حرية – (29/12/2022)
أجرت “شبكة وول ستريت الإعلامية” الأمريكية احصاءات لمحاولة تحديد حجم الضحايا الأمريكيين الذين سقطوا في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة منذ العام 1775، بما في ذلك حرب العراق والحروب العالمية والحرب الأهلية الأمريكية.
وأوضح الموقع الأمريكي أن تقريره حول الحروب ما بين عامي 1775 و2022، يستند على بيانات موقع “ستاتيستا” المتخصص بالإحصاءات، ومنظمة ساحات المعارك الامريكية التي تؤرخ الحروب، بالاضافة الى بيانات من وزارة الدفاع الامريكية.
وأشار التقرير الأمريكي ؛ ان الولايات المتحدة، ومنذ نشأتها، وهي في غالب الأحيان أما في حالة حرب أو منخرطة في شكل من أشكال الصراع المسلح، مضيفا أنها دخلت في حروب خلال الاعوام ال250 الماضية، بعضها معلن والآخر غير معلن.
الا ان التقرير لفت الى مفارقة غريبة تتمثل في أنه خلال حروب القرنين ال18 وال19، كانت الأمراض هي التهديد الأكبر للجنود خارج ساحة المعركة، حيث تسببت أمراض مثل الزحار والجدري والأمراض المعدية الأخرى، الى موت عدد من الجنود أكبر من الجنود الذين قتلوا بسبب اصاباتهم من جانب العدو.
وعلى سبيل المثال، أشار التقرير إلى أنه خلال العالمية الاولى سقط أكثر من نصف قتلى الولايات المتحدة البالغ عددها 117 ألف جندي، بسبب الامراض واسباب اخرى، مضيفا أن 45 ألف جندي أمريكي ماتوا بسبب الأنفلونزا والالتهابات الرئوية خلال جائحة العام 1918 التي أودت بحياة حوالي 50 مليون شخص في أنحاء العالم.
وتابع أنه حتى حلول حروب القرنين ال20 وال21، تخطى عدد القتلى في ساحات المعارك عدد هؤلاء الذين سقطوا خارج ساحات القتال، مشيرا في الوقت نفسه الى عددا كبيرا من جرحى المعارك الذين كان يفترض موتهم متأثرين بجروحهم في أوقات سابقة، صار الآن لديهم فرصة أفضل للبقاء أحياء في ظل تطور الرعاية الوقائية والطب الميداني وعمليات الإخلاء وتوفر معدات الحماية الشخصية.
حرب الخليج (1990-1991)
القتلى: 258
واستعاد التقرير بداية حرب الخليج عامي 1990 و1991 مذكرا بانها اندلعت بعد أن قام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت للاستيلاء على مواردها النفطية، فيما اعلن الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الأب تحالفا ضم 35 دولة غربية وعربية لطرد العراق من الكويت، حيث أطلق التحالف عملية “عاصفة الصحراء” بغارات جوية وبحرية لمدة خمسة أسابيع في 17 يناير/كانون الثاني، ثم اتبعها بهجوم بري في 24 فبراير/شباط.
ولفت إلى أن المواجهة العسكرية انتهت بعد 100 ساعة حيث تم إخراج القوات العراقية من الكويت، مضيفا ان 258 أمريكيا فقط قتلوا في احد اكثر المواجهات الأحادية الجانب التي تخوضها الولايات المتحدة على الإطلاق.
الحرب الاسبانية الأمريكية (1898)
القتلى: 2446
وذكر التقرير ان الحرب الاسبانية-الامريكية قادت الى زوال الامبراطورية الاسبانية كقوة استعمارية وظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية، مشيرا الى أن إنزال الهزيمة بالقوات الإسبانية واعلان استسلامها في أغسطس/آب من العام 1898، وأجبرت على التخلي عن مطالبتها بالسيطرة على كوبا والفلبين و بورتوريكو وغوام وجزر أخرى في المحيط الهادئ.
وتابع التقرير انه من بين القتلى الأمريكيين الذين بلغ عددهم 2446 ، توفي 385 فقط بسبب إصابتهم بجروح خلال القتال، بينما تسببت أمراض مثل الملاريا المنتشرة في البيئات الاستوائية، بوفاة الجنود الباقين.
