حرية – (31/1/2023)
من بين الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط، يبدو الصراع بين إيران وإسرائيل الأكثر احتمالا للانفجار.
ويطلق المسؤولون الإيرانيون بشكل دوري تصريحات يتوعدون فيها بـ”إبادة إسرائيل”، ويُعتقد أن بلادهم تسعى إلى الحصول على سلاح النووي، وهو ما من شأنه أن يدعم هذه التهديدات.
وإسرائيل، التي يُعتقد أنها تملك سلاحا نوويا تعهدت بأن تفعل كل ما في وسعها لمنع إيران من الحصول على مثل هكذا أسلحة.
حرب الظل
ولسنوات، انخرط الطرفان فيما يبدو أنها “حرب الظل”، إذ يهاجمان بعضهما بعضا على الأرض وفي الجو وعبر البحر، لكن بصمت وفي بعض الأحيان عن طريق وكلاء.
غير أن طهران وتل أبيب تتفقان في الغالب على تجنب المواجهات التي تهدد برفع مستوى التصعيد إلى حرب شاملة، ويفضلان عوضا عن ذلك اتباع سياسة “الإنكار”.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت المواجهات أكثر وضوحا، خاصة مع الهجوم الذي استهدف مجمعا صناعيا عسكريا إيرانيا في أصفهان مطلع الأسبوع الجاري.
وقالت صحيفتان أمريكيتان إن إسرائيل هي التي تقف وراء الهجوم. واستعرضت وكالة “بلومبرغ” الأميركية عدة أسئلة وأجوبتها بشأن “حرب الظل” بين الطرفين.
ماذا حدث في مجمع أصفهان؟
حسب الرواية الرسمية الإيرانية، تعرض أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في اصفهان، مساء السبت، لهجوم فاشل بأجسام طائرة صغيرة (مسيرات).
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم عبر طائرات مسيرة، مما أسفر عن انفجار كبير في وسط مدينة أصفهان، التي تعد مركزا لصناعة الصواريخ الإيرانية.
“القناة 12” الإسرائيلية أفادت بأن الهجوم استهدف منشأة لصناعة الطائرة المسيرة “شاهد 136”.
غير ان مسؤولا إيرانيا أكد أن الانفجار لم يسفر عن إصابات.
متى بدأت حرب الظل بين الطرفين؟
مثّل لبنان أقدم جبهة في معركة القتال غير المباشر بين إيران وإسرائيل، فبعد اجتياح الأخيرة للبنان في عام 1982، بدأت مجموعة شيعية مسلحة في توجيه ضربات للقوات الإسرائيلية، وستعرف لاحقا باسم “حزب الله”، وأصبحت المجموعة إلى حد ما وكيلا للحرس الثوري الإيراني.
ومنذ الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل في عام 2006، بدأت المجموعة في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف على طول الحدود، حسبما تقول إسرائيل. وتحدثت تقارير عن ضربات إسرائيلية متكررة استهدفت خط إمداد الصواريخ التابع لهذه المجموعة المسلحة داخل حدود لبنان.
وفتحت معركة جديدة بين طهران وتل أبيب، بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. ماذا حدث في سوريا؟ خلال سنوات الحرب السورية، بنت إيران وجودا عسكريا متزايدا في البلاد التي هبت لنجدة حكومتها، وعلمت على توظيف وجودها هناك لتسهيل نقل الأدوات القتالية إلى “حزب الله” عبر الأراضي السورية والعراقية.
ومن أجل وقف تدفق هذه الأسلحة ولمواجهة تنامي الوجود الإيراني على حدودها الشمالية، شنت إسرائيل هجمات على سوريا ضد أهداف مرتبطة بإيران.
ماذا عن جبهة البحر؟
في عام 2019، بدأ ما بدا أنه ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل عبر البحر، ومع ذلك لم يتبن الطرفان أيا من تلك الهجمات التي ضربت سفنا مرتبطة بالآخر.
ويُعتقد على نطاق واسع أن تل أبيب وطهران شنتان تلك الهجمات، ولم تسفر تلك الهجمات تقريبا عن وقوع إصابات، باستثناء هجوم وقع في صيف عام 2021 في ذلك الهجوم، قتل بحاران بريطاني وروماني كانا على متن سفينة يملكها إسرائيلي، وتعرضت لهجوم بطائرة مُسيرة في خليج عُمان، وربط مسؤولون أميركيون الهجوم بإيران.
لم ترد إيران على الغالبية العظمى من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بنيتها التحتية في سوريا، لكن في عام 2018، أطلقت وابلا من الصواريخ على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة، لترد تل أبيب بضربات صاروخية مكثفة في محاولة لاستعراض القوة.
يُعتقد أن إسرائيل تقف وراء عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين منذ عام 2010، وعدة هجمات على مواقع نووية داخل إيران.
وفي عام 2021، اتهمت إيران إسرائيل بالانفجار الذي وقع في المنشأة النووية في نطنز، وتوعدت بالانتقام، وفي المقابل، التزمت تل أبيب بالصمت. هل الحرب الشاملة ممكنة؟ إن أكبر خطر مرتبط بإيران يتمحور حول برنامجها النووي.
قادة إيران يقولون علنا إن لا طموحات نووية عسكرية لبلادهم، لكن تل أبيب تقول إنها حصلت على وثائق إيرانية تظهر غير ذلك.
يقول المسؤولون الإسرائيليون بشكل ضمني إن بلادهم ستهاجم إيران في حال وصلت إلى حافة حيازة السلاح النووي، باستخدام القوة الجوية، كما فعلوا مع العراق عام 1981 وسوريا عام 2007.