حرية – (28/1/2023)
حدد الخبير الاقتصادي أحمد الهذال، السبت، سببين وراء وصول أسعار صرف الدولار إلى مستويات “تعد الأعلى” في السوق العراقية، فيما أشار إلى أن البنك المركزي تلقى تبليغات بضرورة تفعيل المنصة منصّة معرفة حقيقة الاعتمادات المستندية ومقدار السلع والخدمات المقابلة للتحويلات المالية.
وقال الهذال في تصريح للصحيفة الرسمية (28 كانون الثاني 2023)، إن “سعر صــرف الـــدولار مقابل الدينار وصل الى مستويات مرتفعة تعد الأعلى، بسبب تخفيضين الأول متعلق بحاجة الموازنة العامة للسيولة المالية بعد تدني أسعار النفط في نهاية العام 2021، والثاني جاء بسبب ارتفاع الطلب بشكل كبير على الدولار النقدي الداخلي بعد تفعيل آلية جديدة بمنصة مرتبطة بالبنك الفيدرالي الأميركي والنظام المالي العالمي، لذا ينبغي على البنك المركزي اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف وطأة ذلك”.
وأشار إلى أن “إدارة البنك المركزي تلقت تبليغات قبل أكثر من عامين بضرورة تفعيل المنصة لمعرفة حقيقة الاعتمادات المستندية ومقدار السلع والخدمات المقابلة للتحويلات المالية، بسبب وجــود شبهات لغسيل أمــوال وتدني مؤشرات العراق في تصنيفات مكافحة الفساد، وهذا يشكل خطراً على الاقتصاد لأنه سينهار إذا لم تطبق آليات الإصلاح بجدية”.
وبحسب الــهــذال، فــإن “آلـيـة منصة مراقبة التحويلات الخارجية تخدم الاقتصاد وتحمي غطاء العملة المحلية من الانهيار نتيجة ارتفاع حجم التحويلات، لكن الحكومة ينبغي ان تعمل على تفعيل إجــراءات أكثر جدية في ما يخص الفساد والإطـاحـة بالمهربين والمـصـارف التي تستقبل الفواتير المــزورة وغلق الشركات غير المرخصة لأنها تبيع بسعر أعلى من سعر الصرف الرسمي الذي يصل الفارق بينهما الى 11 بالمئة، الى جانب حماية الفئات الاجتماعية من أثر ارتـفـاع سعر الصرف المـــوازي، لأن ذلـك خلق مشكلات اجتماعية بين الدائن والمدين وكذلك أدى إلى ركود الأسواق”.
وفي وقت سابق، أعلنت مديرية مكافحة الجريمة المنظمة، إعداد ستراتيجية خاصة بالعام الحالي، تستهدف خفض معدلات جريمتي غسيل الأموال والغش الصناعي، فيما أشارت إلى أنها تعمل على إبرام مذكرات تفاهم داخلية لتكوين شبكة معلومات للحد من الجريمة المنظمة.
وقال مدير عام المديرية التابعة لوزارة الداخلية اللواء حميد مجيد حميد في تصريح للصحيفة الرسمية (26 كانون الثاني 2023)، إن “مديريته وفي ظل سعيها لخفض معدلات الجريمة المنظمة في البلاد وغسيل الأموال والغش الصناعي، وضعت ستراتيجية للعام الحالي 2023 تستهدف الحد منهما، منبهاً على أن “أغلب الجرائم تتعلق بالأموال”.
وأفاد بأن “الغش الصناعي يعد من الجرائم التي تعمل المديرية على الحد منها، كونه يسبب الأذى لعدد كبير من المواطنين لاسيما الطبقة الفقيرة التي تشتري السلع (المغشوشة) على انها أصلية”، لافتاً إلى أن “إبرام مذكرات تفاهم داخلية اسهم بشكل كبير في مواجهة الجرائم المنظمة، منها الاتفاق مع هيئة استرداد الأموال في هيئة النزاهة”.
وتابع حميد، أن “التعامل بشكل مباشر مع تلك الجهات أصبح بعيداً عن البيروقراطية، فضلا عن سرعة تبادل المعلومات من خلال البرامج الالكترونية إلى جانب تدريب الكوادر والدعم اللوجستي بما يخص التجهيزات الفنية المختصة بعمل المديرية”، منوهاً بأن “هناك تحركات لإبرام مذكرات تفاهم أخرى لتكوين شبكة معلومات تساعد على سرعة تبادل المعلومات لمكافحة الجريمة وسرعة وصول المعلومة التي كانت في السابق تقطع أشواطاً كثيرة لوصولها”.
وفيما يخص ارتفاع الأسعار والإجــراءات التي اتخذتها المديرية، أفاد بأن “هناك حملات كبيرة تقوم بها الأجهزة التابعة للمديرية من خلال لجان تقوم بمقارنة الأسعار وفواتير الشراء بالنسبة للتاجر للكشف عن قيمة المبالغ التي يحملها على السعر الأصلي، وفي حال كانت فوق المحدد فسيتم اعتقاله واحالته على القضاء، منبهاً في الوقت نفسه على أن للمواطن دوراً كبيراً في الحد من ارتفاع الأسعار وذلك من خلال مقاطعته السلع التي ترتفع أسعارها، وايضاً تبليغه عن أي تاجر يقوم برفع الأسعار من خلال رقم الهاتف 144 المجاني المخصص للاتصال بالاستخبارات ومكافحة الجريمة المنظمة”.
وكشف أمين عام حركة “كفى” رحيم الدراجي، في وقت سابق، مضمون رسالة مبعوثة من البنك الفيدرالي الأميركي إلى البنك المركزي العراقي بشأن “غسيل الأموال” في العراق.
وقال الدراجي في حوار أجراه معه الزميل أحمد الطيب (24 كانون الثاني 2023)، “بتاريخ 28 – 11- 2022، بلّغ البنك الفيدرالي الأميركي، البنك المركزي العراقي، بالتالي: نحن لن نقف متكوفي الأيدي أمام اتساع جرائم غسيل الأموال في العراق والتي تشترك فيها شخصيات سياسية ورجال أعمال وأصحاب مصارف إضافة لهيئات اقتصادية، إلى الحد الذي أصبحت من أسوأ مظاهر غسيل الأموال في الشرق الأوسط”.
واضاف، أن “محافظ البنك المركزي السابق والحالي الذي هو كان الأسبق، لهم معرفة تامة بعملية غسيل الأموال وعلى علم واطلاع تفصيلي؛ ولكن لا أحد يتخذ إجراءات إزاء ذلك”.