حرية – (17/1/2023)
سالم الساعدي
إن صناعة الأصنام منهج فكري تنتهجه الشعوب حينما تفقد وعيها، وحينما يغيب العقل والإدراك فتقودها العاطفة إلى خلق وصنع اصنام لتقودها ، وإن مصدر هذه الصناعة هي المجموعات والأحزاب والمؤسسات والتيارات وحتى الأفراد من الطبقة الارستقراطية التي تمتلك النفوذ والقرار.
إن الشعوب هي من تصنع الأصنام من خلال تمجيدها وتملقها وافراطها في المدح، والسبب يعود
لتعرض المجتمعات تلك إلى العنف والاضطهاد والقهر والعوز والحرمان فيبدأ هذا المجتمع بالبحث عن القائد المنقذ والمخلص (الصنم) فيبرز هذا القائد وحينما ينجز هذا القائد عملاً بسيطاً ليس فيه شيء من الغرابة والبطولة أو شيء من التقدم والتطور حتى ينهال المدح والتهليل والتمجيد وتختلق له القصص والمعجزات و و و الى اخره… لهذا الصنم فينصب بطلاً (صنماً) تطيعه الجماعة ومن ثم تضعه في منزلة أعلى من منزلته لكي تعلق الآمال عليه، وهي تعلم جيداً انه ليس بمقدوره ان يكون كذلك، ومن ثم تبدأ تخاف هذا الصنم وتقنع نفسها أنه البطل المغوار والمخلص وليس بالمقدور الوقوف بوجهه ويتناسون أنهم من صنعوا هذا الصنم!!
وسبب الخوف هذا يعود إلى طغيان هذا الصنم بعد تسنمه مقاليد الأمور الذي يلجأ الى قمع مخالفيه واقصائهم وتهميشهم .
فالطغيان والبغي يولد مع الإنسان إلا ما رحم ربي واستعصم عن هذه الصفات.
فالإنسان المتجرد من التقوى والصلاح إذا ترأس وكان ذا قوة وسلطة ونفوذ فإن من عادته أن يطغى ويعيث في الأرض الفساد .
ونختم مقالنا بقول العزيز الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)
صدق الله العلي العظيم