حرية – (18/1/2023)
تعيش مدينة البصرة، مع أجواء بطولة خليجي 25 واقعاً جديداً لم يألفه السكان منذ فترات طويلة، ويبدو أن المدينة لا تنام بمعنى الكلمة مع حركة السكان والوافدين إليها خاصة في الأماكن السياحية وأبرزها كورنيش البصرة وشوارعها واستغلال شط العرب ليشارك الوافدون أجواء البطولة، فيما يتفق البصريون على أمنية وحيدة وهي ان تبقى محافظتهم بهذه الأجواء حتى مع انتهاء البطولة.
تبدأ حركة الناس منذ ساعات الصباح وكأنها مدينة أخرى دبت فيها الحياة مجدداً بعد عقود من السكون والألم الذي صاحب هذه المدينة.
وانتقلت الكاميرا في مناطقها المختلفة وأبرزها الجسر الإيطالي وصولا إلى نصب السياب على شط العرب، ورصدت واقع أهل مدينة البصرة وامنياتهم ورؤيتهم لما بعد انتهاء البطولة التي يبدو أنها غيرت ملامح المدينة بشكل كبير.
لم نعش هذه الأجواء
يبدو ان فرحة البصريين لها خصوصية فهم حاليا المنطقة المضيفة لبطولة خليجي 25 بعد غياب دام أكثر من 40 عاماً، ومع توافد الجماهير التي اختلط فيها اهل الخليج باهل العراق من مختلف المحافظات خلقت أياما جديدة أجمل لسكان البصرة، الذين رفعوا شعار “عين غطا وعين فراش” ليحفظه الوافدون ويدخل حتى في كلمات الأغاني احتفاءً بالبطولة.
ويقول سكان من اهل البصرة ، ان الحياة عادت الى البصرة مجددا، وانهم لم يعيشوا هكذا أجواء داخل وخارج الملاعب منذ اكثر من عقدين في أجواء ملؤها المحبة والاحتفال والفرح بتنظيم البطولة من جهة واحتضان البصرة للوافدين اليها من مختلف الدول”.
ويغني بعض الشباب في البصرة انشودة متداولة ” عالمية عالمية عالمية .. البصرة صارت عالمية”.
كورنيش البصرة الوجه الاخر لجذع النخلة والميناء
وجهتان لمدينة البصرة يقصدها الزائر أو المحتفل بفوز المنتخبات المشاركة وخصوصا المنتخب العراقي تجولت الكاميرا قرب كورنيش البصرة، محطة الاحتفال التي تشتعل فيها الأجواء بمجرد انهاء الحكم صافرة أي مباراة في البطولة في ملعبي جذع النخلة والميناء، إذ ينتقل المحتفلون اليه وعلى ضفاف شط العرب وتبدأ حكاية بصرية أخرى مليئة بالأغاني والفرح، حتى أصبح الكورنيش وجها آخر لما يجري في ملعبي البطولة الرئيسيين، فيما تشارك القوارب المتواجدة في شط العرب الفرحة أيضاً بتواجد المحتفلين واطلاق الأغاني عبرها ليسمع صوتها للجالسين على البر.
الحكاية مستمرة في الكورنيش
وفيما يبدو أن مسالة “التحرش” ظاهرة عالمية، ولا يمكن الحد منها بشكل او بآخر، الا ان البصرة يبدو انها وضعت حدا لها , صرحن عددا من الفتيات وهن يتكلمن عن انعدام وجود أي تحرش او مضايقات بهن في ظل اجواء الاحتفالات او ما عداها خصوصا قرب الكورنيش.
وتقول الشابة نبأ (21 عاماً) وهي طالبة في المرحلة الثالثة في كلية الطب بجامعة البصرة “أصبحنا نزور الكورنيش حالياً انا وزميلاتي بكل حرية من دون مضايقة من الشباب”.
وتضيف نبأ إن “هذه الظاهرة اختفت منذ انطلاق بطولة خليجي 25، إذ كنا نتعرض لها قبل انطلاق البطولة، وهو ما يعكس وعياً جديداً ربما اضافته البطولة”.
وقرب السندباد آيقونة البطولة الذي حجز مكانه على ضفاف شط العرب تقول الشابة البصرية وهي تنظر الى السندباد وشط العرب “الآن تغير الحال ونتمنى ان تستمر الحياة هكذا بجالها في البصرة حتى بعد انتهاء بطولة الخليج”.