حرية – (26/1/2023)
يجني شاب عراقي ما يقرب من 1700 دولار أميركي شهريا للمساعدة في العثور وتعطيل آلاف الألغام التي لا تزال مدفونة في العراق بعد الحرب مع داعش.
يقول فلاح حسن الذي يعمل في إزالة الألغام إن هناك “قولا مأثورا حول وظيفتنا مفاده: لا مجال لحدوث الأخطاء مرتين، لأن الخطأ الأول هو الأخير”.
ويضيف حسن في مقابلة مع موقع “بزنس إنسايدر” أن “تنظيم داعش زرع معظم هذه العبوات الناسفة في عام 2014″، وهو العام الذي بلغ فيه التنظيم أوج قوته بعد سيطرته على نحو 40 في المئة من مساحة العراق.
تم العثور على معظم العبوات الناسفة في الموصل والمناطق المحيطة بها، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق وكانت أكبر مدينة يسيطر عليها داعش.
يبين حسن أن الهدف من زرع العبوات الناسفة كان منع الجيش العراقي من التقدم باتجاه الموصل وكذلك منع السكان المدنيين من المغادرة.
ويتابع حسن أن المعدات المستخدمة في جهود البحث وتحقيق الاستقرار “ثقيلة” وتؤثر على أجساد العمال، ولكن مع ذلك يخاطر العاملون في هذا المجال من خلال تعطيل العبوات الناسفة المدفونة تحت الأرض والتي يمكن أن تنفجر بأدنى لمسة.
يقول حسن إن “تفجير العبوات الناسفة يحدث بثلاث طرق مختلفة، الأولى من خلال جهاز توقيت والثانية عبر مد أسلاك أو لاسلكيا باستخدام الهاتف والطريقة الثالثة بواسطة الضحايا أنفسهم عندما يدوسون عليها”.
تحتوي العبوات الناسفة المصنوعة محليا عادة على صاعق وبطارية ولوح لقياس الضغط يعمل كمفتاح للتفجير. في حين أن البعض قد يكون مغطى بالبلاستيك والبعض الآخر بالمعدن يمكن أن تتحول أيضا إلى شظايا عندما تنفجر.
ويبين حسن أن “عملية الحفر مخيفة وصعبة للغاية وتتطلب الثبات والثقة بالنفس للقيام بذلك”.
حتى في حال لم تكن العبوة تحتوي على مفتاح واضح للتفجير، إلا أنها عادة ما تحتوي على مواد كيميائية تجعلها عرضة للانفجار بنفس القدر أو أسوأ من ذلك.
وتسببت العبوات والألغام التي زرعها تنظيم داعش في مقتل وإصابة آلاف الأشخاص في أنحاء العراق خلال العقد الماضي.
ولفت تقرير لمنظمة الأمم المتحدة صدر في 2021 إلى أن “العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة”.
وحذر من وجود متفجرات “في أكثر من 3200 كلم من الأراضي، أي ضعف مساحة لندن”، مضيفا أن “8,5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه”.