الحرب العالمية على الإرهاب (2001 الى الان)
الوفيات: 7075
لفت التقرير إلى ان 7075 أمريكيا قتلوا خلال الحرب العالمية على الإرهاب والتي تشمل غزوات قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان الى جانب المعركة المستمرة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم داعش والفصائل “الجهادية” الاخرى.
واوضح التقرير انه رغم نجاح الولايات المتحدة وحلفائها في الاطاحة بنظام صدام حسين العام 2003، الا انها ظلت تكافح من أجل تحقيق الديمقراطية في العراق، وهي عملية تخللها تمرد طويل الامد ومميت، سقط خلالها الآلاف من الجنود الامريكيين. كما أن الحرب في أفغانستان تحولت الى اطول حروب الولايات المتحدة لأنها بدأت في العام 2001 وانتهت مع مغادرة آخر الجنود الأمريكيين في أغسطس/آب العام 2021، وصعود حركة طالبان منتصرة.
الحرب المكسيكية الامريكية (1846-1848)
القتلى: 13233
ووصف التقرير الحرب المكسيكية -الامريكية بانها “حرب توسع”، موضحا أنه من خلال هذه الحرب فرضت الولايات المتحدة ملكيتها على ما يعرف الان بتكساس وكاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو ويوتا وأجزاء من كولورادو.
واشار الى انه من بين 78718 جنديا أمريكيا شاركوا في الحرب، مات 1733 في الاشتباكات، بنسبة تعادل 2.2٪، الا ان الامراض والاصابات الاخرى غير القتالية، اوقعت 11500 قتيلا أمريكيا.
حرب 1812 (1812-1815)
القتلى: 20 ألف جندي
وذكر التقرير أنه بعد مرور 30 سنة على الثورة الأمريكية، وقعت مواجهات عسكرية جديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، مشيرا إلى أن الحرب الجديدة اندلعت بسبب الصراع العسكري بين بريطانيا وبين الإمبراطور الفرنسي نابليون، حيث فرضت لندن وباريس عقوبات تجارية على الدول “المحايدة” بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، فيما قام البريطانيون باجبار البحارة الامريكيين بالقوة على الخروج من سفنهم واجبارهم على العمل في خدمة القوات البريطانية.
وتابع التقرير أن الولايات المتحدة تعرضت للهزيمة في غالبية المعارك التي خاضتها، وتم التصدي للغزو الامريكي لكندا، كما تعرضت الولايات المتحدة للاهانة من جانب البريطانيين الذين قاموا باحراق العاصمة التي تم انشاؤها حديثا في واشنطن.
إلا أن الأمريكيين تمكنوا من الاحتفاظ بسيادتهم على بلادهم، بعدما خسروا 20 ألف قتيل، وغالبيتهم ماتوا بسبب الأمراض.
الحرب الثورية الامريكية (1775-1783)
القتلى: 25 الف
ولفت التقرير إلى أن فيما يتعلق بالنسبة المئوية، فان الوفيات الامريكية المسجلة في أعقاب حرب الاستقلال، تعتبر من بين اعلى المعدلات في اي حرب خاضتها امريكا، حيث بلغ إجمالي عدد القتلى 25 ألف شخص، وهو رقم يشمل 4435 حالة وفاة خلال القتال عندما كان عدد سكان هذه الدولة الجديدة، يقل عن 4 ملايين نسمة وفقا لاول تعداد سكاني لها في العام 1790. واشار الى ان بقية الخسائر البشرية كانت نتيجة الزحار والملاريا والجدري.
الحرب الكورية (1950-1953)
الوفيات: 36516
وحول الحرب الكورية، قال التقرير ان من بين أكثر ما ميز هذه الحرب، هو البرد القاسي والصقيع الذي عانى منه الجنود في الخنادق. واشار الى ان اكثر من 20 ألف جندي قتلوا متأثرين بجروح لا علاقة لها بالمعركة بشكل مباشر، بينما سقط بالإجمال أكثر من 36 الف جندي امريكي.
حرب فيتنام (1965-1973)
الوفيات: 58209
وصف التقرير حرب فيتنام بأنها أكثر الصراعات إثارة للانقسام في تاريخ أمريكا، مشيرا إلى أن الزعيم الفيتنامي هوشي منه قاد المعارضة الفيتنامية في الجزء الشمالي من البلاد ضد تواجد قوات الاحتلال من اليابان وفرنسا.
