حرية – (18/1/2023)
يسعى العلماء في جميع أنحاء العالم لمعرفة المزيد حول كيفية تأثير ارتفاع متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على الطقس.
ويقولون إنه من المرجح بشكل متزايد أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة الأحداث المناخية أو تكرارها أو إطالة مدتها، كما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في موجات الحر وزيادة معدلات هطول الأمطار في العواصف الشديدة، وقد يتسبب أيضا في حدوث أحداث الطقس خارج الأوقات أو المواقع التي حدثت فيها عادة في الماضي.
لكن ما الذي يسبب تغير المناخ؟ لماذا ترتفع درجات الحرارة العالمية؟ وهل المناخ الدافئ هو المسؤول عن أحداث الطقس الجامحة؟.
ماذا يعني تغير المناخ؟
الطقس هو حالة الجو التي تشهدها منطقة ما في فترة قصيرة، أما المناخ فهو ما يحدث في منطقة ما على مدى سنوات أو عقود. وتغير المناخ هو الاختلاف الملحوظ في الاتجاهات الطويلة الأجل في درجات حرارة الهواء والماء والمحيطات وأنماط الطقس على المدى الطويل.
وتسجل محطات المراقبة حول العالم كمّا متزايدا من المعلومات التي تكشف كيف تتغير درجات الحرارة وهطول الأمطار. ويمتلك البعض عقودا من القياسات، بينما يمتلك البعض الآخر أكثر من قرن من البيانات.
ويستخدم العلماء هذه السجلات التاريخية لدراسة الارتفاع في متوسط درجات الحرارة العالمية.
ما هو أهم سبب لتغير المناخ؟
التأثير الأكبر على المناخ المتغير للكوكب هو إطلاق الانبعاثات في الغلاف الجوي من حرق النفط والغاز والفحم لنقل الأشخاص والبضائع من مكان إلى آخر وتوليد الطاقة، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.
وتظهر القياسات الحديثة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون آخذة في الارتفاع. منذ عام 1958، ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي تم قياسه في مرصد ماونا لوا في هاواي من 316 جزءا في المليون إلى 417 جزءا في المليون.
ورغم أن التغيير قد يبدو ضئيلا، إلا أنه نظرا لارتفاع كمية ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد عن 30%، تقول وكالة ناسا وغيرها إن التغييرات لها تأثير كبير على متوسط درجات الحرارة العالمية.
وتوثق الدراسات الوطنية والدولية كيف يحبس ثاني أكسيد الكربون الزائد الطاقة الزائدة ويسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل أسرع.
وإذا تضاعف ثاني أكسيد الكربون فوق معيار مستويات ما قبل الصناعة، فإن مسودة أحدث تقييم وطني للمناخ قالت إن درجات الحرارة العالمية قد ترتفع بمقدار 4.5-7.2 درجة، ما يؤدي إلى موجات حرارة قاتلة وتلف المحاصيل وغيرها من الآثار المتتالية حول العالم.
ما هي الأسباب الأخرى لتغير المناخ؟
- التصنيع والتعدين وقطع الغابات
- إطلاق غاز الميثان وأكسيد النيتروز يساهم أيضا في ظاهرة الاحتباس الحراري
- يمكن أن يؤدي التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو، وهو نمط من درجات حرارة المياه المتغيرة في المحيط الهادئ، إلى تغيير أنماط الطقس
- يمكن أن تنتج الانفجارات البركانية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تدفئ الأرض، ولكن أيضا جزيئات الهباء الجوي التي لها تأثير تبريد
كيف نوقف تغير المناخ؟
يقول العلماء في الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم إنه يجب خفض انبعاثات الوقود الأحفوري وقريبا لتجنب “عواقب كارثية”.
للحفاظ على الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية عند 2.7 درجة مقارنة بدرجات الحرارة في أواخر القرن التاسع عشر، يجب أن يصل العالم إلى “صافي صفر” من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وفقا لأحدث تقييم مناخي.
ولا يمكن للعالم خفض جميع الانبعاثات، لذا فإن الوصول إلى نتيجة صافي الانبعاثات الصفرية يتطلب إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء من خلال الوسائل الطبيعية والميكانيكية، حسب ما أفادت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ويشمل ذلك تدابير مثل الحفاظ على الغابات والأراضي الرطبة التي تخزن الكربون وحمايتها وتطوير تقنيات يمكنها امتصاص الكربون بشكل فعال من الهواء.
وحتى إذا وصل العالم إلى صافي انبعاثات صفرية، فإن تقييم المناخ الوطني ينص على أنه سيكون من المستحيل منع بعض الاحترار الجاري بالفعل.