حرية – 31/1/2023
استهدفت طائرات، يُعتقد أنها إسرائيلية، ثلاث مرّات منذ مساء الأحد، قافلة شاحنات دخلت من الأراضي العراقية باتّجاه معبر البوكمال، ما ألحق أضراراً مادّية بعدد منها.
وقالت صحيفة “حزب الله” اللبنانية، في تقرير سلط الضوء على الاستهداف، اطلعت عليها “حرية”، (31 كانون الثاني 2023)، إنه “على رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تتبنّ القصف، إلّا أن تركيز الإعلام الإسرائيلي بدا واضحاً عليه، مع إيراد أنباء عن “ضرْب قافلة تابعة لميليشيات إيرانية”.
أدناه نص التقرير:
كانت مواقع إعلامية سورية وعراقية قد ذكرت أن “طائرات مجهولة قصفت الشريط الحدودي بين البلدَين، مستهدِفةً شاحنات في قرية الهري على مقربة من معبر البوكمال – القائم”، فيما نقل “المرصد السوري” عن مصادره أن “الاستهداف أدّى إلى تدمير 6 شاحنات تبريد ومقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وذلك أثناء دخول الرتل من معبر السِكك غير النظامي بين سوريا والعراق”.
ورجّح المرصد أن تكون “القافلة محتويةً على أسلحة نوعية لفصائل عسكرية مدعومة من إيران في مدينتَي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي”.
من جهته، أكد مصدر ميداني، أن “القافلة المؤلَّفة من 25 شاحنة، دخلت بصورة رسمية من معبر القائم – البوكمال الرسمي، بعد استكمال الموافقات الرسمية اللازمة من البلدَين، وكانت تحمل مساعدات غذائية إيرانية إلى سوريا (أرز وطحين)”.
وبيّن المصدر أن “القافلة تعرّضت لثلاثة اعتداءات متتالية خلال أقلّ من 24 ساعة: أوّلها وقع مساء الأحد خلال إدخال الدفعة الأولى من القافلة، فيما الاثنان الآخران سُجّلا صباح وظهر الاثنين، وأدّيا إلى احتراق شاحنتَين وإعطاب ثالثة، من دون وقوع أيّ إصابات بشرية”، موضحاً أن “تعرُّض الدفعة الأولى من الشاحنات، وعددها 7، للقصف، أدّى إلى تأجيل عملية إدخال ما تبقّى من شاحنات إلى اليوم الثاني، ومع ذلك تعرّضت للقصف مجدّداً”.
ونفى المصدر “وجود أيّ أسلحة أو ذخائر ضمن القافلة”، لافتاً إلى أنه “أثناء احتراق الشاحنات، لم تحصل أيّ انفجارات، ما يؤكّد عدم وجود أسلحة أو ذخائر على متنها”، مستبعداً أن “يؤدّي الهجوم إلى تعطيل حركة مرور الأفراد والآليات على المعبر، في ظلّ وجود توقّعات بنشاط تجاري مرتقَب بين البلدين، مع اتّخاذ خطوات متبادلة في هذا الإطار”.
والجدير ذكره، هنا، أن الاعتداء جاء بعد أسبوع من إعلان السفير السوري في العراق، سطام الدندح، أنه “سيتمّ السماح بدخول الشاحنات التجارية السورية والعراقية إلى كلا البلدين خلال الأيام القادمة، إثر توقّفها منذ بدء البلدَين اتّخاذ إجراءات لمنع تفشّي وباء كورونا في عام 2020”.
ويتكرّر القصف على المعبر مع كلّ خطوة اقتصادية وتجارية بين سوريا والعراق، وهو ما حصل لدى استهدافه بأربعة صواريخ في أيلول عام 2019، ما أدّى إلى تأجيل افتتاحه حينها لعدّة أشهر. وينبئ هذا التزامن بأن الولايات المتحدة تريد، سواء من خلال الاستهدافات المباشرة أو عبر حليفها الإسرائيلي، تحذير العراق من أيّ خرق لعقوبات قيصر، ولجمه عن الانفتاح على جارته، لضمان بقاء الحصار مشدَّداً عليها. كما يَدخل في الحسابات الأميركية أيضاً الاستهداف المتكرّر من قِبَل فصائل “المقاومة الشعبية”، المدعومة من إيران، لقاعدة التنف الواقعة على مثلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية، والذي أدّى في آخر فصوله قبل نحو عشرة أيام إلى أضرار مادّية في القاعدة، وإصابة عنصرَين من جيش سوريا الحرة المدعوم أميركياً. على أن واشنطن تُحاول، على ما يبدو، النأي بنفسها عن أيّ تصعيد مباشر، وتؤْثر الاعتماد على الإسرائيليين في تنفيذ اعتداءات جوّية على الأراضي السورية، مع تقديم كامل الدعم المعلوماتي والاستخباري لهم، انطلاقاً من القواعد الأميركية في التنف وريف دير الزور الشرقي. وممّا يدلّل على ذلك، مسارعة الأميركيين، في أعقاب الاعتداء الأخير، إلى إعلان حالة استنفار وجاهزية في قواعدهم، مع تحليق مكثّف للطيران الحربي والمسيّر، تحسّباً لأيّ ردّ من “المقاومة الشعبية” عليهم.