حرية – (11/2/2023)
أفرجت إيران عن الباحثة الفرنسية – الإيرانية فريبا عادلخاه التي أوقفت في يونيو (حزيران) 2019 وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة المساس بـلأمن القومي، وفق ما أفاد مقربون منها وكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحد المقربين منها شرط عدم كشف اسمه “أصبحت حرّة لكننا لا نعلم شيئاً عن وضعها”.
ورحّبت فرنسا بإفراج طهران عن عادلخاه، فيما أصرت على أنها يجب أن تستعيد “حريتها كاملة”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “من الضروري أن تتمكن السيدة فريبا عادلخاه من استعادة كل حرياتها بما في ذلك حرية العودة إلى فرنسا إذا رغبت في ذلك. تذكّر فرنسا بمطالبتها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرعايا الفرنسيين المحتجزين تعسفياً في إيران”.
ويحتجز عشرات الغربيين في إيران يقول داعموهم إنهم أبرياء تستخدمهم طهران كوسيلة ضغط للتفاوض. وتحاول إيران، الخاضعة لعقوبات دولية، والقوى الكبرى إحياء اتفاق دولي أبرم في العام 2015 يضمن الطبيعة المدنية لبرنامج طهران النووي.
ولم تعد دول على غرار فرنسا التي كان سبعة من رعاياها حتى الآن محتجزين في إيران، تتردد في توجيه أصابع الاتهام إلى طهران بجعل هؤلاء “رهائن دولة”.
من جهتها، تقول طهران إن جميع الأجانب محتجزون بموجب قوانين إيرانية داخلية، مشيرة إلى انفتاحها على عملية تبادل أسرى.
وبالإضافة إلى فريبا عادلخاه، احتجز الفرنسي بنجامان بريير في مايو (أيار) 2020 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات وثمانية أشهر بتهمة التجسس، فيما أوقفت سيسيل كولر المدرّسة والنقابية البالغة 38 سنة وشريكها جاك باري أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران.
كذلك، اعتقل الفرنسي – الإيرلندي برنار فيلان في 3 أكتوبر (تشرين الأول) حين كان في رحلة في إطار نشاطاته الاستشارية في إيران لحساب شركة سفر.
وتشهد إيران موجة من الاحتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة) في 16 سبتمبر (أيلول) بعدما اعتقلتها “شرطة الأخلاق” بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.
ولم يعرف اسما المواطنين الفرنسيين الآخرين. في نهاية ديسمبر (كانون الأول) أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن التعبئة “كاملة” من أجل الإفراج عن الفرنسيين السبعة المحتجزين في إيران.
إطلاق سراح فرهاد ميثمي
وقال القضاء الإيراني إنه أُفرج عن فرهاد ميثمي، المعارض المعتقل المضرب عن الطعام، بعد أسبوع من تحذير أنصاره من احتمال وفاته.
وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي يبدو فيها الهزال الشديد على ميثمي المعتقل منذ عام 2018 لدعمه ناشطات محتجات على فرض الحجاب في إيران. وتسببت الصور في إثارة غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وجماعات دولية لحقوق الإنسان.
وغردت السلطة القضائية على “تويتر” قائلة إن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أقر في الآونة الأخيرة عفواً و”أُدرج اسم فرهاد ميثمي في هذا العفو وأُطلق سراحه من السجن قبل ساعات”.
وأصدر خامنئي يوم الأحد عفواً يشمل عدداً من السجناء بعضهم اعتقلوا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الآونة الأخيرة. وجاء العفو في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية لـ “الثورة الإيرانية” عام 1979.
الاحتجاجات الشعبية
وشهدت إيران اضطرابات على مستوى البلاد عقب وفاة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) في مقر للشرطة. وهذه الاضطرابات مثلت أحد أقوى التحديات التي تواجه البلاد منذ 1979.
واعتقلت “شرطة الأخلاق” أميني لانتهاكها قواعد ارتداء الحجاب التي تفرض على النساء ارتداء ملابس محتشمة وغطاء للرأس. ولعبت النساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات التي أضرمت فيها بعض النساء النار في الحجاب.
وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 500 محتجاً لاقوا حتفهوا وإن نحو 20 ألفاً أصبحوا الآن في غياهب السجون. وقالت السلطة القضائية إن أربعة أشخاص على الأقل نُفذ فيهم حكم الإعدام شنقاً.
وأظهرت صور لميثمي وهو متكور فوق ما يشبه سرير مستشفى أو واقف بينما برزت ضلوعه تحت الجلد.
وقال روبرت مالي مبعوث واشنطن الخاص لشؤون إيران “صور مروعة للدكتور فرهاد ميثمي المدافع الشجاع عن حقوق المرأة والمضرب عن الطعام في السجن”.
وقالت منظمة العفو الدولية “هذه الصور لميثمي تذكير مفجع بازدراء السلطات الإيرانية لحقوق الإنسان”.
وكان ميثمي قد تقدم في رسالة بثلاثة مطالب وهي التوقف عن الإعدام والإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين، وإنهاء “مضايقات الحجاب الإجباري”.