وتابع انه بعد بعد هزيمة هاتين القوتين في فيتنام، تم تقسيم فيتنام الى شمال وجنوب، وبينما كان الشمال مدعوما من الاتحاد السوفيتي وحلفائه، كان الجنوب مدعوما من الولايات المتحدة.
ولفت إلى ان تصعيد الوجود العسكري الامريكي بدأ في العام 1964، واحتفظت القوات الامريكية بوجودها العسكري في فيتنام حتى العام 1973، الا ان اكثر من 58 الف جندي امريكي خسروا حياتهم، وكان 61% من القتلى ممن تقل أعمارهم عن 21 عاما.
الحرب العالمية الأولى (1917-1918)
القتلى: 116.516
وبعدما ظلت الولايات المتحدة على الحياد مع بدء الحرب العالمية الأولى في العام 1914، الا ان الوضع اصبح اكثر صعوبة بشكل متزايد مع مرور الوقت، مع استخدام ألمانيا الغواصات لإغراق السفن الأمريكية التي كانت تبحر نحو بريطانيا وفرنسا.
واضطرت الولايات المتحدة إلى إعلان الحرب في نيسان/ابريل العام 1917. وذكر التقرير أن دور القوات الامريكية كان متأخرا، الا انه كان حاسما في الحرب التي اودت بحياة اكثر من 53 الف جندي امريكي سقطوا في المعارك نفسها. لكن العديد من الوفيات الاخرى نسبت الى تفشي الانفلونزا الاسبانية في العام 1918.
الحرب العالمية الثانية (1939-1945)
الوفيات: 405.399
وبالنسبة الى الحرب العالمية الثانية التي تعتبر الأضخم عبر التاريخ، قال التقرير انه رغم ان الولايات المتحدة لم تعاني مثلما عانت الدول الاخرى، الا انها خسرت
اكثر من 400 الف امريكي خلالها، حيث قاتلت القوات الامريكية في مسارح حروب في المحيط الهادئ وأوروبا وأفريقيا ضد الانظمة الفاشية في ألمانيا وايطاليا والإمبراطورية اليابانية.
وبينما كان للولايات المتحدة في العام 1940، اقل من 459 ألف شخص في الخدمة العسكرية، إلا أنه مع حلول العام 1945، كان قد اصبح هناك اكثر من 16 مليون أمريكي في الخدمة العسكرية.
الحرب الأهلية الامريكية (1861-1865)
القتلى: 620 ألف جندي
واختتم التقرير باستعادة الحرب الاهلية الامريكية، مشيرا الى انه فيما يتعلق بالنسبة المئوية للسكان، فان هذه الحرب هي القتال الأكثر تكلفة بشرية في الولايات المتحدة، موضحا أنه كان هناك 620 ألف حالة وفاة مع عدد أكبر من الوفيات بسبب الأمراض مقارنة بالقتال الفعلي. ولكن هناك تقديرات أخرى تشير إلى أن العدد الحقيقي هو 750 الف قتيل على الأقل، وربما يصل الرقم الى 850 الف قتيل.
وتابع التقرير أنه من المعتقد أن اكثر من 20٪ من الرجال المولودين في مناطق الجنوب الأمريكي، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 عاما في العام 1860 قلتوا بسبب هذه الحرب.
واعتبر التقرير الامريكي ان هذه الحرب كانت صورة مقدمة عن الاهوال التي سيشهدها القرن العشرين لاحقا في ظل حجم الدمار والموت بمستويات لم يسبق لها مثيل حتى ذلك الوقت.
ولفت إلى أنه تم الاعتماد على استخدام السكك الحديدية للمرة الاولى من اجل نشر الجنود بسرعة الى مناطق المعارك، كما جرى تسخير الصناعات الحديثة من أجل الأغراض العسكرية لتصنيع البنادق والرصاص والمدافع بمستوى واسع. كما ان تكتيكات حروب الخنادق كالتي جرت في معركة بطرسبورغ في فيرجينيا، بمثابة صورة مبكرة عن الاهوال التي ستشهدها معارك الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.