور على أنثى السلحفاة البرية العملاقة.
ومن أجل فهم الأصل الوراثي لهذه السلحفاة البرية الأنثى، تم إرسال عينة من دمائها إلى علماء الوراثة في جامعة ييل، لمقارنتها مع السلحفاة البرية الوحيدة الأخرى التي عُثر عليها من النوع نفسه في جزيرة فرناندينا أيضاً.
وأطلق العلماء على السلحفاة لقب “فرناندينا”. وأثبتت اختبارات الحمض النووي ارتباط فرناندينا بالسلاحف البرية من نوع تشيلونويات غالاباغوس، وحققت تلك النتائج الآمال الطويلة للعلماء في منظمة غالاباغوس ومديرية المتنزهات الوطنية بجزر غالاباغوس.
6ـ رصد طائر سابروينج من بين الطيور سنة 2010
يعتبر طائر سابروينج سانتا مارتا من بين الطيور التي تستوطن سلسلة جبال سييرا نيفادا بمنطقة سانتا مارتا شمال شرقي كولومبيا، ويمتاز بلونه الأخضر الزمردي.
إذ تم رصده سنة 2010، من طرف يورغن فيغا، مراقب الطيور المخضرم، وكانت هذه هي ثاني عملية رصد موثقة له، بعد سنة 1946، عندما ظن العلماء أن هذا النوع قد انقرض منذ ذلك الوقت.
ولا تتوافر معلومات أخرى عن هذا الطائر حالياً، ما عدا أنه يعيش في الغابات الاستوائية الرطبة، ويُعتقد أنه طير مهاجر ويتغذى على النباتات المزهرة في موسم الأمطار.
وقد عُثِرَ على طائر سابروينج سانتا مارتا داخل غابة غير محمية، بينما يطالب الخبراء بإجراء مزيد من الأبحاث وتوفير حمايةٍ لهذا الطائر قبل تعرضه للانقراض.