حرية – (18/1/2023)
رغم شرائه بملايين الدولارات، لم يستطع رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين من استخدام “يخت القادسية” الذي تحول فيما بعد الى “يخت نسيم البصرة” والذي أصبح مكاناً سياحياً للخليجيين الذين يزورون المدينة لمشاهدة مباريات بطولة خليجي 25.
وتقول مصادر عاملة على اليخت ، إن “اليخت اصبح الآن مكاناً سياحياً متاحاً للمواطنين العراقيين وكذلك للخليجيين بصورة عامة”، مشيرة في ذات الوقت ارتياده “من قبل السائحين الكويتيين بشكل خاص”.
وفي الحديث عن “اليخوت” قالت المصادر، أن “صدام حسين كان لديه يخت باسم (يخت المنصور) تعرض للقصف من قبل القوات الأمريكية”، مشيرة إلى أن “اليخت يحتوي على قاعدة زئبقية لا توجد في أي يخت ميزتها هي منع الغرق”.
واليخت الضخم هذا تم إنشاؤه تلبية لرغبة صدام الشخصية عام 1980، يعتبر الأعلى ثمنًا بين اليخوت البحثية حول العالم، ويبلغ طوله 82 مترا، ويضم أربعة طوابق، ومجموعة من الأثاث المذهب والماهوجني، وغرفة نوم وسرير مع منفذ للنجاة، وملحق به اثنين من الزوارق الصغيرة.
وعلى الرغم أنه مصمم على حسب الطلب بعشرات غرف نوم للضيوف، وحمام مبلط بالرخام، وجناح رئاسي يتضمن مكتب وصالون لتصفيف الشعر، إلا أن صدام حسين لم يطأ هذا اليخت على الإطلاق بقدمه.
وأسم اليخت بالأساس “القادسية صدام” في إشارة إلى معركة القرن السابع التي انتصر فيها العرب على الفُرس، وتم بناء اليخت في الدنمارك وقتما كانت العراق حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وتخوض معركة دامية مع جمهورية إيران الإسلامية.
والقارب لم يتم توصيله بسلام إلى صدام حسين وانتهى به الحال راسيًا في عُمان لسنوات طويلة خلال الحرب ما بين العراق وإيران.
وفي منتصف الثمانينيات منح صدام حسين هذا اليخت هدية إلى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الراحل، والذي منحه اسم “يخت اليمامة” ومعنى اليمامة هو “المرأة ذات العيون الكبيرة”.
لكن اليخت أيضًا كان فخم جدًا فله اثنين من المحركات الـ 3 آلاف حصان، وأربعة مولدات من أجل الرحلات الطويلة، ومزود بخزانات وقود يمكن وضع بها 200 ألف طن من وقود الديزل أي ما يتكلف بالأسعار الحالية أكثر من 100 ألف دولار لملئهم.
وحتى ملك السعودية الثري مثل الملك فهد يبدو اليخت أمامه كالفيل الأبيض، لذلك أرسله إلى العاهل الأردني الملك حسين. وحينما مات الملك عام 1999 أرسل الملك عبدالله الثاني اليخت إلى جنوب فرنسا ليكون تحت ملكية شركة مقرها في جزر كايمان لكن تسيطر عليها الأردن، وفقًا لتقارير صحفية.
ثم جاء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عام 2003 والذي أسفر عن القبض على صدام حسين وإعدامه بعد ثلاث سنوات من وقت القبض عليه. وفي عام 2007 حينما حاولت شركة جزر كايمان بيع اليخت أعلنت الحكومة العراقية ملكيته. ويُقدر ما أنفقته الحكومة العراقية بـمليون دولار من أجل تأمين ملكية اليخت للعراق، وحصلت عليه بقرار من قضاء محكمة فرنسية عام 2008 بعد العثور على وثائق في اليخت تؤكد أنه لا يزال من الناحية القانونية يخت عراقي الجنسية.
وقال عامر عبد الجبار، وزير النقل حينها: “عودة اليخت تؤكد أن إرادة الشعب أقوى من الطاغية” مضيفًا: “لقد بنى صدام حسين هذا اليخت من أجل أغراضه الشخصية، لكن تم إعادته إلى الشعب العراقي”.